بيتر بروك .. مبدع غير وجه المسرح إلى الأبد

  • 7/3/2022
  • 23:48
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كان بيتر بروك الذي توفي أمس الأول عن 97 عاما يعد مع كونستانتين ستانيسلافسكي المخرج المسرحي الأكثر تأثيرا في القرن الـ20، إذ يعود إليه الفضل في جعل المسرح على ما هو عليه اليوم. فبروك المولود في بريطانيا التي كان يحمل جنسيتها رغم كونه أمضى جزءا كبيرا من مسيرته الفنية في فرنسا، أعاد تجديد فن المسرح من خلال تجاوزه الأشكال التقليدية والعودة إلى الأساسيات، وهي أن يكون الممثل أمام جمهوره. ويعد بروك الذي في الأغلب ما يقارن بستانيسلافسكي "1863-1938" الذي أحدث ثورة في التمثيل، منظر "الفضاء الفارغ"، وهو من المراجع الأساسية في المسرح ونشر للمرة الأولى في 1968. وباتت السطور الأولى من هذا الكتاب من أبرز مبادئ المسرح البديل والتجريبي وجاء فيها، "يمكنني أن آخذ أي مساحة فارغة وأطلق عليها اسم خشبة. يمشي شخص ما في تلك المساحة الفارغة بينما يشاهده شخص آخر، وهذا يكفي لبدء الفعل المسرحي". وتعد "ماهابهاراتا" أشهر مسرحيات بروك، وهي ملحمة مدتها تسع ساعات من الأساطير الهندوسية "1985"، اقتبست للسينما في 1989. وكتب هذه المسرحية في فرنسا، حيث استقر في مطلع سبعينيات القرن الـ 20 وأسس "المركز الدولي للبحوث المسرحية" في مسرح على الطراز الإيطالي على وشك الهدم هو مسرح "بوف جور نور". كان بروك المولود في لندن في 21 آذار (مارس) 1925 لأبوين يهوديين ليتوانيين مهاجرين، في الـ17 عندما تولى للمرة الأولى إخراج مسرحية. وسرعان ما اتجه إلى المسرح مع أنه كان يحلم بالعمل في مجال السينما. وفي سن الـ20، تخرج في جامعة أكسفورد، وكان أصبح مخرجا محترفا. وبعد ذلك بعامين، أثارت أعماله الإعجاب في ستراتفورد أبون آفون، مسقط رأس شكسبير. وفي الـ30، كان قد حقق نجاحات كبيرة في مسارح برودواي. وأبهرت مسرحيته Marat/Sade لندن ونيويورك وحصل عنها على جائزة "توني" في 1966. ولكن في نهاية الستينيات، بعد 40 نجاحا مسرحيا عمل بإدارته فيها أعظم الممثلين، من لورانس أوليفييه إلى أورسون ويلز، قال بروك إنه "استنفد إمكانات المسرح التقليدي" ودخل فترة تجريبية. ويرى كثر أن مسرحيته المذهلة "إيه ميدسامر نايتس دريم" في 1970 لـ"رويال شكسبير كومباني" في صالة للألعاب الرياضية على شكل مكعب أبيض كانت بمنزلة نقطة تحول.

مشاركة :