مهرجان فاس للموسيقى الصوفية يلتقي جمهوره من جديد تحت شعار "الوجد والمعرفة"

  • 7/1/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انعقاده لدورتين متتاليتين افتراضيا جرّاء تداعيات جائحة كورونا، يعود مهرجان فاس للثقافة الصوفية هذا العام للقاء جمهوره مباشرة. وأعلن فوزي الصقلي رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية عن عودة هذه التظاهرة في نسختها الخامسة عشرة من 22 إلى 29 أكتوبر القادم. وقال الصقلي، في لقاء صحافي، بالدار البيضاء، خصص لكشف النقاب عن برنامج هذا المهرجان، إن دورة هذه السنة المنظمة تحت شعار “الوجد والمعرفة”، ستكون “غنية” على جميع المستويات والمقاييس، إذ تقترح على الجمهور رحلة عبر سلسلة من الثقافات المختلفة وأرقى الأماكن الصوفية بالمعمورة. وبالمناسبة، أوضح رئيس المهرجان أن هذه الدورة ستستقطب مشاركين “من نحو خمس عشرة دولة ذات الصلة بأبهى تجليات الثقافات الصوفية”. التراث الصوفي المغاربي عموما، والمغربي على وجه التخصيص، يمثل تعبيرا دينيا وثقافيا محليا مرتبطا شديد الارتباط بالواقع المحلي المغاربي وهكذا فإن برنامج هذه النسخة الخامسة عشرة، سيتضمن من بين فقراته موائد مستديرة تتمحور حول موضوع المهرجان “الوجد والمعرفة”. وعن البعد الفني للمهرجان، قال الصقلي إن أمسيات فن السماع تأتي على قائمة المهرجان، فضلا عن حفل افتتاح هذه الطبعة الذي سيسمح للجمهور باكتشاف الموسيقى الهندية بالبلاط المغولي من خلال إبداع أصيل بعنوان “عند التقاء المحيطين”. من جهتها أشارت كارول لطيفة أمير المديرة الفنية المشرفة على برمجة مهرجان فاس للثقافة الصوفية إلى أن هذه الدورة ستستقبل قرابة 200 من الفنانين من مختلف أصقاع العالم إلى جانب المغرب البلد المضيف. وأضافت أن المهرجان سيسلط الضوء على الفن المعاصر من خلال معرض بعنوان “بردة المتيقظين”. وأبرزت، في هذا الصدد، أن الأمر يتعلق أيضا بإلقاء نظرة معاصرة عن التلقين الصوفي التقليدي للفيض الإلهي والنبوي عبر البردة أو “الخرقة”. وأشارت إلى أنه استنادا إلى مؤلف من القرن الثاني عشر للنظامي كنجاني بعنوان “خسرو وشيرين”، فإن التنشئة الروحية من خلال الفنون ستكون في صلب دروس الماستر كلاس، وذلك في شكل ورشات فنية تسمح بتعلم تطبيقات فن الخط العربي الأصيل وفن السماع بأماكن تراثية من عمق المدينة العريقة فاس. وتحت خانة الموضوع نفسه سيتم تنظيم حفلين موسيقيين لاكتشاف أوركسترا السماع وفن موغام بأذربيجان المستوحى من أشعار الصوفي النظامي من أداء مجموعتين مؤلفتين من جيل جديد مكون من شباب من ذوي مهارة فنية وتألق متميز. بالإضافة إلى ذلك، سيستضيف المهرجان ولأول مرة مجموعة من الموسيقيين والدراويش من قونيا لأداء وصلات سماعية للطريقة المولوية، إشارة إلى إحدى الرباعيات الشهيرة للصوفي الشهير جلال الدين الرومي “تناغم الذرات”، التي تعبر بشكل شعري عن نظرة ميكروفيزيائية في القرن الثالث عشر. المهرجان سيستضيف ولأول مرة مجموعة من الموسيقيين والدراويش الأتراك من قونيا لأداء وصلات سماعية للطريقة المولوية المهرجان سيستضيف ولأول مرة مجموعة من الموسيقيين والدراويش الأتراك من قونيا لأداء وصلات سماعية للطريقة المولوية وسيتوج حفل الاختتام بتكريم علم من أعلام التصوف المغربي وقطب من أقطاب مدارس الجمال في الطريق الصوفي محمد الحراق، وذلك بمشاركة أرقى وألمع أصوات الطرب الأندلسي ومنشدي الطريقة الحراقية. الجدير بالذكر أن التراث الصوفي المغاربي عموما، والمغربي على وجه التخصيص، يمثل تعبيرا دينيا وثقافيا محليا مرتبطا شديد الارتباط بالواقع المحلي المغاربي، وقد تعرض في العديد من الأقطار المغاربية إلى هجمات التيارات الدينية المتشددة التي ترى فيه خروجا عن صحيح الإسلام وشِرْكا وزندقة، حسب تسويغاتها وأدبياتها، حيث تعرضت العديد من الزوايا وأضرحة الأولياء الصالحين والمعالم التاريخية في تونس وليبيا ومصر وفي غيرها من الأقطار العربية، بتفاوت حدة الهجمات أو بتفاوت أهمية الحضور الصوفي، إلى الحرق والتدمير من قبل مجموعات تكفيرية متشددة. ويقام هذا المهرجان إلى جانب عشرات المهرجانات الأخرى تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، للتعريف بكل القطاعات الفنية وهي ليست مهرجانات موجهة فقط للإشعاع الخارجي، بل تطمح أيضا إلى استهداف فئات أوسع من الجمهور المغربي. ويهدف المهرجان، حسب المنظّمين، إلى مساءلة دور الصوفية في عالم اليوم والتعريف ببصمات المرجعية الصوفية في الرسم والحروفية والغناء والموسيقى والسينما، وإعادة اكتشاف أبعاد التراث الصوفي الروحية والفنية التي لا تنضب. وفي الدورتين الماضيتين، قدم برنامج المهرجان مقارباتٍ ثقافية وإبداعية للأزمة التي عاشها العالم بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد. وكان الدرس الرئيسي الذي يمكن استخلاصه من الأزمة يتمثّل في استعادة الخلاصات التليدة للصوفية كغذاء إنساني روحي.

مشاركة :