اليازية بنت نهيان لـ«الاتحاد الثقافي»: «السفارة الثقافية» تعزز صناعة الفُرص الإبداعية

  • 7/7/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الاستمرارية.. هي المفتاح الأساسي لإحداث حالة من الانتقال إلى مستوى مغاير أو جديد، لأي مشروع إبداعي وثقافي، يحمل في جوهره ضرورة إتاحة أكبر فرصة ممكنة، لتشكيل مساحات عامة، تتضمن فعاليات وأنشطة وبرامج من شأنها أن تنتج مسارات معرفية نوعية قادرة على أن تثري الممارسات الحيّه للذاكرة العربية المشتركة، تأكيد أشارت إليه الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، سفيرة الثقافة العربية، في حديثها لـ«الاتحاد الثقافي»، حول الشراكة الإقليمية الاستثنائية مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، التابعة لجامعة الدول العربية، وكيف أن منحها منصب سفيرة فوق العادة للثقافة العربية من قِبل المنظمة، مثَّل بداية جديدة ذات منهجية واسعة ومتكاملة، نتاج سنوات طويلة سبقتها من الإنتاجات الثقافية والفنية المستمرة من خلال تأسيسها لشركة أناسي للإعلام في عام 2007، المتخصصة في مجال الأفلام الوثائقية، والتي هدفت بشكل رئيس إلى تطوير الإبداع الفني في دولة الإمارات، القائم على الإيمان بقدرة الثقافة الإبداعية وأشكالها التعبيرية على توثيق الذاكرة الشعورية الحيّة. واعتبرت الشيخة اليازية بنت نهيان، أن وقوع الاختيار على دولة الإمارات، في تمثيل «السفارة الثقافية» يسلط الضوء على النقلات الكبيرة التي شهدها القطاع الثقافي والإبداعي، إلى جانب نشاط المبدعين في الساحة الثفافية المحلية والعربية والعالمية، موضحةً أن التعاون الإقليمي، يسهم بصورة أساسية في وضع الرؤى والاستراتيجيات للمبادرات الثقافية ذات البعد المجتمعي والإنساني والحضاري، إلى جانب تحفيزها لمقومات ازدهار العلاقات الثقافية بين مختلف الدول العربية. ومن أبرز تلك المشاريع الثقافية إطلاق الشيخة اليازية بنت نهيان لبرنامج «المرشد الثقافي العربي» تحت شعار «بالماضي نعبر للمستقبل» بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وبمشاركة المنظمة العربية للمتاحف. أنور قرقاش يلتقط صورة للوحة الشيخة اليازية في المعرض الذهبي لفناني الإمارات (من المصدر) أنور قرقاش يلتقط صورة للوحة الشيخة اليازية في المعرض الذهبي لفناني الإمارات (من المصدر) المرشد الثقافي العربي إدراك القيمة الجوهرية لبرنامج «المرشد الثقافي العربي»، يكمن في إثراء العلاقة المجتمعية بين الناس والفعل الثقافي، مثل استدامة الزيارة الأسبوعية للعائلات والشباب للمتاحف في المدن والبلدان العربية. وبهذا الصدد أوضحت الشيخة اليازية بنت نهيان، أنه بمثابة تطوير لمهارات المهتمين والباحثين في القطاع المتحفي، إلى جانب دور البرنامج في تعزيز تبادل الخبرات بين مختلف المتاحف العربية، للوصول إلى أكبر مساحة نقاشية ممكنة، تنتج أفكاراً وممارسات إبداعية تعمق تجربة الزائر العربي للمتاحف في بلده أو في أي بلد عربي يقرر زيارته. وأضافت الشيخة اليازية بنت نهيان أن ما يميز البرنامج هو سعة الوقت المتاح للمشاركين، الذي انطلق في شهر أبريل الماضي حتى نهاية العام، مشكلاً احتفاءً نوعياً لمضامين الثقافة العربية، حيث نتج عن التنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، والمنظمة العربية للمتاحف، إقبال لافت من المختصين، ما رفع من مستوى التنافس، ودفع بالمتاحف الـ9 المشاركة لتكثيف برامجها وأنشطتها، لزيادة عدد الزوار. وذكرت الشيخة اليازية بنت نهيان، أن عدد المشاركين في برنامج «المرشد الثقافي العربي» وصل لنحو 146 مشاركاً، تولت فيه المنظمة العربية للمتاحف، جانب التقييم والتحكيم لإعلان النتائج النهائية على مراحل مختلفة، تخللتها ورشة رئيسية شارك فيها قرابة 76 مشاركاً، واستمرت أكثر من 6 ساعات من النقاشات والتبادل المعرفي. ومن بين المتاحف المشاركة، «متحف المكلا»، وقالت الشيخة اليازية بنت نهيان، إنها مشاركة جديرة بالذكر، وتركزت الزيارات للمتحف من قبل فئة الأطفال، موضحةً أن نظرتنا للمتاحف تتجاوز فكرة أنها مكان لمحتويات تاريخية فقدناها