يزور المبعوث الأممي للصحراء المغربية ستافان دي ميستورا المغرب السبت للقاء مسؤولين في المملكة، كما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة، مضيفة أنه يعتزم مقابلة "جميع أصحاب المصلحة بالمنطقة في الأيام المقبلة". وتأتي زيارة دي ميستوار في ظل الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، التي تعترف القوى الإقليمية والعالمية من خلالها بالسيادة المغربية على الصحراء، ضمنها إسبانيا التي تراجعت عن مواقفها المتذبذبة من النزاع، وقررت الانخراط في العملية السياسية المدعومة من طرف الولايات المتحدة. كما تأتي أيضا في إطار تراكم انتصارات الدبلوماسية المغربية، خاصة بعد نجاح المغرب في إقناع عدد من الدول بافتتاح قنصلياتها بالصحراء (عددها 25 قنصلية وفق الخارجية المغربية)". وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، إن "الهدف من جولة المبعوث الأممي هو معرفة كيف يمكننا المضي قدمًا في الحوار بين الأطراف في سياق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وذلك في إشارة إلى إطلاق طاولات مستديرة مماثلة لتلك التي نظمها المبعوث الألماني السابق هورست كولر عام 2019 قبل استقالته، وشملت الجزائر وموريتانيا كطرفين في النزاع. وأضاف "سيتوجه المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الرباط غدا (السبت) للقاء مسؤولين مغاربة، كما يعتزم زيارة الصحراء المغربية (إقليم الصحراء) خلال هذه الرحلة". وأردف دوجاريك "خلال هذه المرحلة من الانخراط الدبلوماسي يعتزم المبعوث الشخصي أن يظل مسترشدًا بالسوابق الواضحة التي وضعها أسلافه". وتابع "عقب جولة إقليمية في يناير الماضي، فإن المبعوث الخاص يتطلع إلى تعميق المشاورات التي بدأها في ذلك الوقت مع جميع الأطراف المعنية حول آفاق التقدم البناء للعملية السياسية في الصحراء المغربية". وفي حين تؤيد الرباط استئناف اللقاءات بصيغة الموائد المستديرة، فإن الجزائر تعارضها وتدعو لإجراء مفاوضات ثنائية بين جبهة بوليساريو والمغرب. ولدى سؤاله عن سبب عدم ذكر الجزائر أو موريتانيا في إعلان المبعوث عن الرحلة الجديدة، أجاب ستيفان دوجاريك أنه سيعلن عن معلومات أخرى إذا توافرت مع تقدم الرحلة. وقام ستيفان دي ميستورا بعد تعيينه في نوفمبر بأول جولة له في المنطقة في يناير قادته إلى الرباط وموريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف في الجزائر للقاء ممثلي جبهة بوليساريو. ويخوض المغرب منذ عقود نزاعا مع جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر حول مصير الصحراء المغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي". ويقترح المغرب الذي يسيطر على نحو 80 بالمئة من المنطقة الغنية بالموارد الباطنية، منحها حكما ذاتيا تحت سيادته. في المقابل، تدعو جبهة بوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.
مشاركة :