قال مصدر فلسطيني مطلع إن التوترات الأخيرة داخل المخيمات الفلسطينية بجنوب لبنان هي نقطة تحول تتواكب مع صراع إقليمي مركب وتغيير في خارطة التحالفات وإعادة تموقع لحركات إسلامية في المنطقة. وأشار المصدر لـ”العرب” إلى أن الاشتباكات التي وقعت الاثنين داخل مخيم عين الحلوة في شرق مدينة صيدا بجنوب لبنان، وإن كانت بين عناصر من عصبة الأنصار الإسلامية وعناصر من جند الشام، وكلاهما فصيلان فلسطينيان يعتنقان نهج السلفية الجهادية، إلا أن الخاسر الأول سيكون حركة فتح لصالح نفوذ متزايد لحركة حماس في المخيمات يدعمه حزب الله. وقتل هيثم الشعبي أحد كوادر جند الشام في الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. ◙ هنية يدعو خلال زيارة إلى المخيمات الفلسطينية إلى توحيد جبهات محور المقاومة والاستعداد للمعركة الفصل مع العدو الإسرائيلي واحتدمت التوترات بين الفصائل داخل مخيم عين الحلوة على وقع تغيير لافت شهده المخيم تزامنا مع زيارة القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية، والتي تخللتها رسائل عسكرية من شأنها قلب المعادلة داخل المخيمات وخلط الأوراق أمام مكوناتها والفصائل النافذة فيها. وأطلق هنية أثناء زيارته الأخيرة إلى لبنان تصريحات عن توحيد ساحات وجبهات محور المقاومة والاستعداد للمعركة الفصل مع العدو الإسرائيلي، مع تعمد جذب الأنظار إلى الزيارة وإحاطتها بما يشي بأهميتها وتصويرها على أنها مقدمة لتغيير كبير سوف تشهده المنطقة. واستُقبل هنية من الرؤساء الثلاثة في لبنان، الدولة والحكومة والبرلمان، وجال في مخيم عين الحلوة الأكبر بالجنوب اللبناني، وعقد لقاءات مع مراجع دينية وقيادات أحزاب في مقدمتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، فضلًا عن لقائه بقيادات الجماعة الإسلامية فرع الإخوان المسلمين في لبنان. وأكد المصدر الفلسطيني أن حماس تتحرك لانتزاع السيطرة على المخيمات الفلسطينية من حركة فتح والفصائل السلفية الجهادية التي لم تكن بعيدة عن فتح. وأشار إلى أن العمل جار لإطلاق مرحلة جهادية عنوانها الأهم هو التنسيق الميداني مع حزب الله. ◙ حماس تخطط لإعادة تنشيط الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان وبعد أن كان حضور حماس هامشيًا في المشهد اللبناني على خلفية القطيعة مع سوريا منذ العام 2011 بعد وقوف الحركة في صف تركيا والتنظيم الدولي للإخوان ضد النظام السوري، فضلًا عن هيمنة فتح شبه الكاملة على المخيمات، تبيّن أن حماس تقلب المعادلة من بوابة طرح نفسها كأكثر حلفاء حزب الله الموثوقين. وتريد حماس من وراء إعادة تموضعها بالمنطقة تهديد إسرائيل من جبهتين في وقت واحد لتخفيف الضغط عن غزة وتعويض فقدان الحليف التركي الذي نكص على موقفه من الربيع العربي مديرًا ظهره لطيف الإسلام السياسي في المنطقة. ونكوص تركيا على دعمها لحماس وسعيها لإعادة تموضعها في الإقليم عبر تطوير العلاقات مع إسرائيل وتطبيع العلاقات مع الدول العربية، بالإضافة إلى تراجع الدعم القطري، منح إسماعيل هنية والتيار المحسوب على الجناح العسكري الفرصة لتعديل تحالفات الحركة وتحويلها بالكامل إلى الوصاية الإيرانية. وأفاد المصدر لـ”العرب” بأن تطوير حماس لعلاقاتها مع حزب الله إلى مستوى التحالف النوعي يهدف إلى إعادة تموضعها في الخارطة السياسية في الإقليم إلى جانب النظام الإيراني والقوات الأساسية التابعة له، خصوصا حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين، واستعادة ثقل الحركة القديم في المشهد السوري، علاوة على تأمين التمويل والدعم الخارجي من مال وسلاح والذي تمثل إيران مصدره الرئيسي. ووفقًا لمسار التنافس التقليدي بين حماس وفتح فإن الحركة الإسلامية تسعى بهذا التمدد الإقليمي عبر تأسيس حضور عسكري نوعي في الجنوب اللبناني إلى نزع السيطرة من فتح على أكثر من 14 مخيمًا فلسطينيًا تضم الآلاف من النازحين الذين كانوا إلى وقت قريب تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية، أو فصائل سلفية قريبة منها. ◙ التوترات احتدمت بين الفصائل داخل مخيم عين الحلوة على وقع تغيير لافت شهده المخيم تزامنا مع زيارة إسماعيل هنية وطورت حماس وحدتين عسكريتين لها في لبنان شملت صواريخ وطائرات مسيّرة وغواصات صغيرة مسيّرة، وأجرت تدريبات على القنص وتشغيل قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات وتأهيل مشغلي الطائرات المسيّرة والطيران والغوص وجمع المعلومات الاستخبارية، فضلًا عن إدارة الحركة لمكتب “البناء” وهو المسؤول عن تطوير القدرات العسكرية للحركة على الحدود الشمالية لإسرائيل. وتخطط حماس لإعادة تنشيط الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان بما يسمى “قوات الفجر” على امتداد وجودها الجغرافي بلبنان خاصة في طرابلس وصيدا والعرقوب تحت إشراف وتدريب من عناصر بحماس وبموافقة حزب الله. وأحبطت ردود أفعال إسرائيلية عسكرية صارمة خطط إيران في سوريا الرامية إلى سيطرة نوعية على الساحة ترجمتها محاولة تشغيل نظم دفاع جوي ونقل قوافل من الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي إلى دير الزور شرقًا في الأراضي السورية عبر مدينة البوكمال، وهو الأمر الذي يجعل المخيمات الفلسطينية منطقة تواجد مهمة للحرس الثوري وحزب الله.
مشاركة :