واصلت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح خرقها للهدنة في محافظة تعز، ثالثة كبرى المدن وسط اليمن، من خلال قصفها المستمر من أماكن تمركزها على الأحياء السكنية مخلفة وراءها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء، في الوقت الذي تهدد فيه المحافظة كارثة إنسانية بسبب استمرار الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع مداخل مدينة تعز. وبينما أصبح أهالي تعز يعيشون تحت رحمة الميليشيات الانقلابية، قصفت الميليشيات المتمركزة بمنطقة الكدرة بمدنة خدير، شرق مدينة تعز، قرى جبل صبر بصاروخ غراد، ومنطقة السد بوهر في جبل حبش، غرب المدينة، بمدافع الهاون، ومن منطقة الحرير وتبة سوفيتل، شرق المدينة، باتجاه الأحياء السكنية. وقال مصدر في المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي وصالح تعيش حالة تخبط في صفوفها بعدما منيت بخسائر فادحة من القوات المشتركة بمساندة قوات التحالف. وقامت ميليشيا التمرد بتفجير عبارة مياه في منطقة حيفان، جنوب شرقي تعز، وقصفت عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني في منطقة الأعبوس ومنطقة الشريجية، من أماكن تمركزها في منطقة الجرحور بالراهدة، بأكثر من 4 صواريخ كاتيوشا». وأضاف المصدر أن «الميليشيات الانقلابية حاولت التسلل إلى مناطق القوات المشتركة، ومن بينها مواقع في حي ثعبات، غير أنهم فشلوا في ذلك ومنوا بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وقاموا بقصف قرى ومناطق في مديرية السمراخ ونجد قسيم وجبل حبشي بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وأن منطقة الأعبوس بمديرية حيفان شهدت مواجهات مع الميليشيات وأصيب فيها أحد المواطنين». وتابع أن «القوات المشتركة في منطقة الأقروض تمكنت من صد هجوم للميليشيات الانقلابية كان على مشارف قرية المخفعف ومنطقة بلعان، وعلى عدد من الأحياء السكنية بما فيها أحياء الدعوة وقصر صالة وفرزة صنعاء، وبجوار مستشفى الحمد، وجبهة المرور». وميدانيا، قتل العشرات من الميليشيات الانقلابية خلال المواجهات مع القوات المشتركة، وجراء غارات التحالف التي شنت غاراتها على مواقع الميليشيات وتجمعاتها بسبب استمرار خروقاتها في وسط مدينة تعز ومحيطها. وأفاد شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، بأن غارات التحالف تركزت على جبل العلاء وضربه في نقطة الستين في الحصين، ومعسكر المطار القديم، واستهدفت تجمعات بشرية بوادي المجش، وأحرقت فيها طقمين عسكريين يتبعان الميليشيات. ودمر طيران «الأباتشي» طقمين عسكريين في جنوب البروح، المطار القديم، وتبة الضنين، ونقطة الستين شمال مدينة تعز، ومعسكر اللواء 35 بمفرق المخا، غرب المدينة. وعلى الصعيد الإنساني، وبينما يعيش أهالي تعز كارثة إنسانية حقيقية، أكد عدد من المنظمات الطبية والإغاثية بمدينة تعز عدم وصولها أي معونات أو مساعدات أممية إلى المناطق المحاصرة، وأنها تصل فقط إلى منفذ الحوبان الذي يقع تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية. ونفى رئيس ائتلاف الإغاثية بتعز، الدكتور عبد الكريم شمسان، خلال مؤتمر صحافي مشترك للجنة الطبية العليا وائتلاف الإغاثة الإنسانية حول الكارثة الإنسانية بتعز، وصول مساعدات إغاثية من برنامج الأمم المتحدة إلى المناطق المتضررة والمحاصرة بتعز. وقال إن «وصول المساعدات من برنامج الأمم المتحدة فقط كان إلى منطقة الحوبان، وتمت مصادرتها من قبل الميليشيا الانقلابية، وإن هذا لا يعني أبدا أن المواد وصلت لمستحقيها في المناطق المحاصرة». وفي محافظة إب، وسط اليمن، كشف تقرير صادر عن وحدة الرصد بالمركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بإب، عن قيام ميليشيات الحوثي وصالح في المحافظة بـ35 حالة انتهاك خلال الفترة من 12 إلى 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقالت وحدة الرصد في تقريرها، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «حالات الانتهاك توزعت بين الجرائم والانتهاكات من قتل واختطاف واقتحام ونهب وقصف وفرض إتاوات».
مشاركة :