ألغت شركات الطيران 30 رحلة من جداولها أمس، في مطار هيثرو في لندن، وسط مخاوف من أن تتجاوز ذروة أعداد الركاب الحد الذي يمكنها التعامل معه بشكل آمن، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرج للأنباء. وقال المطار الذي كان الأشد ازدحاما قبل جائحة كورونا، في بيان، إنه سيعمل مع الشركات بهدف ترحيل حجوزات الركاب إلى أوقات خارج الذروة حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الركاب من السفر. ورغم أن الرحلات المعنية لم تمثل سوى جزء ضئيل من 1200 رحلة غادرت المطار أمس الخميس، تضيف الإلغاءات التي جرت في اللحظة الأخيرة إلى الفوضي التي تعم مجال السفر في أوروبا حيث يؤدي نقص الطواقم إلى تأثير قوي في جداول السفر. ويأتي إلغاء الرحلات بعدما ألغت شركة "بريتيش إيروايز"، أكبر الشركات التي تعمل في مطار هيثرو، 10 في المائة من رحلاتها الصيفية لتخفيف الضغط على العمليات في المطار. وشهدت الأسابيع الأخيرة، تعطل في حركة السكك الحديدية في المملكة المتحدة بسبب إضرابات العمال التي تعد الأوسع نطاقا في البلاد منذ نحو ثلاثة عقود. ويأتي ذلك فيما يبدو أن الإضرابات في شركة الطيران راين إير، تركت تأثيرا محدودا للغاية في الأجواء الأوروبية. وتتمحور مطالب المضربين حول الأجور التي لا تتماشى مع التضخم القياسي، الذي لم تشهده البلاد منذ 40 عاما. وتطالب النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل التي دعت إلى الإضراب، بزيادة الأجور بما يتماشى مع التضخم، لكنها تندد أيضا باحتمال "تسريح آلاف العمال" وتدهور ظروف العمل. وقال مايك لينش الأمين العام للنقابة في تصريحات "في الاقتصاد الحديث، يحتاج العمال إلى المكافأة المناسبة على عملهم وإلى منحهم ظروفا جيدة وطمأنتهم بأنهم لن يفقدوا وظائفهم"، محذرا من أن التحرك يمكن أن يتوسع في حال عدم وجود اتفاق. وأكد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني في تصريح من كيجالي، حيث كان يشارك في قمة الكومنولث، أن البريطانيين "لهم الحق في توقع إصلاحات أساسية"، خصوصا في مواجهة "الممارسات التي لا يدافع عنها أحد باستثناء قادة النقابات". وكانت حكومته قد أعلنت أخيرا عزمها تغيير القانون للسماح باستخدام عمال مؤقتين، ليحلوا محل المضربين وتقليل الأثر الذي عدته "غير متناسب"
مشاركة :