شيدت بناية المسرح الجهوي لوهران بداية القرن العشرين من طرف المهندس المعماري” أيناز” الذي وضع تصاميم ” أوبرا وهران ” التي دخلت حيز النشاط منذ سنة 1907 و هي عبارة عن بناية ضخمة مغطاة في بعض أجزاء سقفها بسلسلة من القرميد و في البعض الأخر بسطح من الاسمنت و تتميز بواجهة من مدخل رئيسي يطل على ساحة أول نوفمبر 1954 تتربع بناية المسرح على مساحة 10 أر و يبلغ طوله 99٫50 م و عرضه 18 م و يبلغ علوه 22 مع إنحراف على شكل منارة عند كل طرف من ذات البناية يتوسطها تمثال ضخم يمثل ” الفن ” يحمل بيده قيثارة و على جانبيه تمثالان آخران لإضفاء عمق فني على التحفة الفنية المنحوتة . تحمل واجهة البناية ثلاثة ستائر حديدية تؤدي الى المدخل الرئيسي الذي يطل بدوره على بهو المسرح و بشمل هذا الأخير على نافذتين لبيع التذاكر و في الطابق الأول للبناية تشرف ثلاثة قبب على مرقاة السلم المؤدي الى الأروقة و الحجرات و كذلك الشرفة الأولى ثم الى داخل المسرح و توجد هذه التحفة المعمارية تحت سقف من الإسمنت . وسط البناية مخصص لقاعة العروض و الممرات المؤدية إليها فيما تتضمن مؤخرة البناية خشبة المسرح و الكواليس٫ تتوزع مقصورات الممثلين و قاعات الملابس و تقنيي الصوت على أقصى مؤخرة البناية و عبر طوابقها الأربعة التسمية : كانت الأوبرا تعد من بين أملاك البلدية الى غاية شهر مارس من سنة 1963 غداة الإستقلال لتتحول بموجب قرار تأميم المؤسسات الى ملك الدولة و تغيرت التسمية من أوبرا وهران الى المسرح الوطني الجزائري لوهران ثم الى المسرح الوطني للغرب الجزائري و شهد تاريخ 16 أفريل 1973 الميلاد الرسمي و القانوني للمسرح الجهوي لوهران كمؤسسة رسمية و محل إقامتها وهران. البطاقة الفنية لمسرح وهران خصوصيات مشيد بأسلوب معماري” باروكي ” يتميز مسرح وهران بخشبة مصممة على النمط الإيطالي موضوع بشكل مقابل الى الجمهور و تأوي بداخلها فضاء واسعا للآليات المسرحية و تستهل خشبة المسرح حفرة خاصة بالموسيقى ( مسدودة حاليا). الجانب المخصص للفنانين يتكون من 10 حجرات ؛ غرفة التدخين و قاعات للتدريبات و قاعة الرقص التي تعد من بين الملحقات الهامة للبناية المركزية و التي شيدت أصلا فوق مخزن الديكور تحولت بعد عمليات التجديد الأخيرة الى مكاتب تحوي مصلحة الإدارة مسرح وهران مجهز بوسائل التدفئة و معصفة لإمتصاص الهواء . سعة قاعة العرض : تسع قاعة العرض على 602 مقعدا موزعا على النحو التالي: 242 مبعدا بالطابق الأرضي 81 مقعدا بالشرفة الأولى 48 مقعدا بحجرات الشرقة الثانية 136 مقعدا بأروقة الطابق الثاني 95 مقعدا في الرواق للأعلى بالطابق الثالث . خشبة المسرح : مصممة على الشكل الإيطالي المساحة : 12 م على 11 م فتحة حفرة الموسيقيين 9 م. آليات المسرح : من النوع الكلاسيكي تعمل بواسطة حبال بطريقة يدوية. اللباس: مجموعة من الستائر بلون أسود و رمادي. الإضاءة : لوحة التشغيل تحتوي على 24 دارة. مسار المسرح الجهوي لوهران : كان مسرح وهران قبل أن يأخذ طابع مؤسسة رسمية متواجدة بقوة على ساحة الإبداعات الفنية بفضل الفرقة المسرحية التي كانت تنشط آنذاك تحت الطير المرحوم ولد عباس عبد الرحمن كاكي و منذ سنة 1963 تاريخ صدور ترسيم المسارح الوطنية بمقتضى المرسوم رقم 63_12 المؤرخ في 1963/01/03 القاضي بتنظيم المسرح الجزائري ؛ كان مسرح وهران ينشط تحت إشراف المسرح الوطني الجزائري دون تمييز في