الإعلام الجديد به انتشرت الكلمة انتشار النار في الهشيم، وانتقلت الصورة وتناقلت مقاطع الفيديو من خلاله و هيمن على مفاصل الحياة وشكل للشباب متنفسًا لقضاياهم ومواضيعهم وتفاعلوا معه وتفاعل معهم بشكل كبير مع كل تفاصيل يومياتهم صغيرة كانت أو كبيرة. ولايختلف إثنان على أن وسائل وتقنيات وبرامج وتطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي لم تقيد الحرية بل ولم تجعل لها سقفًا حيث ألغت كل القيود وحطمت كل الجدران والحواجز ، وبهذا يكون الإعلام الجديد طوى حقبة قديمة بدت في أعين شباب اليوم مترهلة ورحبت بعصر جديد يتناسب مع ثورة التقنية المعلوماتية والتكنولوجيا الحديثة التي استفاد منها الإعلام الجديد فكسب الرهان وظفر بالفوز ، حتى وإن لم يعترف خصمه الذي مازال يعتمد على آليات قديمة نمطية تقليدية التي شكلت منظومة الإعلام التقليدي كان المقروء أو المسموع أو المرئي. ولو نظرنا في الحرب الضروس التي نشبت بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي لوجدنا أن النتائج تشير إلى أن الإعلام الجديد هو قائد المرحلة والمتحكم فيها لإنه باختصار نسجت شبكاته ومؤسساته في فضاء إلكتروني استطاع أن يغيّر من مفاهيم اللعبة الاعلامية التقليدية. ولذلك لا نبالغ عندما نقول أن الإعلام التقليدي يحتضر وأن القائمين عليه يشعرون أنهم سيصبحون من الذكريات الجميلة مثلها مثل جهاز الجوال المعروف بالباندا أو البيجر، لإننا في الحقيقة نعيش عصر التكنولوجيا الذي لايرحم الجهلة ليس الأميين الذين نقصدهم بل تجاوزنا ذلك بكثير فاليوم كل جهاز يظهر يطلق رصاصة الرحمة على الجهاز الذي قبله فإذا لم تكن على خلفية بما يحدث في عالم التكنولوجيا فلا أظن أنك تستطيع أن تتعامل مع أدوات جعلت العالم قرية كونية صغيرة. ولذلك عندما واكب الإعلام الجديد هذه الأدوات واستفاد منها استطاع أن يصعد وبقوة وأن يفرض نفسه في هذا الظرف الاستثنائي ، الذي رفض وبكل قوة حتى التسامح مع الإعلام التقليدي فشن ضده هجمة شرسة وبصمت لكنه سبب الإزعاج لمنافسه فقضى عليه لأنه غربل كثيراً من المفاهيم القديمة وغير تعريفاتها وأبجدياتها وآلياتها. وصاغ الإعلام الجديد أشياءً مختلفةً تماماً دقت المسمار الأخير في نعش الإعلام التقليدي ليُعلن بداية عصر جديد، يلعب فيه الإعلام أدواراً جديدة سمها إن شئت أدواراً شبابية. فهو ليس عجوزاً ليكون وسيلة فحسب ، فالإعلام الجديد ينقل الأخبار ويتفاعل مع الأحداثِ ومشاركاً فاعلاً في معطيات المرحلة وصنعها، وهو سلطة عظمى وقوة كبيرة تغير (من) س ( إلى) ص ويقود عجلة التنمية والتطوير. ونؤكد أن البريد الإلكتروني والفيس بوك وتويتر والواتس آب والصحف الإلكترونية وغيرها من وسائل ووسائط الاعلام الجديد وتقنياته المختلفة تمتلك قدرات هائلة حتى في شرعنة الفوضى وهنا يكمن خطورة الإعلام الجديد الذي ساهم وبشكل كبير في تلبية التطلعات والخبرات وصناعة الأحداث والتفاعل معها بإيجابية.
مشاركة :