في غارة قرب دمشق، قُتل القيادي في حزب الله سمير القنطار، وفيما رحّبت إسرائيل بنبأ مقتله لم تعلن مسؤوليتها عن العملية، فيما شهدت الحدود بين جنوب لبنان وشمالي فلسطين المحتلة حالة توتّر واستنفار عسكري ترجم بتسخين ميداني بتبادل صواريخ. وقضى القيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار الذي أمضى نحو ثلاثين عاماً في سجون الاحتلال، وكان يعتبر عميداً للأسرى، من جراء غارة اتهم الحزب إسرائيل بشنها ليل السبت قرب دمشق. وأعلن الحزب، في بيان أمس، أنّه عند الساعة العاشرة والربع من مساء أول من أمس أغارت طائرات إسرائيلية على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل سمير القنطار. ونشرت وسائل إعلام مشاهد فيديو تُظهر المبنى الذي استهدفته الغارة وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه. وأوردت وكالات أنباء نبأ مقتل القنطار من جراء قصف صاروخي على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل إلى جانب القنطار أحد مساعديه ويدعى فرجان الشعلان، مشيراً إلى أنّ الطيران الإسرائيلي استهدف القنطار في أوقات سابقة ولمرات عدة داخل الأراضي السورية من دون أن يتمكن من قتله. توقّع مقتل بدوره، قال أحد أصدقاء عائلة القنطار، رافضاً الكشف عن اسمه، إنّ سمير انتقل إلى سوريا منذ إعلان حزب الله قتاله إلى جانب قوات النظام وكان يقاتل في صفوفه، مضيفاً: كانت عائلته تتوقع مقتله في أي لحظة. وذكر شهود أنّ إصابة الهدف كانت دقيقة جداً، فقد أدت الصواريخ الثلاثة التي استهدفت أحد أبنية جرمانا إلى انهيار الواجهة الأمامية فقط للبناء المؤلف من ست طبقات، وإلى تضرر سيارتين مجاورتين. وقال أسعد (28 عاماً)، وهو عنصر في الدفاع الوطني كان موجوداً لحظة حصول الغارة: بسبب القذائف وقربنا من الغوطة الشرقية، نسمع يومياً أصوات الانفجارات، لكن سمعنا ليل السبت صوت ثلاثة انفجارات مدوية لم نسمع لها مثيلاً من قبل، رافقها وميض كبير شاهده كل سكان مدينة جرمانا. غياب شهرين بدوره، قال أحد جيران القنطار في جرمانا، طالباً عدم نشر اسمه: كنت أعرفه جيداً، ومعه شخص يرافقه دائماً، بالأمس جاءا إلى المنزل، وكانا قبلها غابا عنه مدة زادت عن شهرين. وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية انتشال جثة إضافية صباح أمس، لترتفع حصيلة الغارة إلى أربعة قتلى. ترحيب إسرائيلي وفي أول ردود الفعل الإسرائيلية، رحّب مسؤولون سياسيون وعسكريون بمقتل القنطار، ولكن من دون إعلان مسؤولية إسرائيل عن تنفيذ العملية. وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد لإذاعة الجيش إنّه قتل طفلة بتحطيم جمجمتها، ومقتله نبأ سار. ورأى الجنرال المتقاعد ياكوف إميدرور أنّ إسرائيل بعدم إعلان مسؤوليتها تقلل من احتمال القيام بعمليات انتقامية ضدها، مضيفاً: إذا قام أحد بقتله فهذا نبأ سار لإسرائيل، لأنّ القنطار كان يقوم بدور محوري في جهود حزب الله لتنفيذ عمليات جديدة من هضبة الجولان، إذا كان ثمة احتمال أن تصفي إسرائيل حساباتها مع القنطار فلن تتردد. تبادل صواريخ وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنّ ثلاثة صواريخ أطلقت على الأرجح من لبنان سقطت في مناطق خالية في شمال إسرائيل أمس دون أن يتسبب ذلك في وقوع أضرار أو إصابات. وكانت صفارات الإنذار دوّت في مناطق بإسرائيل قرب الحدود اللبنانية بعد ساعات من مقتل سمير القنطار في غارة جوية في سوريا، وبعدها بدقائق أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بسقوط تسع قذائف مدفعية مصدرها الجانب الإسرائيلي على منطقة جنوب مدينة صور اللبنانية.
مشاركة :