دعا حراك "بالتريس" الشبابي إلى اعتصام مدني مفتوح في العاصمة الليبية طرابلس، محددا مطالبه بتنحي النخب السياسية وإجراء انتخابات وتأمين الخدمات للمواطنين. يأتي ذلك غداة احتجاجات شعبية في العديد من المدن الليبية. تيار بالتريس يعلن العصيان المدني في ساحة الشهداء وسط العاصمة طرابلس ويدعو لاستمرار الاحتجاج والتظاهر حتى تحقيق أهدافه. أعلن الحراك الشبابي الذي يطلق على نفسه اسم حراك "بالتريس" عن بدء عصيان مدني في العاصمة الليبية طرابلس بعد المظاهرات التي نظمها يوم أمس الجمعة ولقيت استجابة في العديد من المدن الليبية. وقال المنظمون للحراك في بيان نشروه اليوم السبت (الثاني من يوليو/ تموز 2022) عبر صفحتهم الرسمية إنه تم تجهيز الخيام في ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس لبداية العصيان تحت شعار "يسقط العملاء يسقط الخونة تسقط القوات الأجنبية". وقال المحتجون إنهم سيواصلون التظاهر حتى تنحي جميع النخب الحاكمة عن السلطة، وذلك بعد أن بلغت التجمعات في معظم المدن الرئيسية أمس الجمعة ذروتها باقتحام حشد لمبنى البرلمان في طبرق وإحراق أجزاء منه . ونظم المحتجون أكبر تجمع لهم في طرابلس منذ سنوات، ورددوا شعارات مناهضة للنخب السياسية المتناحرة في ليبيا، وأغلق المتظاهرون الطرق في بنغازي ومصراتة وأضرموا النار في مبان حكومية في سبها والقره بوللي. وقال تيار بالتريس الشبابي، الذي يركز في الغالب نشاطه عبر الإنترنت حول الظروف المعيشية والذي كان وراء دعوات للاحتجاج في عام 2020 عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "نؤكد عزمنا على المواصلة للتظاهر السلمي حتى آخر رمق إلى حين تحقيق الأهداف". وأضاف التيار أنه سيحتل الشوارع والميادين حتى "يعلنوا استقالتهم أمام العلن"، في إشارة إلى جميع الكيانات السياسية الحاكمة. "فرض حل أحادي سيؤدي إلى العنف" من جانبه قال السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، ضمن ردود الفعل الدولية على الاحتجاجات: "تلقيت هذا المساء مكالمة هاتفية من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي واغتنمت الفرصة للتعبير عن قلق الولايات المتحدة العميق بشأن الجمود السياسي والاقتصادي والمالي الذي أدى إلى مشاهد الاضطرابات كالتي رأيناها يوم أمس الجمعة في جميع أنحاء البلاد". وأضاف السفير نورلاند في تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية في ليبيا عبر صفحتها على موقع "تويتر" :"من الواضح أنه لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتع بالسيطرة المشروعة في جميع أنحاء البلاد وأي جهد لفرض حل أحادي الجانب سيؤدي إلى العنف". وشدد السفير الأمريكي على أن الحوار فقط والتسوية بين الفاعلين الرئيسيين هي التي تحدّد معالم الطريق للانتخابات والاستقرار السياسي. ومن جانبها قالت ستيفاني وليامز رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا : إن الاحتجاجات دعوة واضحة للنخب السياسية لتنحية خلافاتهم جانبا وإجراء انتخابات. وانهارت الانتخابات الليبية التي كانت مقررة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مما أدى إلى اندلاع أزمة بين الفصائل السياسية المتنافسة للسيطرة على الحكومة، الأمر الذي دفع ليبيا إلى العودة إلى الصراع مع تدهور الخدمات العامة. وقال البرلمان الموجود في شرق البلاد إن ولاية حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة انتهت، و عين فتحي باشاغا ليحل محله . غير أن الدبيبة رفض التنازل عن السلطة، ورفضت هيئة تشريعية أخرى، هي المجلس الأعلى للدولة، تحركات البرلمان. وأجرى ممثلون عن البرلمان والمجلس الأعلى الليبي محادثات في جنيف خلال الأيام الماضية انتهت بدون إحراز أي تقدم . ع.ج/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
مشاركة :