عمون - دخل لبنان في العتمة الشاملة مجدداً بعد توقف الشركة المشغلة للمعملين الأساسيين للكهرباء عن تشغيلهما اعتراضاً على عدم دفع مستحقاتها. وأعلنت شركة "primesouth" المشغلة لمعملي دير عمار والزهراني أنها ستتوقف مساء الأربعاء عن العمل، وذلك لعدم دفع مستحقاتها المتراكمة لدى مؤسسة كهرباء لبنان، قائلة: "ورغم الوعود التي استمرت لمدة أشهر إلا أنه لم يتم الوفاء بأيّ من هذه الوعود". وأوضحت الشركة أنّها تنتظر دفع 30 ميلون دولار إلى حسابها "الفريش"، منذ نحو أربعة أشهر، علماً بأنّ هذا المبلغ يدخل ضمن الـ84 مليون مليون دولار، وهو الرقم الذي يمثّل إجمالي المستحقات المتراكمة لـ"primesouth" في ذمة مؤسسة كهرباء لبنان. وفي سياقٍ مُتّصل، أفادت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، "أن مشغل معملي الزهراني ودير عمار، قد أفاد بأنّه سيتوقف عن القيام بأعماله، وذلك بسبب عدم تقاضيه مستحقاته بالعملة الصعبة (Fresh Dollar)، وفق ما قرر مجلس الوزراء سابقا، ما سيؤدي إلى توقف معمل الزهراني، وهو المعمل الحراري الوحيد حاليا المنتج للطاقة الكهربائية على الشبكة، عن إنتاج الطاقة عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الأربعاء الواقع فيه 06/07/2022. وأضافت "مع العلم أن مؤسسة كهرباء لبنان قد قامت بإنجاز كامل الإجراءات الإدارية، وإحالة مدفوعاته وفق قراري مجلس الوزراء ليتم تسديدها منذ حوالي الشهر، وإنما لغاية تاريخه لم يتم صرفها من قبل المراجع المالية والنقدية المعنية في البلد". وتابعت: "وإزاء هذا الوضع الخارج عن إرادة ومسؤولية مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل، فإن عدم صرف المبالغ المحددة بالعملات الصعبة (Fresh Dollar) إلى المتعهد وفق قرارات مجلس الوزراء، سيؤدي إلى توقيف المشغل لمعملي الزهراني ودير عمار عن العمل، دون إمكانية إعادة وضعهما على الشبكة، الأمر الذي سيفرض الدخول بانقطاع عام وشامل على كافة الأراضي اللبنانية". ولفتت إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى توقف التغذية جبرا عن كافة المرافق الحيوية الأساسية في البلد (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، المرافق الأساسية في لبنان". وأشارت مؤسسة كهرباء لبنان إلى "أنها كانت قد وضعت خطة إنتاجية واتخذت سلسلة إجراءات احترازية، من أجل المحافظة على ديمومة إنتاج الطاقة بالحد الأدنى لأطول فترة ممكنة، لاسيما خلال فترة عيد الأضحى المبارك، وإنما هذه المشكلة التي طرأت عليها هي خارج نطاق قدرتها وصلاحياتها على معالجتها، وبالتالي لا يمكن حلها، ولو مرحليا، سوى بتطبيق قرارات مجلس الوزراء بهذا الشأن من قبل المراجع المالية والنقدية المعنية في البلد". في غضون ذلك قال المدير العام للطيران المدني فادي الحسن: "علمنا بتوقيف التغذية الكهربائية عن مطار بيروت الدولي، لذلك سيتم تزويده من المولدات الكهربائية التي تؤمن حاليا مستلزمات المازوت في شركة "الميدل إيست" وبالتالي سنصمد في مرحلة "البلاك أوت" حتى إشعار آخر ". وكان مجلس الوزراء اللبناني أصدر قرارين بتاريخ 14/04/2022 وتاريخ 20/05/2022، قضيا بدفع 30 مليون دولار من حساب حقوق السحب الخاصة الـ"SDR". ويرزح لبنان تحت وطأة واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث؛ حيث يعاني تفاقما في نقص الوقود في الأشهر القليلة الماضية. ويعتمد أغلب اللبنانيين على مولدات خاصة للحصول على الكهرباء في وقت تعتمد فيه البلاد على الوقود العراقي كحل للأزمة، وهو ما يكفي لتزويد البلاد بساعتين فقط في اليوم. ووقع لبنان اتفاقيات مع مصر والأردن لتزويده بالكهرباء والغاز للإنتاج إلاّ أن هذه الاتفاقيات لا زالت بحاجة إلى تمويل وموافقة أمريكية يعيقها استثناءات من قانون قيصر باعتبار أن الخطوط الكهربائية وخطوط الغاز ستمر في الأراضي السورية قبل وصولها إلى لبنان. (العين)
مشاركة :