تصعيد متبادل بين إسرائيل وحزب الله يضع جنوب لبنان على فوهة حرب

  • 10/20/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - شنّ الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة غارة جوية استهدفت ثلاثة من مقاتلي حزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية وقصف عددا من البلدات، فيما تشهد المنطقة تصعيدا عسكريا مستمرا منذ اندلاع الصراع في غزة ووجهت الدولة العبرية تحذيرات شديدة إلى الحزب المدعوم من إيران من الدخول في حرب ضدّها، كان آخرها ما جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي دعا الجماعة اللبنانية إلى إلقاء نظرة على ما يحدث في القطاع الفلسطيني. وذكر بيان للجيش الإسرائيلي "تسنى التعرف على ثلاثة إرهابيين من حزب الله في منطقة الحدود مع لبنان وقصفت طائرات المقاتلين". وأردف "بالإضافة إلى ذلك أطلق قناصة الجيش الإسرائيلي النار باتجاه مسلحين أمكن التعرف عليهم وهم يعملون في منطقة الحدود مع لبنان". وكشف أن "مدفعيته قصفت في لبنان مصادر إطلاق القذائف الصاروخية التي تعرضت لها مواقعه على الحدود في منطقة مزارع شبعا". وقال الجيش الإسرائيلي إن إحدى طائراته المسيرة "استهدفت إرهابيا في الأراضي اللبنانية خلال الليل" وذكر أيضا أنه استهدف أصولا لحزب الله ردا على صواريخ أطلقت من لبنان. بدوره قال حزب الله في بيان "نؤكد مجددا أن قتل المدنيين والاعتداء على أمن بلدنا لن يمر دون رد أو عقاب". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي خلال زيارة أداها الخميس إلى جنوب لبنان "يحاول حزب الله تحدي دولة إسرائيل ونشر قوات في تشكيلات دفاعية قوية، نحن متأهبون"، مضيفا أن "الجماعة اللبنانية إذا أرادت الدخول في حرب فيتعين عليها أولا أن تلقي نظرة على صورة من مدينة غزة". وقالت إسرائيل اليوم الجمعة إنها ستجلي أكثر من 20 ألفا من سكان بلدة كريات شمونة وهي واحدة من أكبر البلدات على حدودها الشمالية مع لبنان، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار في المنطقة عبر الحدود قبل يوم. وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية اشتباكات مستمرة، لكنها محدودة حتى الآن، منذ اندلاع الصراع في غزة قبل أسبوعين. وأعلنت إسرائيل بالفعل بعض المناطق على طول الحدود مناطق عسكرية مغلقة مما أجبر السكان على الرحيل منها لكن هذه هي أكبر عملية إجلاء من التلال الخضراء في منطقة الجليل في الشرق. وقال الجيش اللبناني إن صحفيا قُتل بنيران إسرائيلية الخميس في منطقة عبر الحدود على الجهة المقابلة من كريات شمونة. وتبادلت القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله المدعومة من إيران النيران بكثافة على الحدود. وذكر دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "هذا النوع من الإجلاء الذي تم بالفعل في عدد من البلدات على الحدود الشمالية يسمح للجيش الإسرائيلي بإطلاق يده في العمليات ضد منظمة حزب الله الإرهابية". وأثار العنف المستمر على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية مخاوف من أن يتطور القتال بين إسرائيل وحركة حماس في غزة إلى صراع إقليمي أوسع. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن سكان البلدة القريبة من الحدود سينقلون إلى منازل ضيافة مدعومة من إسرائيل لينضموا إلى عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تركوا بالفعل منازلهم القريبة من الحدود الجنوبية مع قطاع غزة. وقالت لجنة حماية الصحفيين إنها وثقت مقتل أكثر من 20 صحفيا منذ بداية الصراع بين إسرائيل وغزة، مضيفة أنها تحقق في تقارير عن مقتل وإصابة وفقدان صحفيين آخرين. وتأتي أحدث واقعة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد نحو أسبوع من مقتل الصحفي عصام عبد الله من رويترز في جنوب لبنان. واتهم الجيش اللبناني إسرائيل بقتله وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الأمر كما أعلنت بلدية كفرشوبا الحدودية جنوب لبنان أن حوالي 70 في المئة من أبناء البلدة نزحوا منها بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من أسبوع. وقال رئيس البلدية قسام القادري إن "كفرشوبا حدودية على تماس مع المواقع الإسرائيلية ودائما تكون من أول البلدات التي تتأثر بالأحداث في فلسطين وعلى الحدود مع لبنان". وتابع "عادة بعد أول قصف تتعرض له البلدة تنتقل النساء والأطفال وكبار السن إلى مناطق آمنة وبعد الأحداث الأخيرة نزح قسم كبير من أبناء البلدة". وأوضح أن "نحو 2100 شخص من أبناء البلدة المقيمين البالغ عددهم الإجمالي 3000 نزحوا من كفرشوبا"، لافتا إلى أن العدد الإجمالي للسكان المقيمين وغير المقيمين بالبلدة هو 10 آلاف. وبين فينة وأخرى يشن حزب الله عمليات ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية تنطلق من أطراف بلدتي كفرشوبا وشبعا الحدوديتين بصواريخ موجهة ويرد الجيش الإسرائيلي بقذائف مدفعية على البلدتين. وكانت القوات الإسرائيلية انسحبت من جنوب لبنان عام 2000 ووضعت الأمم المتحدة الخط الأزرق على الحدود لتأكيد الانسحاب وتتحفّظ بيروت على بعض المناطق التي يمر بها في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية.

مشاركة :