لماذا يصارع الروس والغرب على بسط النفوذ في إفريقيا؟

  • 7/7/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية و زيادة تداعياتها القاسية على العالم بأسره، ظهرت على بعد آلاف الأميال ساحة أخرى  لمواجهة بين روسيا والغرب، سمتها  تقارير سياسية  بـ”حرب باردة ثانية”. وهي حرب على بسط النفوذ بالقارة السمراء، حيث تسعى روسيا إلى ترسيخ أقدامها، من خلال بيع الأسلحة وتوفير الأمن الخاص للحكومات في البلدان التي تشهد صراعات، مثل إفريقيا الوسطى و مالي. وهنا تحديدا يأتى دور الشركات الروسية، وعلى رأسها مجموعة “فاغنر” التي تدير مصفوفة واسعة من الأنشطة الاقتصادية والعسكرية والدعائية لصالح الكرملين. ولأن إفريقيا تعتمد بشكل كبير على صادرات القمح الروسي. فقد شجعت حرب أوكرانيا دولا إفريقية عدة على انفتاح أكبر مع  روسيا، بهدف تأمين مخاوف هذه الدول بشأن أمنها الغذائي. وخير دليل على تنامي النفوذ الروسي بالقارة، هو أن 24 دولة إفريقية امتنعت عن إدانة روسيا بخصوص حرب أوكرانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي المقابل بدأ الغرب يخسر نفوذه في عدد من الدول الإفريقية لصالح روسيا و الصين ايضا، ولعل الانسحاب الفرنسي من مالي يؤكد لنا ذلك. وأما المراقبون فيؤكدون أن المواقف الإفريقية الداعمة لموسكو تنبع من أن روسيا ليس لديها ماض استعماري في إفريقيا، بل موسكو هي من ساندت حركات التحرر الوطني، كما أنها تصور نفسها حاليا باعتبارها القوة التي تواجه الاستعمار الأوروبي الجديد في القارة السمراء. روسيا وإفريقيا عام 2019 شكلت قمة سوتشي الروسية الإفريقية علامة فارقة في العلاقات أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة إفريقية حضروا قمة سوتشي 12.5 مليار دولار قيمة العقود التي وقعت خلال قمة سوتشي العقود الموقعة شملت مجالات الطاقة والتسليح والتجارة وغيرها 20 مليار دولار ديون مستحقة على الدول الإفريقية شطبتها روسيا في قمة سوتشي سلاح الغذاء اتهامات غربية لروسيا باستخدام الغذاء كورقة ضغط، عبر عزل أوكرانيا أحد أكبر مُصدري الحبوب وزيوت الطهي في العالم، لكي  تلجأ الدول الراغبة في استيراد الغذاء إلى روسيا نفسها التي تصدر ذات السلع. وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في قمة حول الأمن الغذائي في برلين الشهر الماضي، أكد ذلك وقال إن روسيا تفرض الضوابط على صادرات الغذاء وتُحدد الموعد والوجهة بناء على أسباب سياسية. أيضا صحيفة وول ستريت جورنال، أشارت إلى أن الكرملين يوظف  المخاوف المتعلقة بالغذاء بغرض، تخفيف العقوبات، وبناء نفوذ مع دول غير غربية، وتدمير للاقتصاد الأوكراني. وهنا يخشى دبلوماسيون أمريكيون من نجاح هذه الاستراتيجية الروسية، سيما مع تأكيدات في إفريقيا والشرق الأوسط على قوة العلاقات بينهم وبين موسكو . لكن البعض يرى أن روسيا بالفعل نجحت في هذا الأمر، فالأسواق التقليدية لحبوب البحر الأسود تتركز بشكل أساسي في إندونيسيا ومصر وباكستان وبنجلادش والمغرب، وفقاً لأحدث بيانات وزارة الزراعة الأمريكية. ولم تتواجد أي من تلك الدول ضمن قائمة الدول الـ93 التي صوتت ضد روسيا في مجلس حقوق الإنسان في أبريل الماضي. ومن جانبها، تنفي روسيا الاتهامات  الأمريكية لها باستخدام الغذاء كسلاح. مسؤوليتها عن منع تصدير الحبوب الأوكرانية، بل وتؤكد موسكو أن كييف زرعت ألغاماً أمام الموانئ الرئيسية لتعطيل عمليات تصدير الحبوب، وبين الاتهامات ونفيها يحذر كثيرون من كارثة غذائية على مستوى العالم. أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم روسيا 17.6 % من إجمالي الصادرات العالمية بقيمة 7.9 مليار دولار الولايات المتحدة 14.1 % من إجمالي الصادرات بقيمة 6.3 مليار دولار كندا 14 % كندا بقيمة 6.3 مليار دولار فرنسا 10.1 % من إجمالي الصادرات العالمية بقيمة 4.5 مليار دولار أوكرانيا 8 % بقيمة 3.6 مليار دولار سلاح القمح أكد الأكاديمي والباحث في الاقتصاد السياسي باريس: د. حسان القبي، أن روسيا سوف تحرم الدول غير الصديقة من القمح الروسي. وأوضح القبي، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن القمح سلاح في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشار إلى أن روسيا ستحاول استمالة دول أفريقيا بسلاح القمح والحبوب، مثلما تحاول الضغط على أوروبا بسلاح الغاز. الدور الأفريقي أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو من موسكو  د. ستانيسلاف بيشوك، أن أفريقيا والدول العربية يستطيعون لعب دورا في الأزمة الأوكرانية. وأوضح بيشوك، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن إلحاح قارة أفريقيا في مسألة الغذاء وأزمة الحبوب قد يجعل واشنطن تتراجع عن العقوبات الروسية. وأشار إلى أن أفريقيا سوف تعاني بشدة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ويجب حل أزمة الغذاء والحبوب. صورة البطل أكد خبير في مركز دراسات الشرق الأدنى من واشنطن: ديفيد دي روش، أن روسيا تحاول الظهور بصورة البطل الذي ساهم في حركات التحرير الإفريقية من الدول الأوروبية. وأشار روش، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن بعض الدول الأفريقية تعاني من فساد لذلك تفضل دعم دول غير ديمقراطية مثل روسيا. وأوضح أن دول أفريقيا الوسطى لديها العلاقات الجيدة مع الصين وروسيا ولذلك تميل تلك الدول للتحالف الصيني والروسي لتحقيق مكاسب سياسية. الساحة الأفريقية أكد أستاذ العلوم السياسة بجامعة محمد الخامس من الرباط: د. عبدالحميد بن خطاب، أن أفريقيا كانت وما زالت ساحة للحرب الباردة والتنافس بين القوى العظمى. وأوضح بن خطاب، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن أفريقيا مستقبل صراع القوى العظمي بسبب البحث عن موارد طاقة جديدة. وأشار إلى أن أوروبا تبحث عن سوق نفطي جديد بدلا من الغاز والوقود الروسي لذلك من هنا تأتي أهمية القارة السمراء.

مشاركة :