باريس – الوكالات: بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ملف إيران ونفوذها في الشرق الأوسط وشؤون التفاوض مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، وذلك في أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه رئاسة الحكومة في إسرائيل. تولى لبيد الجمعة رئاسة الوزراء في إطار اتفاق أبرمه مع زعيم حزب «يمينا» اليميني المتشدد نفتالي بينيت لتشكيل ائتلاف حكومي يتناوبان بموجبه على رئاسة الحكومة إذا حلّ البرلمان. وغداة تولي لبيد مهامه، اعترض الجيش الإسرائيلي ثلاث طائرات مسيّرة أطلقها حزب الله اللبناني في اتجاه حقول الغاز في مياه المتوسط. ودعا ماكرون أمس إلى «تجنب أي عمل» من شأنه أن يهدد العملية الجارية بين لبنان واسرائيل بشأن قضية الغاز الشائكة. وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «أود أن أتحدث عن المفاوضات حول الحدود البحرية مع إسرائيل. للبلدين مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لصالح الشعبين». وأضاف من دون مزيد من التفاصيل أن «فرنسا تساهم بالفعل في ذلك وهي مستعدة للمساهمة بالمزيد». قبل مغادرته مطار تل ابيب متوجها الى فرنسا في زيارة كانت مقررة في الأصل لسلفه نفتالي بينيت، قال لبيد «سنناقش بالطبع ما جرى مؤخرًا في محاذاة الشواطئ اللبنانية من شن اعتداءات متكررة على منصات غاز إسرائيلية». وتوعد لبيد بأن اسرائيل «لن تسمح بمثل هذه الغارات على سيادتها، وكل من يقوم بذلك عليه معرفة أنه يعرّض سلامته لخطر كان من الأفضل له تفاديه». وطالب الحكومة اللبنانية بـ«العمل على كبح جماح حزب الله أمام هذه الاعتداءات... وإلا فسنضطر نحن للقيام بذلك». وحذر لبيد في نهاية الأسبوع الماضي من أن «حزب الله يواصل السير في طريق الارهاب ويقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية». من جهة أخرى قال لبيد «إن فرنسا هي شريكة استراتيجية كبيرة لإسرائيل، في شتى المجالات. بيد أن قسمًا كبيرًا من الزيارة اليوم يعود إلى كون فرنسا إحدى الدول الأعضاء في E3 والتي تتناول قضية الاتفاق النووي مع إيران»، في إشارة إلى الدول الأوروبية الثلاث التي لا تزال أطرافا في الاتفاق النووي مع إيران. وأكد «من المهم إسماع رأينا في هذه الفترة ضد هذا الاتفاق الخطير، وضد المساعي الإيرانية لامتلاك أسلحة نووية». وأمس أعرب ماكرون عن أسفه لمواصلة طهران «رفض» إبرام التفاهم المطروح لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي وتعهّد مواصلة «كافة الجهود» لإقناعها بالتصرف بـ«عقلانية». وقال إن «إيران ما زالت ترفض اغتنام الفرصة المتاحة لها للتوصل إلى اتفاق جيد.. سنواصل التنسيق مع شركائنا لبذل كافة الجهود اللازمة لإقناع إيران بالتصرف بعقلانية».
مشاركة :