يعاني المجتمع من قلة البرامج المخصصة لعلاج الادمان وضعف وعدم انتشار برامج تأهيل المتعافين من ادمان المخدرات، واقتصار الخدمات المقدمة على العمل الحكومي وإحجام القطاع الخاص عن الدخول في الاستثمار في هذا المجال. وبدأت عدة جهات حكومية مختصة في دراسة ومراجعة شروط افتتاح مستشفيات خاصة لعلاج الادمان بهدف تشجيع القطاع الخاص ورجال الاعمال والجهات الخيرية على الاستثمار في هذا الجانب وتقديم خدمة يحتاجها المجتمع، وبدأت امانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة في الاداره العامة للصحه النفسية والاجتماعية ومجمعات الامل بمراجعة ضوابط واشتراطات الاستثمار في انشاء مستشفيات خاصة ومراكز علاج ادمان المخدرات، وقد شجعت هذه الخطوة العديد من رجال الاعمال والمؤسسات الخيرية على دراسة انشاء مراكز تأهيل المدمنين وبدأ بعض رجال الاعمال زيارات لأهم مراكز علاج الادمان والتأهيل في المملكة ودول الخليج العربي والدول العربية والاقليمية، التي تشتهر بمزايا في علاج الادمان، وينادي العديد منهم بتسريع تقديم مثل هذه الخدمات بالإضافة الى الحاجة إلى مراجعة أشمل للاشتراطات وتسهيل بعض العقبات. ويأتي هذا التوجه من القطاع الخاص في ظل ازدياد حالات الادمان مع الهجمة الكبيرة التي تقوم بها عصابات المخدرات وضعف برامج التوعية وعدم انتشار مجمعات الامل وكفايتها والذي أوجد تحديات مقلقهة حيث اضحى الدخول في عالم الادمان سهلا ومتزايدا والخروج منه بالعلاج يزداد صعوبة، بما يتحتم على جميع مؤسسات المجتمع ان تقف صفا واحدا نحو تهيئة سبل العلاج وتوفيره وانقاذ المجتمع من مصائب المخدرات. وفي الرياض كمثال يخدم المنطقة كلها في مجال علاج الإدمان مستشفى واحد فقط يراجعه سنويا الاف الحالات، ويعاني مجمع الأمل بالرياض من ضغط كبير جدا بما يحرم عشرات الحالات المستحقة للتنويم من حقها ورغم ان المستشفى ضاعف طاقته ورفعها خلال السنوات الماضية ليصل لنسبة 100%، إلا أن نسبة إشغال الاسرّة تصل في غالبية الأيام الى 100%، وهو الأمر الذي دفع المجمع الى وضع حلول موقتة منها الطب المنزلي وإنشاء منزل منتصف الطريق بالدرعية وتفعيل برامج العيادات الخارجية العاجلة، لكن العديد من المتخصصين يؤكدون أن منطقة الرياض بحاجة إلى خمسة مجمعات للأمل والصحة النفسية. ويعزز جمع من المتخصصين والباحثين حاجة المجتمع الى دخول القطاع الخاص في مجال توفير التنويم والتأهيل لعلاج الإدمان، والذي سيدر دخلا كبيرا على هذه المؤسسات الصحية الخاصة ويساهم في خدمة المجتمع.
مشاركة :