لا يذكر السفر واختلاف مقاصده وأسبابه إلا ونتذكر أبيات الإمام الشافعي -رحمه الله- في السفر وما كتب عنه من فوائد: إذ يقول الإمام الشافعي في الحث على السفر: تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائدِ تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجدِ فإن قيل في الأسفار ذل وشدة وقطع الفيافي وارتكاب الشدائدِ فموت الفتى خيرٌ له من حياته بدار هوان بين واش وحاسدِ ولكن للشيخ عائض القرني رأي آخر وهو يخالف الإمام الشافعي في السفر قولاً وليس فعلاً، وهذه معارضة لأبيات الشافعي ورأيه الآخر في السفر: تخلف عن الأسفار إن كنت عاقلاً لبيباً ففي الأسفار عشر مصائبِ تذكر أهل وابتعاد أحبة وتشتيت أوقات ووحشة غائب ِ وإتلاف أموال وإذهاب راحة وإهمال أبناء وتضييع واجبِ وإرهاق جسم وانتقاص عبادة نصحت بهذا بعد طول تجاربِ الشيخ عايض في نقده للسفر قد حاكى بمعارضته وأبياته قول القاضي الطرطوشي المالكي -رحمه الله- ومخالفته للإمام الشافعي، فقلت رداً على جواب الدكتور عائض القرني: نصحتَ عباد الله ألا يسافروا وفي كل وقتٍ حاملاً للحقائبِ تسافرُ من شرقٍ لغربٍ لدعوةٍ وأخرى تُقضِّيها برفقةِ صاحبِ فدع عنك أهواء العبادِ وشأنهم نَصحتَ بهذا بعد طول تجاربِ أسافرُ لا أسمع لعايض نصحهُ خلافاً لماقد قال من كلِّ جانبِ واحذرُ من إيتاء كل محرمٍ أوالفتر والتقصير عن كل واجبِ وقد أيد رأيي، وقبل ذلك رأي الإمام الشافعي، الأخ الدكتور محمد أبوبكر صو من السنغال فقال بعد قراءة الأبيات: أشاطرك الرأي السديد موافقا وأسعى إلى درك المُنى بالرّكائب وتجربةُ الأبطال أبدتْ بأنَّه: رفيقُ المطايا خائضٌ في الرغائب فسافر وخالط واكتسبْ كل خبرةً (فسيحوا) دليلٌ للّبيبِ المُجاوبِ و(عائضُ) ذو رأيٍ وشيخٌ مقدَّرٌ ويبقى له التقديرُ رغم التّجاذُبِ
مشاركة :