صدر عن دائرة الثقافة في الشارقة، العدد 34 لشهر يوليو 2022 من مجلة "المسرح" الشهريَّة، وضم مجموعة متنوعة من المقالات والتقارير والرسائل والزاويا، حول ظواهر وتظاهرات المسرح العربي. وخُصص باب "مدخل" لاستطلاع حول أثر دورة "عناصر العرض المسرحي" التي تسبق كل دورة جديدة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، وذلك بمناسبة انطلاق نسختها التاسعة منتصف شهر يوليو. ويعد المهرجان فضاء مفتوحا لكل موهبة لخوض غمار تجربة الإخراج المسرحي، وهو ما نجح في ترسيخه على امتداد دوراته منذ انطلاقته في سبتمبر 2012، إذ يعد المهرجان مختبرا سنويا لمتدربي الورش والدورات المسرحية التي تنظمها إدارة المسرح بالدائرة بمشاركة مجموعة من المختصين من خارج الإمارات وداخلها، وهو فرصتهم لإظهار قدراتهم المبدعة وأسئلتهم ورهاناتهم وتطلعاتهم. ينشط المهرجان الساحة المسرحية في المنطقة الشرقي، كما يساعد على رفد الحركة المسرحية الإماراتية بطاقات شبابية جديدة في الإخراج المسرحي، بينما يقدم عروضه باللغة العربية الفصحى، الوعاء الحامل لثقافتنا العربية. المجلة تقدم لمحة عن أبرز الأعمال المسرحية العربية الجديدة وتطرح القضايا الراهنة للمسرح وتحاور أهم رموزه وتضمن “مدخل” المجلة كذلك تغطية للجولة التي قام بها وفد من دائرة الثقافة، برئاسة مدير إدارة المسرح فيها، في دول مجلس التعاون، لدعوة فرقها للمشاركة في الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، في فبراير المقبل. ويأتي ذلك سعيا إلى خلق حراك مسرحي خليجي يدعم التجارب الإبداعية ويحاول اكتشاف مواهب جديدة علاوة على النقاشات الفعالة التي من شأنها تطوير الحراك المسرحي في شبه الجزيرة العربية. وتنفتح المجلة في ركن "بقعة ضوء" على مساحات أوسع من الفن المسرحي العربي، فنجد إفادات لمسرحيين من السعوديَّة، والمغرب، والعراق، ولبنان، والسودان، والجزائر، حول إسهام المهرجانات في ترقية المسرح العربي. ونطالع في "قراءات"، عددا من المقالات التي تناقش أهم القضايا الراهنة المطروحة أمام المسرحيين العرب، فنقرأ مقالة أحمد خميس "صانع البهجة: من ينسى نجيب الريحاني؟"، عن العرض الجديد للمخرج ناصر عبدالمنعم، وقراءة الحسام محيي الدين "ست الدنيا: حكاية بيروت بين زمنين"، حول العرض المونودرامي الذي أخرجه أخيراً هشام جابر، وتحت عنوان: "زقاق المدق: رواية محفوظ مسرحاً استعراضياً" كتب باسم صادق عن المسرحيَّة التي أخرجها عادل عبده، وجاءت مقالة إبراهيم الحسيني "الحب في زمن الكوليرا: دراما العشق الأبدي" عن المسرحية المصريَّة لرواية الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، التي جاءت بتوقيع المخرج السعيد منسي. واحتفى باب "حوار" بالمشروع المسرحي للمخرج والممثل التونسي الرائد توفيق الجبالي، الذي يعد من أبرز صنّاع المشهد المسرحي التونسي المعاصر، عبر مقابلة أجرتها معه سهام عقيل. وقد أسّس الجبالي عام 1987 أوّل فضاء مسرح خاص أطلق عليه اسم “التياترو”، ومع مرور الأعوام كسب هذا الفضاء جمهورا وفيّا له وأصبح علامة فارقة في الفنون الأدائية الحديثة، إذ قدم العديد من الأعمال والدورات التدريبية التي مرت منها أجيال من المسرحيين المحترفين والهواة. وفي "صروح"، تناولت الكاتبة السورية لمى طيارة قضية الرمزيَّة التاريخيَّة والثقافيَّة لمسرح القباني الشهير في دمشق. وفي "أسفار"، سرد محمود الحلواني مشاهد من رحلته إلى أيام الشارقة المسرحيَّة سنة 2014. أما في باب "رؤى"، فقد تناولت صفاء غرسلي تجربة العلاج بالدراما والتقنيات المسرحيَّة، واستقصى أحمد سبياع تاريخ ارتياد المرأة المغربيَّة للمسرح. وتحت عنوان "المسرح الفردي: تاريخ موجز للمونودراما" كتب عمر الرويضي في باب «مطالعات»، حول كتاب للطاهر الطويل، بينما تناول محمود سعيد في الباب نفسه مسرحيَّة "الظلام الحارق" للكاتب الإسباني أنطونيو باييخو. وفي "منبر"، نقرأ لفاطمة المزروعي: "العالم مسرح"، ولسامي الجمعان: "حس المسرح"، ولمحمد الروبي "المسرح حياة"، ولعبدالكريم برشيد: "الكائن والممكن والمحال". وحوى "رسائل" تغطيات وتقارير حول النشاط المسرحي في مصر، والجزائر، والكويت، وإيطاليا، وفرنسا.
مشاركة :