تخيم رياح عاصفة من التوتر الساخن على شمال سوريا، مع تهديدات تركيا «رسميا» بالاستعداد لشن عملية عسكرية قريبا وفي «توقيت مفاجئ».. وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا ستجري عملية عسكرية في شمال سوريا «سيتفهمها» المجتمع الدولي، مؤكدا أن أنقرة لديها مثل هذه الخبرة. كما قال أردوغان «نحن يمكن أن نقوم بذلك فجأة في الليل. لا داعي للقلق. لا داعي للتسرع والاستعجال، حن نعمل بالفعل في هذا المجال الآن. كما تعلمون لدينا عملية في شمال العراق من جهة، ونعمل في عفرين شمال سوريا من جهة أخرى. إذا أظهرنا القليل من الصبر، آمل أن نتمكن من تنفيذ العمليات بأقوى طريقة عندما يحين الوقت». عدوان صارخ داخل الأراضي السورية الرئيس التركي كشف أن العمليات العسكرية الجديدة ستبدأ بمجرد الانتهاء من التحضيرات بشأن استكمال الحزام الأمني على الحدود التركية مع سوريا. وهذا يعني حسب تقدير خبراء عسكريون، أن العملية العسكرية التركية ستكون عدونا صارخا داخل الأراضي السورية. وفي وقت سابق، قال الممثل الرسمي للرئيس التركي، إبراهيم قالن، إن أنقرة مستعدة لعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، يمكن أن تبدأ في أي لحظة. ووصفت دمشق مرارا جود القوات التركية في المنطقة الحدودية السورية، حيث تنفذ عمليات هناك ضد التشكيلات الكردية، بأنه غير قانوني وطالبت أنقرة بسحب قواتها. حالة حرب محتملة ومن جهة أخرى، أعلنت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، أنها رفعت الجاهزية للتصدي لأي هجوم محتمل، واصفة المرحلة بأنها «حالة حرب»، على وقع التهديدات التركية. وعقدت الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي في الإدارة «اجتماعا طارئا» ناقشت فيه الوضع السياسي الذي تناول التهديدات التركية المحتملة للبدء بعملية عسكرية لاحتلال مناطق سورية تتبع للإدارة الذاتية. الاجتماع ـ حسبما ذكرت الإدارة الذاتية ـ ناقش الاستعدادات والجاهزية لمواجهة الحرب إذا ما حدثت، وخاصة في المناطق والقرى الحدودية، حيث تهدد تركيا بعملية عسكرية. واعتبرت الهيئة أن «الحالة التي نمر فيها هي حالة حرب ويجب التصرف على هذا الأساس، آخذين بعين الاعتبار كافّة التجهيزات والتحضيرات اللازمة لمواجهة الحرب، وتمّ رصد الميزانية اللازمة لمواجهة التداعيات السلبية للحرب المحتملة. المسار السياسي لتبديد المخاوف الأمنية التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في الشمال السوري، كانت حاضرة على طاولة مباحثات وزير الخارجية الإيراني في تركيا، الأسبوع الماضي.. كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن المسؤولين الأتراك باتوا يفضلون المسار السياسي مع دمشق لتبديد مخاوفها الأمنية شمالي سوريا. وقال عبد اللهيان، إن تركيا تفضل الحل السياسي لمشكلة مخاوفها الأمنية شمالي سوريا، ونحن نتفهم قلق ومخاوف الحكومة التركية بشأن القضايا الحدودية الخاصة بها، لكننا نعتبر أي إجراء عسكري (لتبديد تلك المخاوف)، هو عامل مزعزع للاستقرار في المنطقة. مساع إيرانية لعقد حوار أمني تركي سوري وكشف وزير الخارجية الإيراني، جانبا من محادثاته التي أجراها مع المسؤولين الأتراك في سياق وساطة إيرانية بين دمشق وأنقرة، قائلا: «قبل عدة أيام كنت في أنقرة، وتحدثت إلى المسؤولين الأتراك، وأكدت بأن الحل يكمن في إجراء حوار بين المسؤولين الأمنيين لكل من تركيا وسوريا… ما فهمته من المسؤولين الأتراك أنهم يضعون الحل السياسي كأولوية لحل هذه المخاوف». وأشار إلى أنه تحدث إلى المسؤولين السوريين في دمشق وأكد لهم أن إيران ستبذل جهودها للحيلولة دون وقوع نزاع عسكري بين سوريا وتركيا والتركيز على حل سياسي.
مشاركة :