التسيير و إنجر عن ذلك بروز صعوبات على مستوى الحياة المادية للمسرح التي كانت تفرضها ضرورة مواكبة عجلة الإبداعات المسرحية و هذا ما طرح بقوة فكرة إستقلالية المسارح عن الأشرار الوطني و من هنا صدرت أولى القرارات التي ساهمت بصفة مرحلية في إعطاء المسارح طابعا مستقلا نوعا ما تحول مسرح وهران بموجبها منذ سنة1967 الى المسرح الوطني للغرب الجزائري الى أن صدر الأمر رقم 70- 39 المؤرخ في 12 /06/1970 المتضمن القانون العام المسارح الجهوي الى أن حمل سنة 1971 اسم المسرح الوطني الجزائري للغرب و أنتظر مسيروه حتى سنة 1973 ليشهدوا نقلة فعلية و جذرية في تاريخ مسرح وهران بحيث شاهدت هذه السنة ميلاد المسرح الجهوي لوهران يتمتع بإستقلالية تامة في المجالين الشمالي و الغني بموجب مرسوم رقم 73_73 مؤرخ في 16 أفريل 1973 القاضي بإنشاء المسرح الجهوي بوهران و لم يتوقف المسرح الجهوي منذ ذلك الحين عن المساعدة في دفع عجلة الإبداع الفنية على المستويين الجهوي و الوطني خاصة بعد صدور المرسوم التنفيذية رقم 07_18 المؤرخ ف16 جانفي 2007 المتضمن القانون الأساسي للمسارح الجهوية حيث فاقت سلسلة الأعمال التي قدمها لحد الساعة 63 عرضا مسرحية هذا بمساهمة كتاب و مخرجين ذوي سمعة و شهرة وطنية و حتى عالمية يزخر المسرح الجهوي لوهران بخزان فني يتضمن مسرحيات يختلف طبوعها تحمل في مجملها بصمات رجلين إثنين سجلا وجودهما بقوة الذكر و الإبداع في المسرح و إنسجما بطريقة تجعل من المستحيل فصل الواحد عن الأخر وهما الفنان عبد القادر ولد عبد الرحمن كاكي و عبد القادر علولة ٫ وإذا كان المسرح فضاء إبداع مفتوح على التنوع حسب إختلاف الطبوع و المدارس فان عمليات التوزيع الواسع و الشامل بإنتاج مسرحي يعتبر الركيزة الأساسية في إستراتيجية مسرح وهران التي يعتمد عليها لبلوغ أهداف الرسالة التي يريد تمريرها داخل النسيح الإجتماعي و خدمة لهذه الغابة النبيلة لا يتأخر مسرح وهران عن واجبه في وضع كل وسائله الضرورية في مسرح تشارك في صنعه كل القوى الحية . للإشارة كان المسرح يفتح أبوابه أربع أيام في الأسبوع “الاثنين و الأربعاء و الخميس و الجمعة” أمام مختلف شرائح المجتمع فضلا عن تنقل الفرق المسرحية الخاصة بمسرح الطفل الى المؤسسات التربوية على مدار أيام الأسبوع تجسيدا لرغبة الوصول إلى الجمهور الواسع. من هو الفنان عبد القادر علولة. الذي سمي المسرح الجهوي لوهران بإسمه ؟ عبد القادر علولة كاتب مسرحي جزائري ولد يوم 8 يوليو 1939 في مدينة الغزوات ولاية تلمسان في غرب الجزائر و درس الدراما في فرنسا و إنضم الى المسرح الوطني الجزائري و ساعد على إنشائه عام 1963. بعد الإستقلال أعماله كانت عادة بالعامية الجزائرية و العربية منها ” القوال”” 1980 و ” اللسان ” 1989 و ” الأجواد ” 1985 و ” التفاح ” 1992 و أرلوكان خادم السيدين 1993 و كان يناير 1994 يتهيأ لكتابة مسرحية جديدة بعنوان ” العملاق ” إغتيل في شهر مارس 1994 على يد جماعة مسلحة لكن شهرة عبد القادر علولة في توظيف شكل الحلقة في مسرحه غطت على كل التجارب الأخرى لكونه صرف جميع جهوده في الأعوام 15 الأخيرة من حياته لبناء مسرح مستلهم من الحلقة شكلا و أداء بعد أن توصل من خلال الممارسة العملية الى قناعة شخصية أن القالب المسرحي الأرسطي ليس هو الشكل الملائم الذي يستطيع أن يؤدي به رسائله الإجتماعية في البيئة التي يتعامل معها. 15
مشاركة :