«حكاية من البادية».. احتفالية الوفاء العظيم

  • 12/22/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمود عبدالله (الشارقة) ‫مسرحية «حكاية من البادية» نص وإخراج محمد الضمور آخر عروض النسخة الأولى لـ«ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي» محتشدة بصور العادات والمعتقدات المأثورة في الصحراء الأردنية، صاغتها موهبة مخرج محترف في حكاية شعبية تقوم على ثنائية السرد الشعري واللوحة الفلكلورية، تدخل الجمهور فيها منذ اللحظة الأولى لظهور الراوي/‏‏ الحكواتي (عيسى صويص) على خلفية لحن شفيف من آلة الربابة. ثم قدّم حكاية الفتاة البدوية زين (رانيا فهد) صاحبة الوفاء العظيم، والعهد الذي قطعته لحبيبها جاسر (محمد الضّمور) بألا تكون زوجة لغيره، حتى بعد أن أصدر قاضي القرية عليه حكماً بالنفي، لتسببه بقتل أحد الأشخاص خطأً. يرحل جاسر، وتدير زينة ظهرها لجميع الخطّاب، معلنة وفي مونولوج منعزل طويل أن أحداً لن يرى وجهها حتى يعود الحبيب من منفاه. وتمر سنوات القتامة على زين ومضارب قبيلتها، ثم يحدث الانقلاب الكبير برجوع جاسر بعد أن أصدر قاضي القرية عفواً عنه، ثم تبدأ طقوس الاحتفال بزواج الحبيبين، وسط توظيف بديع لمفردات الموروث الشعبي.‬ أقام مخرج العرض خطته على مستويين: الأول التركيز العبارة الشعرية القصيرة المركّزة، والكلمة الدّالة الموحية، أما الثاني فركّز على اللوحات الفلكلورية الشعبية من التراث الأردني. محمد الضمور مخرج مثقف وأصيل، يملك أدواته ومفرداته، في صنع تركيبة المشهد المسرحي الذي يجمع بين الشعر والأداء، والرقص والحركة والموسيقى والغناء، تحت مظلة سينوغرافيا متأقلمة مع بيئة المكان الصحراوية، ثم إدارته الماهرة لهذا العدد الكبير من الممثلين والمجاميع والراقصين في تكوينات هندسية مريحة للعين، وهو ما جسده الضمور على المسرح الرملي من حضور مثالي للمعمار البصري. وفي إطار البرنامج الفكري للمهرجان جرت مناقشة للعرض الأردني، تحدث فيها الناقد الأردني، مقرر لجنة الدراما في رابطة الكتّاب الأردنيين مجدي التّل، في حضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح. استهل التّل تعقيبه بالإشارة إلى اشتغالات المخرج الكثيرة بالموضوعات المستلهمة من الموروث الشعبي، مستعرضاً محتوى العرض الذي اتكأ مخرجه في تجسيده على أسلوبية المسرح الاحتفالي. وركز مخرج العرض في رده، على ضرورة الانتباه إلى أهمية التناول المسرحي، بعروض تحفظ وتصون الموروث الشعبي والتراث والهوية والمنجز الحضاري. ... المزيد

مشاركة :