أجمع مشاركون في الندوة الأخيرة من معرض جدة للكتاب، البارحة الأولى، على ضرورة تدريس الفلسفة في التعليم العام والعالي، كونها المدخل لتأصيل وفهم العلوم الإنسانية، مؤكدين على أن حضور العلوم الإنسانية في الجامعات يمنح الطلاب فرصة التحليل والنقد والحوار وإبداء وجهات النظر بعيدا عن التبعية والتقليد والتسليم المطلق. وتناول الناقد والأكاديمي الدكتور سعد البازعي «العلاقة بين العلوم الإنسانية وبين الفلسفة والفرق بينها وبين العلوم التطبيقية»، موضحا أن كل ما يعنى بشأن الإنسان قابل لأن يكون علما، وأن يحقق نفعا للمجتمعات بما يفتح من آفاق للتواصل والتفاعل والتكامل بين المجتمعات البشرية التي تتشابه كثيرا في نشاطها البشري اليومي. أما المؤرخ والأكاديمي الدكتور عبدالله العسكر، فأوضح أن تاريخ العلوم الإنسانية قام على رؤية فلسفية تعتمد التعريف بالإنسان بدءا من الأصل ثم النشأة وما يتبعها من نشاط وممارسة وإنتاج لتتطور العلوم بتطور المجتمعات وتحقق قفزة نوعية في صياغة مفاهيم الحقوق والواجبات ودراسة البيئة والتاريخ والجغرافيا والفنون ورصد مدى تأثيرها في حياة الأمم والشعوب. وركز الصحافي والكاتب الباحث علي الرباعي، على التأصيل الشرعي للمصطلح الإنساني من خلال النص القرآني، وتلمس الصور النابضة بالحس الجمالي في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) عبر تعامله مع أهل بيته وجيرانه وأصحابه والمختلفين معه، مؤكدا على أن النظرة إلى العلوم الإنسانية بمنظور الحلال والحرام أسهمت في تردد الجامعات في اعتماد العلوم الإنسانية رديفا للآداب، وعندما اعتمدتها الجامعات وخطتها في لوحات الكليات لم تعتن بها في المقررات والمناهج لتكون ضمن منظومة علمية منهجية، وإنما تتعامل معها كل جامعة بانتقائية تتنافى مع حرية البحث العلمي، نظرا لتخوف البعض مما يترتب على تدريس العلوم الإنسانية من الارتباط بالفلسفة التي تعنى بإثارة الأسئلة أكثر من عنايتها بتوفير الإجابات القطعية. الندوة أدارها وشارك فيها الناقد والأكاديمي الدكتور محمد ربيع الغامدي.
مشاركة :