عندما تتحدث سندية سعيد الزيودي عن الصيف، فإنها تستدعي مجموعة من الذكريات التي ارتبطت بوجدانها ورسمت تفاصيل سعيدة في تلك الفترة، انطلاقاً من البساتين الخضراء إلى رائحة الفواكه الفواحة التي تميزت بطعمها وشكلها. وتؤكد أن منطقة دبا الفجيرة، كانت تزخر بالحقول والبساتين التي تخترقها جداول الماء وتتزين بأشجار مثمرة وارفة الظلال، تملأ المكان جمالاً. سندية الزيودي تستعيد ذكرياتها سندية الزيودي تستعيد ذكرياتها روائح عطرة وبالعودة إلى الماضي تقول سندية: إن أشهر الصيف كانت تتميز بانتشار الفواكه المتنوعة والتي كان يطلق عليها «بشارة الصيف»، وكانت البساتين تعبق بروائحها العطرة. وتوضح أنه بالرغم من انتشار الفواكه المستوردة في الأسواق حالياً، إلا أن النوع المحلي، يبقى الألذ، ولا يزال يحظى بإقبال كبير. والناس حتى اليوم يقصدون المزارع المحلية لشراء الفواكه، وكثيرون يزرعونها في بيوتهم، ويحرصون على وجودها بكثرة في مزارعهم. أجمل وألذ تعتبر سندية الزيودي أن فصل الصيف في الإمارات كان سابقاً من أجمل الأوقات، حيث كان الناس يتجمعون ويقصدون المناطق الزاخرة بالبساتين، وهو ما يسمى «مناطق القيظ». يأتون إليها من مختلف مناطق الدولة، محملين ببعض المواد، بينما يعودون إلى ديارهم يحملون معهم ما لذ وطاب من فواكه وخضراوات وتمور، ويعيشون أجمل الأوقات وسط البساتين ضمن طقوس وعادات وتقاليد متأصلة، حيث يسود التعاون والمحبة. وتقول: كانت الفواكه فيما مضى أجمل وطعمها ألذ، ولا أنسى كيف كنا ننتظر الصيف حتى ينضج البلح ويكثر الرطب وتطيب الفواكه والحمضيات مثل الليمون والبرشي والمركبي والموز والهامبا العربي. وكنا نسعد بتقاسم هذه الخيرات واستضافة الأقارب كباراً وصغاراً، حيث يأتون لقضاء وقت «القيظ» وسط الخضرة والمناظر الجميلة، وكرم الضيافة وحسن الاستقبال. تقاسم الخيرات وتذكر سندية أن فصل الصيف كان يمثِّل فرصة للتلاقي والتواصل ومساحة لتقاسم الذكريات وما تجود به الأرض من خيرات. وتقول: ما أن يهل الصيف وتبدأ تباشيره بالظهور حتى يبدأ الأهالي بجني المحصول والسعادة تعم الجميع، ومع موسم «القيظ» الذي تكثر فيه الفواكه، تزهو الحياة وتكثر المناسبات الاجتماعية ويسعد الكبير والصغير. ويجتمع البعيد والقريب لتناول محاصيل كثيرة يجود بها الصيف الذي كان أغنى الفصول من حيث وفرة الفواكه الطازجة، والتي كان ينتظرها الجميع بلهفة كبيرة وتنتجها المزارع المحلية، ومنها: التين والرمان والجوافة والبطيخ والشمام والتوت المحلي وسواها. الهامبا اشتهرت منطقة دبا الحصن بزراعة أشجار المانجو والهامبا والجوافة والحمضيات، منها ما كان يؤكل طازجاً ومنها ما كان يضاف إلى الأكل كالليمون، وكذلك تجفيف الليمون لإضافته إلى الأكلات الشعبية طوال السنة. وتعتبر أنواع الهامبا التي تنتجها مزارع المنطقة الشرقية من أفضل أنواع المانجو المحلية على مستوى الدولة، وتشهد إقبالاً. كما أن غير الطازج منها يضاف إليه الملح والليمون وتؤكل قبل موسم نضوجها. التسميد تذكر سندية الزيودي أن طعم الفواكه قديماً كان ألذ لأن طريقة التسميد تغيرت. ففي الماضي، كانت الأسمدة طبيعية أما الآن فتُستخدم المواد الكيماوية لزيادة الإنتاج وسد احتياجات السوق. الفرضي والبرجي من الفواكه المحلية التي يشتهر بها الصيف، الشخاخ والترني والموز بنوعيه: «الفرضي» وهو صغير وحلو المذاق، و«البرحي» وهو ممتلئ وقليل الحلاوة.
مشاركة :