استعاد معارضون مسلحون مجددًا السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي المشرف على طريق في محافظة اللاذقية الساحلية، بعد يومين على خسارتها لصالح قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (السبت). وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تمكنت الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني من استعادة السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي بشكل كامل، بعد منتصف ليل الجمعة السبت عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية». وأضاف أن المواجهات أدّت إلى «مقتل ما لا يقل عن 18 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، وعناصر من الفصائل المسلحة المعارضة. كما أكد مصدر عسكري سوري للوكالة، أنّ «المسلحين تقدموا باتجاه جبل النوبة»، لافتا إلى أن «الاشتباكات مستمرة وعنيفة» بين الطرفين. وحسب عبد الرحمن «لم تتمكن قوات النظام من الاحتفاظ طويلا بسيطرتها على هذا الجبل الاستراتيجي لأن الطائرات الروسية لم تتمكن من تقديم دعم جوي إذ تجري الاشتباكات مباشرة بين الطرفين ومن الصعب في ظل وجود الضباب التمييز بين قوات النظام والمقاتلين». ويبلغ ارتفاع جبل النوبة بين 500 و800م، وهو يشرف على الطريق القديمة بين اللاذقية وحلب التي تشكل محورًا استراتيجيًا، وعلى منطقة سلمى حيث تتحصن الفصائل المقاتلة، حسبما أفاد به الباحث والخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش لوكالة الصحافة الفرنسية. ويسعى نظام الأسد منذ أشهر إلى استعادة عدد من المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة اللاذقية. في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلقت مجموعات معارضة النار على مروحية روسية، مما أجبرها على الهبوط اضطراريًا قرب جبل النوبة. وبدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في 30 سبتمبر (أيلول)، بطلب من الرئيس الأسد، في إطار نزاع أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص منذ 2011.
مشاركة :