وأعدناها مع الزمن، وإنما هي أقرب لجزء يكاد يكون مفقوداً فينا، وبمجرد النظر إليه واكتشافه، كأنما أعدنا إلينا شيئاً من تكويننا الخاص، من أجل أن لا نكون نحن المفقودين، والمتاحف بحضورها المجتمعي تعزز وجود هويتنا الإنسانية. من المعرض الشخصي كيرم استيشن - نيويورك من المعرض الشخصي كيرم استيشن - نيويورك جمالية التعدد والمتأمل للأعمال الفنية التشكيلية للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، في مختلف معارضها الفنية مثل «كيرم استيشن إن موشن»، «قابلت رحالاً من أرض الكنوز»، و«رحلة سعيدة»، يستشف أناقة «المزج» بين مختلف الأفكار، ورغم الازدواجية التي تحملها الأفكار المتقابلة في الأعمال الفنية، تعتبر الشيخة اليازية بنت نهيان، بأنها تعكس جمالية التعدد لمجموعة من الأفكار في لوحة واحدة، وكيف أنها تعطي معاني وأبعاداً تدفع بالمتلقي لأن يشاهد الاختلاف والتقارب، والذي بطبيعته يساعد على أن تفسر كل فكرة، الفكرة المقابلة لها، أن تقدم المعنى لكل منهما، فالفكرة الواحدة تقدم عادةً معنى واحداً، وتابعت: على سبيل المثال، عند تناول «الزمن» فقط في القطعة الفنية الأثرية، فإننا نستشعر أنه أمر غير كافٍ، وبمجرد أن يوازي حضور القطعة الأثرية أفكاراً أخرى، نبدأ باستشعار أفق جديد للقطعة الأثرية في حاضرنا ومستقبلنا، مبينةً أنها ليست بمثابة طرح جديد لأفكار قديمة في أعمالها الفنية، وإنما هي في الأصل فكرة كاملة، تمت إضافة أفكار عليها، والتي تستلهمها كفنانة من محيطها الأسري والثقافي والإبداعي. وأكدت الشيخة اليازية بنت نهيان، على الصدق في إبداع الفكرة، التي تعبر عن الشخص نفسه، والنابعة من اشتغالاته اليومية ومكان نشأته ومكنوناته المتفردة. أناسي للإعلام تخصصت «أناسي للإعلام» في مجال صناعة الأفلام الوثائقية، وشكلت مساحة مجتمعية إبداعية لصُناع الأفلام، ما يطرح موضوع دور القطاعات الخاصة وعملية تطويرها للحراك الثقافي في دولة الإمارات، بالتوازي مع التوجهات العامة والاستراتيجيات الوطنية للمؤسسات الثقافية، وحول هذا السياق، أشارت الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، أن طبيعة أسلوب عمل القطاعات الخاصة، في أنها تتمتع بمرونة وسرعة التفاعل مع الحلول، ما يخلق نوعاً من الترابط، في كل مجال بعينه وتخصصه، ويؤدي بشكل بديع إلى تبادل الخبرات من القائمين على كل مجال، ويضمن استمراره وتطوره. ولفتت الشيخة اليازية بنت نهيان، إلى ضرورة الوعي بمسألة مهمة هي أن الخطوط بين المساحات الإبداعية في المجالات الثقافية لمختلف التخصصات غير واضحة، ما يتسبب في دخول أشخاص غير مختصين، وانضمامهم لمجالات لا تناسبهم، إلا أن ترابط المجتمعات الإبداعية، سيسهم في حفظ مكانة المختصين، وأدوارهم في بناء المنتج الإبداعي والحفاظ على نوعيته وجودته. كتابات على الصخور (بوابة النقوش العربية) كتابات على الصخور (بوابة النقوش العربية) بوابة النقوش العربية ووصفت الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، تأسيسها لموقع «بوابة النقوش العربية»، بأنها جزء من استراتيجية ثقافية تهم كل شاب وشابة في الوطن العربي، وشارك فيها نخبة من العلماء والمختصين من الإمارات ومختلف الدول العربية، والحمد لله حصل هذا المشروع الإماراتي على الموافقة وتم تعميمه على مستوى العالم العربي ليكون مشروعاً عربياً مشتركاً وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات. فالمجال يعتبر عالماً كبيراً وواسعاً ولنا أن نتخيل تأثير تلك الترجمات للنقوش على كل عربي يتحدث اللغة العربية، والتي تشكل جزءاً كبيراً من حياته، كيف يمكن أن تهدي هذه الأحرف القديمة إحساساً رفيعاً بالعراقة، وفي ذات الوقت تثير لدى المتلقي الكثير من التساؤلات. يذكر أن فكرة البوابة الرقمية للنقوش الصخرية العربية، جاءت برعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، كواحدة من الأفكار الطموحة لأناسي للإعلام والتي تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الوطن العربي والعالم. وتوفر البوابة الرقمية مكاناً واحداً متميزاً لكل المهتمين والباحثين في علم