تربوي ينبه من تأثير تنمر الأسرة على الطلاب خلال الاختبارات

  • 6/27/2022
  • 13:09
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر أستاذ الدراسات العليا بقسم التربية الدكتور عادل عايض المغذوي، أن فترة الاختبارات أهم فترة في حياة الأبناء العلمية. وقال في تصريحات له اليوم الاثنين: إن الاختبارات التي انطلقت مطلع هذا الأسبوع، بمثابة ثمرة جهودهم وتحصيلهم الدراسي، مضيفًا أنهم توجهوا إلى قاعات الاختبارات وكلهم أمل أن يوفقهم الله. لكنه نبه من أنه يلازم ذلك شيء من التوتر والاضطراب والأزمات الأسرية، إن جاز التعبير، عند بعض الأسر، قائلاً: يحدث ما يمكن أن نسميه (تنمر والدي - تنمر الأبوين وبعض الإخوة على الأبناء)، باعثه الحرص المفرط والكم الهائل من التوجيهات للأبناء لدرجة عدم توفير متنفس لهم في هذه الفترة. وأوضح: نجد قائمة مهولة من الأوامر والنواهي "افعل ولا تفعل" من شأنها أن تحدث مردود سلبي للغاية لدى الأبناء ينتج عنه نتائج عكسية على مستوى تحصيلهم الدراسي واستعدادهم النفسي. وأضاف أن ضغط الوالدين على أبنائهم وممارسة ثقافة الحرمان والمنع "المفرط" نوع من التنمر، وكذلك التهديد والوعيد للأبناء ضرب من التنمر. وكذا العتاب الحاد والتوبيخ عند معرفتهم بإخفاق أبنائهم في إجاباتهم في اختبار مادة معينة يعتبر تنمرًا، كذلك من التنمر الممارس ضد الأبناء المقارنة البائسة والمقيته والقاتلة بين نماذج مجتهدة من أبناء الغير وبين أبنائهم، خاصة في فترة الاختبار، وغيرها كثير من الممارسات. وتابع "المغذوي": "كل ذلك بلا شك له تأثير سلبي على الأبناء من الناحية النفسية والمستوى التحصيلي، فتؤثر ممارسة التنمر بشكل كبير على التحصيل الدراسيّ". ونبه من أنه قد يؤدي الإجهاد والقلق الناتج عن التنمر، والمضايقات الوالدية المبالغ فيها إلى صعوبة بالغة في التركيز أثناء الاستذكار، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير في القدرة على حفظ المعلومات، أو حتى تذكّرها. إضافة إلى انخفاض احترام الذات لديهم فتقل ثقتهم بأنفسهم، وشعورهم بالغضب، والكبت النفسي والمرارة، والضعف، والعجز، والإحباط، والعزلة أو الانطوائية بسبب ممارسة الأسرة أشكال التنمر على الأبناء، وما سبق يحدث مع أبنائنا داخل محيط بعض الأسر. وقال: إن التنمر الذي يقع فيه أبناؤنا خارج محيط الأسرة، داخل أو خارج أسوار المدرسة فترة الاختبارات فهذا أدهى وأمر من حيث النتيجة والمآل. فطالب يتعرض للإيذاء النفسي والبدني؛ لأنه يرفض ما يطلبه منه صديقه من الإدلاء بمعلومة ومساعدته في قاعة الاختبار "تغشيشه" وآخر يتعرض لنوع من الابتزاز والإيذاء خارج المدرسة. ولفت إلى حدوث عض في المشاجرات الطلابية فترة الاختبارات وكثرة أصدقاء السوء الذين يحيكون الدوائر ضد الأبرياء من الطلاب وأصفياء القلوب، معتبرًا أنه ما كان هذا ليحدث لو كان لدى الأبناء جرعة توعوية ضد مظاهر وأشكال التنمر، وأهمية أن يكون لديهم مساحة عالية من توكيد الذات ليقولوا لا للممارسات الخاطئة ضدهم وبكل جرأة، وألا ينصاعوا لأي ضغط أو مطالب ابتزاز ويكونوا شديدي الصلة بذويهم ومعلميهم إذا تعرضوا لهذا التنمر. ونصح "المغذوي" قائلاً: نصيحتي ورسالتي للأبناء والآباء والمؤسسات التربوية بكل مراحلها في ضرورة توخي الحذر من الأخطار التي تحيط بأبنائنا نتيجة تعرضهم للتنمر باللفظ أو الفعل وما ينتج عنه من آثار سلبية. وأضاف: يجب على الأبناء اليقظة لكل ما يحيط بهم وللآباء التعاطف، وللمحاضن التربوية ومؤسساتنا التعليمية أن تكون خير معين للأسرة في تجاوز هذه المرحلة بكل اقتدار من خلال التواصل المستمر مع الأسرة فترة الاختبارات. ولتضع المدارس نصب أعينها الالتزام التام بالمواعيد التي حددتها وخصوصًا مواعيد الانصراف، قائلاً: الملاحظ أن المواعيد المعلنة والتي تم إبلاغ الأسرة بها تختلف تمامًا عن الواقع مما يساعد على ممارسة التنمر خارج أسوار المدرسة، ناهيك عن الدور التوعوي الذي يجب أن تقوم به وبشكل مستمر طيلة أيام الاختبارات فيما يتعلق بالتحذير من التنمر وأشكاله ونتائجه.

مشاركة :