حرب أوكرانيا وتداعياتها على دول العالم

  • 7/2/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد‭ ‬مرور‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الحل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬للصراع‭ ‬‮«‬بعيد‭ ‬المنال‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬تطور‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬استنزاف،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬كافية‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬لإزاحة‭ ‬الآخر؛‭ ‬اتخذت‭ ‬التداعيات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬للحرب‭ ‬بعدًا‭ ‬عالميًا،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصدع‭ ‬المشهد‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الدولي‭.‬ وفي‭ ‬ظل‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بأوكرانيا،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية،‭ ‬والمادية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرئيسية‭ ‬والمنشآت‭ ‬العسكرية،‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬للقصف‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬ديبتريس‮»‬،‭ ‬و«راجان‭ ‬مينون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬أضحت‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬مستعدة‭ ‬لتدمير‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬البلدات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬تطويقها‮»‬‭ .‬ووفقا‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬خسائر‭ ‬‮«‬كييف‮»‬‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬قد‭ ‬تتجاوز‭ ‬600‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬وحدها،‭ ‬بلغت100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وقدر‭ ‬‮«‬أكيم‭ ‬شتاينر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬أوكرانيين‭ ‬سيكونون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬فقر‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬الحرب‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬اقتصادها‭ ‬انكماشا‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬45‭%‬‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وحده‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬شتاينر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬عامًا‭ ‬مما‭ ‬حققته‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬تنمية‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬12‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬شهرًا‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعهد‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬بحوالي‭ ‬9‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬والتزام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بحزمة‭ ‬مساعدات‭ ‬بقيمة‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار؛‭ ‬فإن‭ ‬إعادة‭ ‬البناء،‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬الصراع،‭ ‬ستستغرق‭ ‬عقودا،‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬المراقبين‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حزمة‭ ‬انتعاش‭ ‬اقتصادي،‭ ‬مماثلة‭ ‬لخطة‭ ‬‮«‬مارشال‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‮»‬‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬تيمنيكي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬طموحة‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تُرسل‭ ‬إشارة‭ ‬بأن‭ ‬الغرب‭ ‬مصمم‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬العدوان‭ ‬ومواجهة‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الوعد‭ ‬وحده‭ ‬لن‭ ‬يجلب‭ ‬السلام،‭ ‬أو‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬ضغوط‭ ‬لحمل‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬الرضوخ‭ ‬لتسوية‭ ‬تفاوضية‭ ‬نهائية،‭ ‬ليست‭ ‬بالفكرة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬بموثوقية‭.‬ وفي‭ ‬حين‭ ‬استشهد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬ديبتريس‮»‬،‭ ‬و«مينون‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني،‭ ‬‮«‬زيلينسكي‮»‬،‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي،‭ ‬والأسلحة‭ ‬الثقيلة،‭ ‬والمساعدات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والالتزام‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الغربيين‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬لبلاده‭ ‬‮«‬قلب‭ ‬ميزان‭ ‬المعركة‭ ‬لصالحه‭ ‬ووقف‭ ‬المكاسب‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬الأخيرة»؛‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬معركة‭ ‬قد‭ ‬تستمر‭ ‬سنوات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الخسائر‭ ‬الأوكرانية‭ ‬‮«‬هائلة‮»‬‭.‬ وبالنسبة‭ ‬لروسيا،‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬كارثة‭ ‬اقتصادية‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الغربية‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها،‭ ‬اتجهت‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬شرقا‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬و‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬قابلية‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬التقارب‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه،‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬توريد‭ ‬النفط‭ ‬بأسعار‭ ‬منخفضة‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬ميتشل‭ ‬أورينشتاين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬أبحاث‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬‮«‬قلل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التكاليف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لشن‭ ‬حربه‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الحديث‭ ‬بشأن‭ ‬التكاليف‭ ‬‮«‬توارى‭ ‬خلف‭ ‬الشعور‭ ‬الزائف‭ ‬بالأمن،‭ ‬الذي‭ ‬توفره‭ ‬احتياطيات‭ ‬موسكو‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬مئات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬‭ ‬الآن‭ ‬مكانتها‭ ‬كاقتصاد‭ ‬رئيسي،‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬اليقين‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬الوضع‭ ‬المستقبلي‭ ‬للتجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والديون‭ ‬وأسعار‭ ‬الفائدة‭. ‬ وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الخسائر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لروسيا،‭ ‬لا‭ ‬تماثل‭ ‬خسائر‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬توقعت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‮»‬،‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭%‬‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬اقتصادها‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وحده‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬تيم‭ ‬آش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬ضدها‭ ‬‮«‬فاقت‭ ‬التوقعات‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬قطعت‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬الغربية‭ ‬علاقاتها‭ ‬التجارية‭ ‬معها‭. ‬لكن‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬اقتصادها‭ ‬لم‭ ‬ينهار‭ ‬بسبب‭ ‬العقوبات،‭ ‬كما‭ ‬يأمل‭ ‬الغرب‭. ‬واستشهد‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬17‭%‬،‭ ‬وتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينخفض‭ ‬الناتج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الوطني‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭%‬‭ ‬هذا‭ ‬العام؛‭ ‬‮«‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يضمن‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬ستؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬موسكو‮»‬‭. ‬ واستمرارًا،‭ ‬رأى‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬لم‭ ‬تردع‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬فيكتوريا‭ ‬كيم‮»‬،‭ ‬و«كليفورد‭ ‬كراوس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬يأملون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬موسكو‭ ‬‮«‬مؤلمة‭ ‬اقتصاديًا‮»‬،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬تجبرها‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬غزوها،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬الآن‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬باري‭ ‬ايتشنغرين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بإمكانهم‭ ‬إقناع‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬التأثير‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬لتغيير‭ ‬مجرياتها‮»‬‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تمكنت‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬تفادي‭ ‬أثر‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬المبيعات‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬و«الصين‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كيم‮»‬،‭ ‬و«كراوس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬مرتفعة‭ ‬جدا‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬تجني‭ ‬أرباحا‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬عملتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭. ‬وأوضحت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريستاد‭ ‬إنرجي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬مبيعاتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬مارس،‭ ‬إلى‭ ‬مايو‭ ‬2022؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬وحده‭ ‬ارتفعت‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬بنسبة‭ ‬28‭%‬،‭ ‬حيث‭ ‬تستورد‭ ‬الأخيرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬760‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يوميا‭ ‬من‭ ‬روسيا‭. ‬وعليه،‭ ‬رأت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الغرب‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬‮«‬ارتدت‮»‬‭ ‬ضدهم‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالمشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتزايدة‭ ‬للغرب‭. ‬وأدت‭ ‬الارتفاعات‭ ‬الحادة‭ ‬في‭ ‬التضخم‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬والسلع‭ ‬والإمدادات‭ ‬الأخرى،‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬المحللين‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الغربية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬ركود‭ ‬كبير‮»‬‭. ‬وضاعف‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬جولدمان‭ ‬ساكس‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬توقعاته‭ ‬باحتمالية‭ ‬حدوث‭ ‬ركود‭ ‬اقتصادي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬15‭%‬‭ ‬إلى‭ ‬30‭%‬‭. ‬وتم‭ ‬ربط‭ ‬هذا‭ ‬الركود‭ ‬مباشرةً‭ ‬باستمرارية‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬زاندي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬موديز‭ ‬أناليتكس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لتجنب‭ ‬هذا‭ ‬الركود‮»‬،‭ ‬يحتاج‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬العدوان‭ ‬الروسي‭ ‬سريعًا‮»‬‭.‬ وأثرت‭ ‬إجراءات‭ ‬موسكو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باعتمادها‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الغاز‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ستانلي‭ ‬ريد‮»‬،‭ ‬و«ميليسا‭ ‬إيدي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خفض‭ ‬إمداداتها‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬بنسبة‭ ‬60‭%‬،‭ ‬يؤكد‭ ‬عزمها‭ ‬على‭ ‬معاقبتهم،‭ ‬بسبب‭ ‬دعمهم‭ ‬لأوكرانيا‮»‬‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬وولبورغ‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جينيرالي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬قامت‭ ‬روسيا‭ ‬بقطع‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬بالكامل‭ ‬عن‭ ‬أوروبا‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الركود‭ ‬سيكون‭ ‬حتميًا،‭ ‬مع‭ ‬تعرض‭ ‬ألمانيا‭ ‬‮«‬لضربات‭ ‬شديدة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‮»‬‭. ‬ وربما‭ ‬يؤدي‭ ‬الانكماش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لدى‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬وحدة‭ ‬الجهود‭ ‬المناهضة‭ ‬لروسيا‭. ‬ومع‭ ‬محاولة‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬ومعدلات‭ ‬التضخم‭ ‬محليًا؛‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬جوش‭ ‬روجين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬‮«‬لحظر‭ ‬أو‭ ‬تقييد‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خيانة‮»‬‭ ‬لأوروبا‭ ‬وسيكون‭ ‬لها‭ ‬‮«‬مكاسب‭ ‬مالية‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ«بوتين‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬ديبتريس‮»‬،‭ ‬و«مينون‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬كلما‭ ‬استمرت‭ ‬الحرب،‭ ‬زادت‭ ‬احتمالات‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬الغرب‭ ‬وحدته‭ ‬المناهضة‭ ‬لموسكو‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬التزام‮»‬‭ ‬فرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬بمواجهة‭ ‬موسكو‭ ‬عسكريا‮»‬‭.