الكتابات والنقوش الصخرية العربية، وسيمكنهم الموقع من الاطلاع على صور عالية الجودة لأهم النقوش «المناظر والكتابات»، إضافة إلى الرسم الخطي لتسهيل عملية الاطلاع والقراءة لتلك النقوش. ولفتت الشيخة اليازية بنت نهيان، أن علينا أن نفكر كيف أن النقوش العربية، تحمل كذلك بعداً مغايراً لفن بصري يوازي حضور الكتابات القديمة، ويمتد لآلاف السنين في صحاري المشرق والمغرب العربي، من دون غرض إداري أو تجاري، بل باعتباره يؤدي غرضاً جمالياً، ما يقدم دلالة استثنائية على الإحساس العالي بالجمال لدى الأمة العربية، إضافة إلى أن إيجاد المعنى لكل حرف في الكتابات الصخرية العربية بنوعيها القديم والحديث، هو بمثابة محاولة للوصول إلى الحلقات التاريخية المفقودة التي تربط بين تحول اللغة العربية من الكتابة بالحروف القديمة المنقوشة على الصخور إلى الحروف التي كتب بها العرب في العصر الحديث، وجميعها تفتح مسارات بحثية وعلمية، يتيحها الموقع الإلكتروني بالتعاون مع الاتحاد العام للآثاريين العرب، والهادف إلى تقريب الناس غير المختصين إلى مجتمع النقوش العربية، وجعلها سهلة التداول في متناول الجميع، حيث توفر البوابة الإلكترونية فرصة للاطلاع على مجموعات متنوعة من الفيديوهات للمكتشفين والمهتمين بدراسة تلك النقوش، بالإضافة إلى معلومات عن طبيعة الأماكن التي عثر فيها على هذه النقوش ومجموعة متنوعة من الأبحاث المنشورة التي تناولتها بالدراسة والتحليل. وأوضحت الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، أن التحديات الراهنة التي تواجه القطاعات الثقافية والإبداعية، هي «الركود» و«النمطية»، من خلال تشابه المشاريع الثقافية دونما اشتغال على التفرد، فهناك فرص لإعادة إنتاج الفكرة الناجحة نفسها ولكن بشرط تجديدها، وذلك يتطلب التركيز على مبدأ خلق الفرص وجعل الأبواب مفتوحة للمبدعين في مختلف القطاعات الثقافية. جانب من مشاركة متحف المكلا في برنامج المرشد الثقافي العربي جانب من مشاركة متحف المكلا في برنامج المرشد الثقافي العربي إنجاز الوصول للقائمة المبدئية للأوسكار أنتجت «أناسي» الفيلم الوثائقي العالمي «حجاب» وهو أول فيلم إماراتي يصل إلى القائمة المبدئية للأوسكار، ويمثل الفيلم بفخر إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال صناعة الأفلام. فاز الفيلم بالعديد من الجوائز أهمها: جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان طريق الحرير بإيرلندا، وحصل على جائزة في جوائز السينما الأميركية، وفيلم «وطن التاريخ، أمة المستقبل» 2012 أول فيلم يوثق تاريخ الإمارات العربية المتحدة البالغ عمره 150 ألف عام، وفيلم «ناني» 2017 فيلم عائلي مرح حصد العديد من الجوائز أهمها، الجائزة الذهبية في مسابقة أفلام هوليوود والنهائية في مهرجان فينيكس السينمائي في ملبورن، وفيلم «أثل» 2020 يعتبر آخر عمل إخراجي للشيخة اليازية بنت نهيان، وهو عبارة عن فيلم فنتازيا قصير حصد العديد من الجوائز أهمها جائزة ريمي الذهبية في مهرجان هيوستن السينمائي الدولي. اليازية بنت نهيان.. معارض شخصية عالمية: * معرض «قابلت رحالاً من أرض الكنوز» في لندن 2019. * معرض «Jane Lombard Gallery» في نيويورك 2017. * معرض «رحلة سعيدة» في البيت العربي بمدريد 2017. * اختير عملها الفني «كيرم استيشن» ليكون ضمن مقتنيات متحف الشيخ زايد الوطني 2014. * معرض «تواصل» في آرت سبيس جاليري في دبي عام 2011. من برنامج المرشد الثقافي العربي من برنامج المرشد الثقافي العربي برامج وأنشطة: * تنظيم جوائز أناسي للأفلام الوثائقية (موسمين). * إنتاج 3 برامج ثقافية عبر منصة ‹البودكاست›. * تأسيس موقع بوابة النقوش العربية (AIP.AE). مشاركات عالمية: * معرض «كنوز ومزاد كريستيز» في لندن 2017. * معرض «إمارات الرؤى» في برلين 2017. * معرض «الدولي للثقافات» في مدريد 2016. * معرض «كنوز العالمي» في لندن 2015. * معرض «الفن الأوروبي» في بودابست 2014. الشهادات والتكريمات: * جائزة المرأة العربية عام 2015 * جائزة مهرجان ضيافة عام 2020 * جائزة مهرجان العين السينمائي عام 2021

مشاركة :