كشف ممثل الائتلاف الوطني السوري في الأمم المتحدة الدكتور نجيب الغضبان عن كواليس صناعة القرار 2254 في الأروقة الدبلوماسية في نيويورك، منوها بدور وزير الخارجية عادل الجبير الذي حشد الجهود الدبلوماسية من أجل الوصول إلى أفضل قرار حول الأزمة السورية. وقال الغضبان لـ «عكاظ» إن الدور السعودي الحيوي كان شديد التأثير في نيويورك خصوصا في ظل التنسيق بين المثلث (السعودي - التركي - القطري)، لافتا إلى أن الحركة الدبلوماسية السعودية التي تقدمها عادل الجبير استطاعت أن تضغط لصدور القرار بهذا الشكل المقبول، معتبرا أنه أفضل مما كان متوقعا. وكشف عن وجود نسخة أولية للقرار تصب في مصلحة المعارضة السورية، إلا أنها قوبلت بالاعتراض الروسي وجرت بعض التعديلات على مسودة القرار، منها تغيير مفردات تعتبرها روسيا خطا أحمر مثل «تغيير النظام» وكل شيء يتطرق إلى مصير الأسد، مبينا أن القرار 2254 وإن لم يكن تحت البند السابع إلا أنه يخدم موقف المعارضة بالمحصلة. وأشار إلى أن القرار كان نتيجة اتفاق أمريكي روسي مسبق وضع الأزمة السورية على سكة الحل عبر أروقة الأمم المتحدة، مؤكدا أن أبرز ما في هذا القرار أنه أعاد مجددا التركيز على مرجعية جنيف1 التي تعتبرها المعارضة السورية أساس الحل، والابتعاد عن مخرجات فيينا التي لفها الكثير من الجدل حول دورها في إرساء المرحلة الانتقالية. واعتبر أن القرار 2254 ينطبق عليه «ليس بالإمكان أكثر مما كان»، خصوصا في ظل التدخل العسكري الروسي في سوريا وتراجع الدور الأمريكي في الملف السوري، الأمر الذي يعطي القرار أهمية لجهة انتزاع أفضل ما يمكن من القيادة الروسية المتعنتة حول الحل السوري، معتبرا أن القرار في محصلته إيجابي ومفيد للمعارضة. وتساءل الغضبان حول الترابط بين القرار الصادر مجلس الأمن وبين حسابات روسيا على الأرض في سوريا، متابعا: إذا وصلت روسيا إلى قناعة بأن التغيير على الأرض في سوريا صعب فهذا يعني شيء جديد وهو ما سيتوضح في الأيام القليلة المقبلة.
مشاركة :