اختتم مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي أول من أمس فعالياته بليلة أردنية مميزة شهدت عرضاً بعنوان حكاية من البادية، وفقرات من التراث الشعبي الأردني، حيث تفرد العمل بخصوصية جمعت بين تراث بلاد الشام والجزيرة العربية، حيث استلهم المخرج محمد الضمور الموروث والتراث الشعبي بحذق تضافرت في مكوناته: الأزياء، اللهجة،الرقصات، والتقاليد الأردنية ليعكس لنا واقع المجتمعات التي ما زالت تعيش هذه الطريقة الخاصة في أعماق الصحراء العربية. حكاية موروثة كان عرض حكاية من البادية عملاً من الموروث الشعبي الأردني أخرجه محمد الضمور، الذي اعتمد على التراث والفلكلور فنسج حكاية بسيطة تبدأ بلحظة لقاء جاسر بزين فيعبر لها عن إعجابه ويتقدم لخطبتها، ولكن تباعد بينهما الظروف حيث ينفى جاسر خارج القبيلة، وتعاهده زين أن تبقى في انتظاره حتى لو بلغ منها الشيب مبلغه، وتقرر زين أن لا يرى وجهها إنسان طالما هو غائب، ويعود جاسر فتعلن الأفراح بتقديم لوحات متنوعة من الفلكلور والأغاني الشعبية الأردنية. وحظيت المسرحية بحضور جماهيري شمل النقاد والفنانين الذين تبادلوا الآراء النقدية حول ثيمة النص وعناصر السينوغرافيا والإخراج في مسامرة نظمت بعد انتهاء العرض، وتناول المخرج فيها الذاكرة الشعبية الأردنية التي تعج بالكثير من الصور المعبرة عن الاحتفالات، خالقاً لغة تواصل مسرحي أصيل بين المبدع والمتلقي، ويعتمد العرض على المسرح الاحتفالي الذي يستقي حوادثه وشخصياته من التراث والغناء. حركات فلكلورية أما معالجة النص فقد اعتمدت على رؤية تراثية، و الديكور استند إلى الممثلين أنفسهم الذين كانوا بمثابة أيقونات متحركة راقصة داخل الفضاء الصحراوي الفلكلوري، يتغيرون بحسب الحديث المتحول بين الممثلين والتصاعد الدرامي للقصة عبر إلقاء القصائد، وعلى صعيد إيقاع الموسيقى فقد اتسم بالانسجام مع حركة الفرق الراقصة والتناغم مما ضاعف التأثير النفسي لدى المتلقين من خلال الحركات الفلكلورية الراقصة، وقد نجح المخرج في توظيف الإضاءة لنقل المحمولات الفنية التي أثرت بالعرض. وتكون العرض من توليفة تمزج بين الشعر والغناء والأداء المسرحي المتقن الذي عكس الفلكلور الأردني من خلال مضمون متماسك لبث العادات الأصيلة والعادات التراثية لقيمة تعد من أهم قيم القبائل الصحراوية ألا وهي الوفاء، وتميز الأداء التمثيلي بمستوى عال من الإتقان الذي انسجم مع الموسيقى والنص والإخراج إلى جانب الكتابة التي وظفت الفكرة بشكل ابتكاري، ليكشف عن وعي فريق العمل وإيمانه الجاد بثيمة النص. منسف للجمهور اتسمت الأجواء بالطابع البدوي الأردني حيث جرى تقديم المنسف الأردني للحضور من خلال طبخ الجميد واللحم على الفحم بالصحراء وتقديمه على موائد كبيرة للحضور، ليستمتعوا ويتعرفوا على الأكل والتراث الشعبي الأردني العريق.
مشاركة :