الاعتماد على الذات

  • 6/26/2022
  • 19:16
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

مصطلح بدأ يتكرر كثيرا في الصحافة ووسائل الإعلام في الشرق والغرب، فعندما اجتاحت أزمة كورونا العالم وسارعت الدول إلى إقفال حدودها، انكفأت معالم العولمة الحديثة وتراجعت إلى أدنى مستوياتها، وظهرت أهمية الاعتماد على الذات كميزة تنافسية دولية جديدة في المعايير الحالية لا سيما بعد تعطل وتوقف سلاسل الإمداد العالمية خلال الجائحة، فعلى سبيل المثال تفوقت الدول التي لديها مصانع متخصصة في إنتاج الكمامات الوقائية في التعامل مع الوباء، وعلى الرغم أنها صناعة بسيطة إلا إنها كانت علامة فارقة خلال الجائحة، ولعلنا نتذكر حادثة السطو التي حصلت على بعض الشحنات الطبية في أوروبا!!وخلال أزمة كورونا أيضا، ظهرت بشاعة الرأسمالية الغربية وبعدها عن الأخلاق ومبادئ الإنسانية عندما تخلت الدول الأوروبية الكبيرة عن جيرانها الصغار على الرغم من الاتفاقيات المعروفة، فقد عانت إسبانيا وإيطاليا كثيرا في مواجهة الجائحة، وبدأ الإعلام المحلي حينها في هاتين الدولتين يتحدث أن هذه الأزمة قد كشفت لهم عن أهمية الاعتماد على الذات في مواجهة الأزمات الطارئة!!وفي خضم الأزمة الروسية الأوكرانية الحالية، عاد الحديث مجددا عن أهمية الاعتماد على الذات، فانسحاب مطاعم ماكدونالدز الشهيرة من روسيا والتي يقدر عدد فروعها ب 850 فرعا قد شكل أزمة غذائية حادة في قطاع الوجبات السريعة، لكن الروس سرعان ما هبوا في تأهيل تلك المطاعم الأمريكية الفارغة بعلامة تجارية محلية تستند على طريقة التقليد والمحاكاة للعلامة التجارية الأمريكية وذلك كمحاولة لإعادة توظيف 60 ألف روسي فقدوا وظائفهم بعد انسحاب الماكدونالدز، وهذه إحدى الخطوات الروسية مع غيرها من الخطوات التي تنتهجها موسكو في سبيل ترسيخ منهجية الاعتماد على الذات في مواجهتها الحالية مع الغرب.وحول الأزمة الروسية الأوكرانية أيضا، والتي تسببت في إحداث أزمة غذائية عالمية في مجال القمح والزيوت، فقد سارعت العديد من دول العالم بانتهاج فكرة الاعتماد على الذات حتى لا تقع في مصيدة غذائية في المستقبل تجاه الأزمات الطارئة، فعلى سبيل المثال شرعت مصر والتي تعد المستورد الأكبر عالميا للقمح بالاعتماد على ذاتها بالتحرك السريع تجاه تطوير المجال الزراعي والاستفادة من مياه النيل كون الزراعة كانت ولا زالت هي الركيزة الأساسية نحو تحقيق الأمن الغذائي.وفي الختام.. دروس الأزمات العالمية الأخيرة من كورونا إلى أوكرانيا لا تزال تؤكد على أهمية الاعتماد على الذات في مواجهة الأزمات الطارئة، ولهذا دعا الخبير الزراعي المهندس مرسي عطا الله إلى إقامة مشروع عربي متكامل تحت عنوان «الزراعة هي الحل»، وأن بوسع الدول العربية تحقيق الأمن الغذائي الكامل بوجود الاستثمارات المنهجية في الزراعة مستندا إلى المقولة الشهيرة: لكي تتجنب السقوط لا تسند ظهرك على أحد.albakry1814@

مشاركة :