تفرض طموحات دعم الاستثمارات بالمناطق الصناعية في كل من الأردن وسلطنة عُمان على مسؤولي البلدين تكثيف تعاونهما في هذا المضمار، والذي بات أحد محاور طموحات البلدين للخروج من الأزمات الاقتصادية التي يعانيان منها منذ سنوات. وتسعى هيئة المناطق الصناعية العمانية (مدائن)، التي يزور وفد من مسؤوليها عمّان هذه الفترة، إلى الاستفادة من التجربة الأردنية في مجال تطوير وتنمية نشاط المدن الصناعية بعدما وضعت مسقط أهدافا لتنمية هذا القطاع ضمن برنامجها الإصلاحي. ويضم الوفد العماني مدراء العمليات في مدينة صور الصناعية والمنطقة الحرة (المزيونة) ومدينة ريسوت الصناعية والمديرية العامة للشؤون القانونية والتابعة لمدائن. وتقوم مدائن حاليا بشكل مباشر أو عبر شركة عُمان للاستثمار والتطوير القابضة (مبادرة) وشركة شموخ للاستثمار والخدمات بتنفيذ ما يزيد على 30 مشروعا حيويا موزعة على 11 مدينة صناعية في مختلف مناطق البلاد. ووفق بيان لشركة المدن الصناعية الأردنية فقد زار الوفد العماني الثلاثاء الماضي مدينتي الموقر والحسن الصناعيتين حيث وقف على أهم التجارب الاستثمارية والحوافز المقدمة للشركات. وتقدم الحكومة الأردنية حزمة من الخدمات والتسهيلات الممنوحة للشركات لممارسة أعمالها وتمكينها من ممارسة نشاطها الاقتصادي إلى جانب الاهتمام الذي يحظى به المستثمر من شتى الجوانب. عمر جويعد: خبرتنا تشكل نموذجا في تطوير وإدارة وتسويق هذه المدن ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى مدير عام المدن الصناعية الأردنية عمر جويعد قوله إن "الشركة وبحكم تجربتها المتميزة والتي تجاوزت أربعين عاما تشكل نموذجا في تطوير وإدارة وتسويق المدن الصناعية". وأشار إلى أن المدن الصناعية في البلاد تشهد نقلة نوعية من حيث التطوير والتصميم والتوسع، إضافة إلى اعتمادها مفاهيم التوزيع القطاعي للصناعات والاستدامة البيئية ما يدل على قدرتها على مواكبة مختلف التطورات في هذا المجال. ولدى الأردن 10 مدن صناعية منتشرة في مختلف المحافظات، أكبرها في منطقة سحاب بالعاصمة وتحاذيها مدينة الموقر، إضافة إلى مدينة الحسن الصناعية في إربد ومدن الكرك والعقبة والمفرق والسلط والطفيلة ومأدبا. وبحسب البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية للشركة، والتي تعد أحد أكبر مطوري المدن الصناعية بالبلاد، فإن المدن الصناعية القائمة تضم حوالي 860 شركة تعمل في العديد من الاختصاصات. وأكد مدير دائرة العمليات بمدينة صور الصناعية العمانية أحمد الكاسبي رغبة مدائن في مواصلة الزيارات وتبادل الخبرات ضمن مساعيها الدؤوبة للاطلاع على أهم التجارب العالمية في مجال المدن الصناعية وفي مقدمتها الخبرة الأردنية. وقال إن "المدن الصناعية الأردنية تتمتع بخبرة متميزة في التطوير والإدارة فيها وبما يضمن خدمة المستثمرين ومتابعة شؤونهم وتلبية متطلباتهم". ورغم ما شهده العالم من أوضاع اقتصادية صعبة أثناء الجائحة، إلا أن مدائن واصلت خلال العام الماضي جذب وتوطين المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. وتظهر البيانات الرسمية للمؤسسة أنها جذبت في 2021 نحو 325 طلبا للاستثمار تم توطين نحو 193 مشروعا منها بمختلف المدن الصناعية ليرتفع بذلك إجمالي حجم الاستثمار في مدائن بنسبة 1.6 في المئة مقارنة بالعام 2020.