يشهد قطاع السياحة والترفيه والاستجمام مؤخراً ازدهاراً ملحوظاً، حيث تزداد الحاجة لخيارات الترفيه والاستجمام المتنوعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن ارتفاع الإقبال على السفر خلال العامين الأخيرين. ومن الضروري في هذه المرحلة التركيز بشكل أكبر على تنمية مهارات العاملين في القطاع ورفده بالمزيد من المواهب، إذ لن يكون بمقدورنا أن نستفيد بشكل كامل من الإمكانات في أي قطاع ناشئ إلا بمساعدة العنصر البشري فيها، وأود مشاركة بعض النقاط التي تؤكّد ضرورة توجه المزيد من القوى العاملة للانضمام لهذا القطاع. وأبدأ أولاً مع الحضور القوي الذي حققه قطاع الترفيه والاستجمام، حيث يشهد سوق الترفيه العالمي انتعاشاً ملحوظاً ليعود إلى معدل النمو السنوي المتوقع بنسبة %14، بينما تشهد المنطقة نمواً كبيراً في هذا القطاع بعد تخصيص المليارات للاستثمار في مشاريع الترفيه والاستجمام الجديدة أو تحديث المشاريع القائمة منها. وتحتل دولة الإمارات اليوم مكانة رائدة في القطاع، حيث يؤكّد تأسيس عدد من المشاريع المبتكرة - مثل مدينة سي وورلد أبوظبي الترفيهية ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، في العاصمة الإماراتية - على سير الدولة بثبات نحو تحقيق أهدافها باستقطاب مزيد من السياح كل عام. أمّا النقطة الثانية، فيمكن تلخيصها بأهمية القطاع في المساهمة برفد اقتصاد الدولة، حيث أكّدت قيادتنا الحكيمة من خلال مبادراتها المختلفة على ضرورة تطوير الكفاءات في جميع القطاعات لتعزيز مكانة الدولة التنافسية على مستوى العالم. وأطلقنا في «ميرال» برامج عدة، بما في ذلك برنامج «مهاراتي» لتطوير المواهب الشابة للذين تتراوح أعمارهم بين 21 و25 عاماً، والذي يزوّد المشاركين لمدة عامين بالأدوات اللازمة لتعزيز إمكاناتهم ومهاراتهم القيادية ضمن قطاعات السياحة والترفيه والاستجمام، كما يساعدهم على اكتساب الخبرات اللازمة للانضمام لشركات القطاع، وبرنامج تدريب السفراء الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر، ويركّز على تزويد المشاركين بتدريب عملي في المدن الترفيهية عالمية المستوى التابعة لشركة ميرال، وقد حقق برنامج تدريب «السفراء» حتى تاريخه إنجازاتٍ كبيرة، بما فيها تأمين فرص عمل لـ 500 مواطن إماراتي في القطاع، نجح أكثر من 150 منهم بالوصول إلى مناصب إدارية في وجهات جزيرة ياس المتنوعة. تركز برامج «ميرال» المختلفة على إعداد مزيد من الشباب الإماراتي للانضمام لقطاع السياحة والترفيه وقيادة مسيرته. وتركّز النقطة الثالثة على ضرورة التزوّد بالإمكانات اللازمة لمواكبة المتطلبات التقنية المتزايدة، مثل تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، التي يتم استخدامها اليوم في قطاع الترفيه والاستجمام، حيث تساهم مواكبة رحلة التحول الرقمي في تعريف المتدربين على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وأخيراً، تنطوي النقطة الرابعة على ضرورة توفير بيئة عمل تلائم أولوياتنا الثقافية، حيث من الضروري اعتماد سياسات وبناء بيئات وأخلاقيات عمل مرنة، وأود هنا أن أعبر عن فخري الكبير بفريقنا في «ميرال» الذي نجح في تطبيق هذه القيم. وأتوجه من هذا المنبر بدعوة مفتوحة لجميع المواهب الإماراتية للانضمام إلى هذا القطاع الواعد، وبدء مسيرتهم المهنية في قطاع السياحة والترفيه والاستجمام الذي يتيح لهم فرصة المساهمة في تطوير إمارة أبوظبي وتقدّم دولة الإمارات.
مشاركة :