احتفى رجل الأعمال حمود الذييب في اثنينيته المقامة في منزله بالرياض بالأديب حمد القاضي. حضر اللقاء عدد من الشخصيات الأدبية والاجتماعية من محبي القاضي ومَن واكبه في مسيرته الحياتية والأدبية الزاخرة. أدار اللقاء الإعلامي مناحي الحصان، الذي رحب بضيف الاثنينية والحضور الكريم، طالباً من الضيف الكبير سرد أهم نقاط حياته، خاصة الجانب الإنساني في مقابل العملي الذي يعلم عنه الكثير. وأجاب القاضي في كلمته التي استهلها بالشكر الجزيل على الحفاوة التي قوبل بها وهذه اللفتة الكريمة التي توجه بها حمود الذييب لتكريمه بقوله: «نشأت في عنيزة بالقصيم، وعشت فيها حتى انتقلت للرياض لدراسة المرحلة الثانوية. كانت أهم المواقف التي أثرت فيّ هي وفاة والدتي رحمها الله وأنا ابن ثماني سنوات، وعندها تأثرت كثيراً لفقد مصدر الحنان الكبير في حياة أي إنسان. ولعل ذلك ما أثر إيجابياً في نفسي، ومنحني موهبة الكتابة والشعر والتأليف. وفي الرياض التحقت بالمعهد العلمي الثانوي حيث كانت أولى بداياتي الصحفية؛ إذ كتبت مقالاً في صحيفة المعهد، وفوجئت به بعد ذلك منشوراً في صحيفة الندوة؛ ما شجعني على الاستمرار في الكتابة واتخاذ الصحافة طريقاً لي ككاتب. درست بعد ذلك في كلية اللغة العربية مع الاستمرار في العمل الصحفي. وفي أثناء ذلك التحقت بجريدة الرياض. وكان من ضمن أعمالي أن غطيت مناسبة شعرية للراحل غازي القصيبي، وبعد نشر التغطية فوجئت برسالة شكر من الشاعر القصيبي على مقالتي، وكان ذلك بمنزلة شهادة أعتز بها من هذه الشخصية الكبيرة. كانت كتاباتي تهتم بالشأن الاجتماعي والإنساني بشكل عام. بعد ذلك توقفت عن العمل للتفرغ لرسالة الماجستير، ومن ثم عُيّنت في صحيفة الجزيرة مشرفاً على الملحق الثقافي فيها». وعن إنجازات القاضي في مجال الكتابة تحدث قائلاً: لي عدد من المؤلفات، أهمها كتاب بعنوان «قراءة في جوانب د. غازي القصيبي الإنسانية»، وكتاب «رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا»، وهو مترجم للغة الإنجليزية. وقد صدر في أعقاب حادث 11 سبتمبر في أمريكا؛ إذ رأيت أن الواجب يحتم علي العمل على تصحيح صورة الإسلام للعالم أجمع من خلال توضيح طبيعة التعامل في الإسلام مع غير المسلمين، وكيف أن الدين الإسلامي ليس دين حروب ولا اعتداءات. وقد أثار الكتاب إعجاب صاحب السمو الملكي الأمير نايف - رحمه الله - وكتب مقدمة بنفسه له. بعد ذلك تحدث منصور الخضيري، وكيل رئيس رعاية الشباب سابقاً، وهو من أصدقاء حمد القاضي، عن شخصية القاضي الإنسان، وقال: «لعل فقده والدته في سن صغيرة دفعه إلى مساعدة الناس ومحاولة إسعادهم بحل مشاكلهم، كما جعله أيضاً يشعر بمعاناة من حوله، ويهب لرفع المعاناة عنهم». وقال الدكتور عبدالله الحجلان، الأمين العام لهيئة الصحفيين السعوديين: «الحديث عن حمد القاضي سهل ممتنع؛ فالناس تعرفه أديباً وكاتباً بينما لا يعرف الكثير قدرته الفائقة على التواصل الاجتماعي مع مختلف طوائف المجتمع. وهو مدرسة في أخلاقيات المهنة، ولديه مقدرة على النقد النزيه البعيد عن شخصنة القضايا؛ ما يجعل من كتاباته مدرسة في الفصل بين النقد والإساءة». وفي نهاية الأمسية قدم الأستاذ حمود الذييب درعاً تكريمياً للقاضي تقديراً لتلك الشخصية التي لها كثير من الجهود في المجال المجتمعي والأدبي والإنساني على حد سواء.
مشاركة :