كلنا شاهد مراسم استقبال سمو ولي العهد في تركيا، والتي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي وكثير من القنوات الفضائية عندما وقف سموه أمام مكبر الصوت الذي عادة مايقف أمامه رؤساء الدول والملوك حسب البروتوكول المعمول به في تركيا لإلقاء التحية على حرس الشرف أو ما يسمونهم في بلدهم بالعسكر وكانت العبارة المعتادة هي (مرحبا عسكر)، لكن سموه استبدلها بخير منها وهي: (السلام عليكم )، ليس بغريب على هذه البلاد ما تناقله الناس من استغراب أو تحليل للموقف أو استنتاجات، بل هو موقف ثابت من حكامنا جميعا وسار على نهجهم أبناؤهم من بعدهم. من يرجع إلى المناسبات والزيارات الرسمية وغير الرسمية لقادة هذه البلاد يجد أنهم جميعا ولله الحمد يلقون تحية السلام في كل مناسبة وفي كل محفل. من الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين أيده الله. وجميعهم لا يدخلون إلى أي مكان إلا وألقوا تحية السلام على الجميع حتى مجالسهم الخاصة والديوان الملكي والمحافل المختلفة بجميع مناسباتها سواء الخاصة أو العامة وكل ما في أرشيف التلفزيون السعودي أو في الأخبار المصورة تجد أن الملك - حفظه الله - عندما يدخل يرفع يده ويلقي التحية: (تحية الإسلام)؛ وكذلك أصحاب السمو الملكي الأمراء وأبناؤهم وأحفادهم قد توارثوا هذا الأدب الجم والخلق الحسن من آبائهم. السلام هي كلمة كبيرة ولها مدلولاتها ومعانيها الكبيرة التي تشمل جميع نواحي الحياة. لقد أعطى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للجميع درسا مختصرا في ثوانٍ معدودة استطاع من خلاله إيصال الرسالة السامية إلى جميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية أن الإسلام هو السلام وهو تحية من عند الله مباركة لا يعادلها اي شيء. هم يؤلفون الكتب عن السلام وعن التوافق والألفة والمحبة وهو - أيده الله - أوجزها في كلمتين خفيفتين لهما ثقلهما في كل المجتمعات، فلا توافق إلا بالسلام ولا ترابط إلا بالسلام. لقد وصلت رسالة سموه إلى العالم بأسره خلال دقائق معدودة وهم يعدون العدة ويجهزون الوثائق والأفلام والمنظمات والمؤتمرات والندوات في كل بلد. هذا هو الرجل الذي أصبح إعلاما بارزا في عصره تتناقله جميع القنوات وتنهل منه الحديث المفيد والمختصر وسرعة البديهة والحنكة السياسية هذا الشبل من ذاك الأسد. حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه وحفظ لنا قادتنا الذين نفتخر بهم في كل وقت وزمان، والحمد لله على نعمة السلام والإسلام. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي
مشاركة :