أدرك السويديون صعوبة الفوز بلقب كأس العالم 1958 التي أقيمت على أرضهم، لكن منتخبهم الوطني، كان عازما على التقدم لأبعد نقطة ممكنة، حتى تعاظمت آمال المشجعين، وصولا إلى المباراة النهائية. تصدر المنتخب السويدي منافسات المجموعة الثالثة، بعدما حقق انتصارين على المكسيك (3-0) والمجر (2-1) مقابل تعادل وحيد مع ويلز (0-0)، ليبلغ الدور ربع النهائي، ويلاقي منتخب الاتحاد السوفييتي، ويتفوق عليه بهدفين نظيفين، ثم تمكن من اجتياز حامل اللقب منتخب ألمانيا الغربية في دور الأربعة بنتيجة (3-1). وأقيمت المباراة النهائية في ملعب راسوندا بمدينة سولنا بحضور حوالي 50 ألف متفرج، حيث لعبت السويد أمام البرازيل التي تخلفت مبكرا بهدف بعد مرور أربع دقائق، لكن فافا عادل النتيجة بعد ذلك بقليل ثم وضعهم في المقدمة قبل نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، تفوق الأسطورة بيليه على الجميع وسجل هدفين، وفي الهدف الأول تحديدا، ألقى بالكرة فوق المدافع بينجت جوستافسون ثم تبعها بتسديدة هوائية دقيقة، وأضاف زاجالو هدفا أيضا، قبل أن تنتهي الباراة بفوز البرازيليين (5-2)، وسط حزن تام سيطر على جمهور المنتخب المضيف. شهدت المباراة النهائية العديد من الأرقام القياسية التي تم تسجيلها في تاريخ كأس العالم والتي ظلت صامدة حتى العام 2018. ففي سن 17، أصبح بيليه أصغر لاعب يشارك في نهائي كأس العالم ويسجل هدفا ويخرج فائزا. على العكس من ذلك، أصبح نيلز ليدهولم أكبر لاعب سنا يسجل في نهائي كأس العالم بعمر 35 عاما و263 يوما، كما حقق هذا النهائي أكبر عدد من الأهداف التي سجلها الفريق الفائز (5)، وأعلى عدد من إجمالي الأهداف المسجلة (7)، ومع نهائي مونديالي 1970 و1998 يشترك في أعلى فارق أهداف (3). وباستثناء مرحلة المجموعات النهائية لكأس العالم 1950، كانت هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها مضيف كأس العالم إلى المباراة النهائية دون أن يفوز بها. بالإضافة إلى ذلك، كانت المباراة النهائية هي الأولى التي يلتقي فيها منتخبان من قارتين مختلفتين (أوروبا وأمريكا الجنوبية)، كما أنها تمثل كأس العالم الأولى والوحيدة التي تستضيفها أوروبا ولم يفز بها منتخب أوروبي.
مشاركة :