‬ ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬امتداد‭ ‬تداعيات‭ ‬الغزو‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬والغرب‭. ‬واستشهدت‭ ‬‮«‬كيتلين‭ ‬ويلش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬بتأثير‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬أسواق‭ ‬السلع‭ ‬الزراعية‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬والحبوب؛‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬توقف‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬عن‭ ‬العمل‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬حذرت‭ ‬‮«‬ويلش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تأثيرات‭ ‬أزمة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬الأقل‮»‬‭. ‬ ووصلت‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬50‭ ‬عامًا،‭ ‬وفقًا‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية‭. ‬وتتوقع‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬47‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬‮«‬جوعًا‭ ‬حادًا‮»‬،‭ ‬نتيجة‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬275‭ ‬مليونا‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬يواجهون‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬نقصا‭ ‬شديدا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬ومن‭ ‬الناحية‭ ‬العملية،‭ ‬عندما‭ ‬تقترن‭ ‬التداعيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للحرب،‭ ‬مع‭ ‬الجفاف‭ ‬والقحط‭ ‬الشديد‭ ‬ستكون‭ ‬التداعيات‭ ‬كارثية،‭ ‬مع‭ ‬تحذير‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬18.4‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬نصفهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬وحدها‭ ‬‮«‬على‭ ‬وشك‭ ‬المجاعة‮»‬‭.‬ ولمعالجة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬اتخذت‭ ‬الدول‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الغربية‭ ‬بالفعل‭ ‬إجراءات‭. ‬وتبنت‭ ‬‮«‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬اقتراحًا‭ ‬لتعبئة‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬من‭ ‬احتياطيات‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الأوروبي‭ ‬لمعالجة‭ ‬أزمة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وكشفت‭ ‬بريطانيا‭ ‬عن‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬372‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬إضافية‭ ‬لمواجهة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الفقيرة‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬130‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬لبرنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬والأمريكتين‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الاستدامة‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬والإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ -‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الأزمة‭ ‬لأشهر‭ ‬أو‭ ‬سنوات‭ ‬مقبلة‭- ‬تبقى‭ ‬محل‭ ‬شك،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التمويلات،‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تواجه‭ ‬ضغوطًا‭ ‬اقتصادية‭ ‬مع‭ ‬إثارة‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬مخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬استقرار‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬بالفعل‭.‬ ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمات،‭ ‬فإن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ‬الآن،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬فعله‭ ‬لتعزيز‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وروسيا،‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭. ‬وبدا‭ ‬واضحًا،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استبعاد‭ ‬أي‭ ‬احتمال‭ ‬لإزاحة‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحللين‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ترويانوفسكي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الروس‭ ‬لم‭ ‬يعارضوا‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الكثيرين‭ ‬اختاروا‭ ‬‮«‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬انتقاد‭ ‬الكرملين‮»‬‭. ‬ في‭ ‬المقابل،‭ ‬أصر‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي،‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬محادثات‭ ‬السلام‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬ضرورية‮»‬،‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة،‭ ‬تظل‭ ‬‮«‬محل‭ ‬خلاف‮»‬،‭ ‬داخل‭ ‬التحالف‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الروسية‭ ‬داخل‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬السجل‭ ‬الضعيف‭ ‬لنظام‭ ‬بوتين،‭ ‬إزاء‭ ‬احترام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬السلام‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭.‬ وبدلاً‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬التوترات،‭ ‬ثارت‭ ‬قضايا‭ ‬جديدة‭ ‬تُعقد‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬محتملة‭. ‬وضاعفت‭ ‬شخصيات‭ ‬رئيسية‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬وروسيا‭ ‬مواقفهما‭ ‬العدائية‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬ديبتريس‮»‬،‭ ‬و«مينون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬دخلت‭ ‬‮«‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬وافقت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬أخرى‭ ‬بقيمة‭ ‬450‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬لكييف‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬جوش‭ ‬اسماي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعزيزات‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬ترفع‭ ‬القيمة‭ ‬الإجمالية‭ ‬للمساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬6‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬لويد‭ ‬أوستن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأوكرانيين،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬‮«‬أبدًا‮»‬‭ ‬كافيًا‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬هناك‭ ‬التزام‭ ‬حازم‭ ‬باستمرار‭ ‬الصراع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الروس‭. ‬وأصر‭ ‬‮«‬دميتري‭ ‬ترينين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الانتصار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬أهم‭ ‬غاية‮»‬‭ ‬لموسكو،‭ ‬وأن‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والغرب‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تجاوزا‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬ممكنًا‭ ‬فيها‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬حوار‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬ترتفع‭ ‬درجة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوقت‭ ‬انتهاء‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية،‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬أواخر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬إحلال‭ ‬السلام،‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬التصعيد‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الغرب،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬زيادة‭ ‬مساعداته‭ ‬العسكرية‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬في‭ ‬مقابل،‭ ‬زيادة‭ ‬حدة‭ ‬الأعمال‭ ‬العدوانية‭ ‬واللهجة‭ ‬الخطابية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬روسيا،‭ ‬يشكلان‭ ‬‮«‬عوائق‭ ‬رئيسية‮»‬،‭ ‬أمام‭ ‬جهود‭ ‬السلام‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬العقبات‭ ‬ذريعة‭ ‬للتنازل‭ ‬والاستسلام‭ ‬لويلات‭ ‬الحرب،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العواقب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬لاستمرارها‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬وطالت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر‭. ‬

مشاركة :