بعد دفعه إلى الخروج من مالي حيث أمضى تسع سنوات في مكافحة المتطرفين، يريد الجيش الفرنسي استمرار التعاون مع النيجر ودول أخرى في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، ولكن بتكتم أكبر لضمان قبوله، وفي محيط ما زالت خطوطه غير واضحة. وأصبحت فرنسا التي كانت حتى فترة وجيزة شريكة أساسية لباماكو، غير مرغوب فيها، وتستعد لمغادرة البلاد في غضون أسابيع قليلة. وتعتبر حصيلة الوجود الفرنسي متباينة، فقد حققت قوة برخان التي تلت عملية سرفال في 2013 نجاحات تكتيكية كبيرة عبر القضاء على عدد كبير من القادة المتطرفين، وتضييق هامش تحرك الجماعات المسلحة، إلا أنّ الدولة في مالي لم تحول هذه النتائج إلى حلول سياسية، وكانت النتيجة أن استمر العنف في التصاعد والمشاعر المعادية للفرنسيين بالتزايد. وتعتزم فرنسا الآن استخلاص الدروس من هذه العملية لتجنب تكرار الإخفاقات الماضية، إذ قال القائد الحالي لقوة برخان، الجنرال لوران ميشون: «ساهمنا في تعزيز قوة جيش مالي، إلا أننا تحركنا مكانه أيضاً، هذا الأمر انتهى». وسيحل الجنرال برونو باراتز في أغسطس المقبل، محل الجنرال ميشون. ولخص الكولونيل أبير بودوان نائب قائد العمليات في برخان: «نحن نغير الصيغة مع وجود شراكة أكثر تكتماً، اليوم لم يعد الانتشار بجيش كبير متناغماً مع العصر». واعتباراً من الآن، سيقدم الجيش الفرنسي دعمه من دون أن يكون في الواجهة، وهي طريقة لتقليص إمكانية رؤية تحركاته التي تشكل مصدر استياء للمجتمعات الأفريقية، مع الحفاظ على وجوده في منطقة نفوذها التاريخية. وبعد فك ارتباطها بمالي، ستكون فرنسا قد قلصت وجودها في منطقة الساحل بمقدار النصف عبر الإبقاء على نحو 2500 جندي فقط في المنطقة. دعم في النيجر الشريك الرئيسي الجديد، سيبقي الفرنسيون على أكثر من ألف عنصر ومركز جراحة كان مقاماً في غاو، وقدرات جوية تتمثل بثلاث مقاتلات وست طائرات مسيرة وبين أربع وست مروحيات لتوفير الدعم الناري والاستخباراتي لشركائهم. وسيتولى مركز قيادة خاص من نيامي إدارة «الشراكة القتالية» بين قوات النيجر المسلحة ونحو 250 جندياً فرنسياً تم نشرهم معاً منذ عام بالقرب من الحدود مع مالي، حيث أقامت نيامي سلسلة من المواقع العسكرية. وقال الجنرال إيرفيه بيار، الضابط المسؤول رئيس قيادة الشراكة: «اليوم نعكس علاقة الشراكة تماماً: الشريك هو الذي يقرر ما يريد القيام به والقدرات التي يحتاجها ومن يقود بنفسه في العمليات التي يتم تنفيذها بدعمنا، إنّها الطريقة الفضلى لمواصلة العمل بفعالية إلى جانبهم من دون تأجيج هذيان البعض على شبكات التواصل الاجتماعي». مشاورات من جهة أخرى، لا تتحدث هيئة الأركان كثيراً عن مجالات التعاون الأخرى بحسب الطلب (الشراكة القتالية والتدريب والمشورة والدعم) المقدمة إلى بلدان المنطقة، خصوصاً دول خليج غينيا بنين وتوغو وغيرها. واكتفى قائد برخان بالقول: «تدور مشاورات بين العواصم الأفريقية وباريس والعواصم الأوروبية». وبين الرغبة في التكتم لتجنب إزعاج أي شركاء محتملين وعدم وجود توجيهات واضحة من السلطة التنفيذية الفرنسية بشأن استمرار العمليات، يقول ضابط: «ننتظر أوامر من السياسيين. بين الانتخابات الرئاسية والتشريعية، الأمر معقد». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :