لا حديث في ليبيا إلا عن الانتخابات التي أصبح تنظيمها الرهان الأكبر لجميع الفرقاء، كما أصبح التحدي الأبرز الذي يواجه المجتمع الدولي ولاسيما العواصم الغربية . وفي مقدمتها واشنطن التي تدفع بقوة نحو تحديد موعد الاستحقاق الانتخابي بعد أن تأكدت من جاهزية المفوضية الوطنية العليا المستقلة للانتخابات من الناحية الفنية ورغبة ثلاثة ملايين ليبي في اختيار قادة بلادهم للمرحلة المقبلة بما يساعد على طي صفحة 11 عاماً من الصراعات الميدانية والانقسامات السياسية والاجتماعية. مبدأ تقاسم وعلمت «البيان» أنه تم حسم الموقف الدولي من الانقسام الحكومي بإقرار مبدأ تقاسم عائدات النفط بين الحكومتين المتنافستين لتمارس كلّ منهما سلطتها في مجال نفوذها الميداني، فيما أكد مبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا وسفيرها، ريتشارد نورلاند، بعد اجتماعه برئيس المفوضية عماد السائح أمس، أن العوائق الوحيدة المتبقية أمام الاستحقاق الانتخابي سياسية. معتبراً أن اجتماعه مع السائح كان تأكيداً على استعداد ليبيا من الناحية الفنية لإجراء الانتخابات كما يطالب بها الناخبون، والعوائق الوحيدة المتبقية هي ذات طابع سياسي، وفق تقديره، مشدداً على أنه «لا بديل عن الانتخابات كجزء أساسي من الحل لسنوات طويلة من الاضطرابات في ليبيا». فترة مؤقتة وفي مواجهة حالة الانقسام السياسي والحكومي، قال السفير الأمريكي إنه من الممكن إجراء انتخابات عامة في ليبيا دون شرط حل الأزمة بين الحكومتين المتنافستين. مضيفاً أن آلية للإشراف على الإنفاق يمكن أن تساعد في الحكم لفترة مؤقتة، وهو ما يكشف بوضوح أن واشنطن والعواصم الغربية المتحالفة معها، تتجه نحو إقرار آلية جديدة لتوزيع عائدات النفط والغاز على الحكومتين المتنافستين وهما حكومة الدبيبة المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي والمنتهية ولايتها والتي تباشر مهامها من طرابلس وحكومة فتحي باشاغا المنبثقة عن مجلس النواب والتي تباشر عملها من مدينة سرت. إنهاء الأجسام وفي السياق ذاته، طالب 26 حزباً سياسياً، بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، وإنهاء الأجسام التي تجاوزت مددها الزمنية، داعية إلى حراك شعبي سلمي منظم ومتواصل بعيداً عن العنف، في حال انسداد المسار السياسي الحالي، للوصول إلى إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن. ويرى مراقبون أن الضغوط الدولية والأممية من أجل تنظيم الانتخابات لا تزال تواجه عدداً من التحديات المتعلقة بالقانون الانتخابي وشروط الترشح وتأمين الاستحقاق وضمان الاعتراف به من جميع الأطراف وتوفير شروط النزاهة والشفافية، مؤكدين أن الأمر ليس سهلاً كما يذهب في ظن بعض المتدخلين الغربيين، وإنما هو متشابك مع الكثير من العراقيل التي يعتبر التدخل الخارجي أحد أهم عناصرها المؤثرة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :