التنمية المهنية للمعلم وتطوير التعليم

  • 7/6/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبلة مرشد ablahmurshid@ التنمية المهنية عملية تعليمية طويلة الأمد، يُنفذ خلالها برنامج تربوي منظم يتم إعداده بدقة وشمولية تحتوي كافة متطلبات جودة العملية التعليمية، وهي تستهدف تنمية الأفراد والجماعات مهنيًا لتساعدهم على الارتقاء بنوعية ممارساتهم المهنية بدرجة عالية من الكفاءة والفاعلية، وتتضمن مجموعة من البرامج والدورات الطويلة أو القصيرة وورش العمل المدروسة. تستهدف التنمية المهنية بناء مجموعة من الخبرات المعرفية والمهارية والوجدانية اللازمة لرفع المستوى العلمي للفرد والارتقاء بأدائه المهني، ويُعد مفهوم التنمية المهنية توسيعًا لمفهوم التدريب، وهو يشمل في المجال التربوي كل ما يقدم للعاملين فيه من أدوات ووسائل أو برامج لتحسين عطائهم، ويشمل ذلك ما تقدمه الجهة المسؤولة عن التعليم بشكل رسمي كالدورات وورش العمل واللقاءات المهنية، أو ما يقوم به العاملون في المجال التربوي والتعليم من نشاطات فردية لاكتساب المهارات والمعارف لتحسين ممارساتهم، مثل قراءة الكتب والأبحاث التربوية أو متابعة البرامج المتلفزة ذات الصلة، بما تتحقق به تنمية مهنية متجددة ومستمرة. تعتبر التنمية المهنية في المجال التربوي؛ عملية تحسين مستمرة لمساعدة المعلمين والإداريين على بلوغ معايير عالية الجودة في مستوى أداء العملية التعليمية وفي إدارة مسؤولياتها وتكاليفها الإدارية والتعليمية، لأنها تقود إلى زيادة قدرتهم على السعي نحو التعلم مدى الحياة، بهدف إضافة معارف ومهارات وقيم مهنية تنعكس على نواتج تعلم إيجابية، لأن التنمية المهنية تقوم ببناء المعارف والخبرات بدلا من نقلها وتوجيهها، بحيث يعامل المعلم أو القائد التربوي على أنه متعلم فاعل ونشيط بحيث يتمكن من ربط المعارف القديمة بالخبرات الجديدة. الاهتمام بالارتقاء بدور المدارس وإصلاح اختلالاتها هو جزء من التنمية المهنية للتربويين، لأن نجاحها يستند على العمل الجماعي المشترك بتعزيز روح الفريق والتفاعل الإيجابي مع التطوير، فالاهتمام بتحسين نواتج التعلم يقتضي تحسين جميع منظومة العمل المدرسي، مثل تنمية العلاقات بين المعلمين والإداريين في تحسين إدارة الصفوف وتوفير خدماتها المطلوبة، وبين المعلمين وقادة المدارس مع أولياء الأمور وأعضاء المجتمع الخارجي للتشارك والتعاون في رفع مستوى جودة المخرجات، وذلك يتطلب الدفع نحو إجراء البحوث والدراسات لتطوير التعامل مع التلاميذ، وتوفير بيئة تعلم تضمن زيادة الدافعية للتعليم، إضافة إلى تطوير المناهج واستراتيجيات التدريس والتقييم، وعليه تُعد «التنمية المهنية» مفتاح التغيير من أجل التطوير وتحقيق متطلبات الجودة الشاملة وفق مهارات القرن الحادي والعشرين، وتتلخص أساسيات التنمية المهنية للمعلمين في: 1 - علاج قصور إعدادهم المعرفي والتربوي، بهدف رفع مستوى أدائهم سواء في طرق التدريس أو أساليب التقويم المتبعة، بتطوير قدرتهم على الإبداع والتجديد. 2 - توعية المعلم بالأساليب الحديثة في التعليم وتعزيز خبراته في مجال تخصصه، وتبصيره بمشكلات التعليم القائمة ووسائل مواجهتها، وتعريفه بحجم دوره ومسؤولياته التربوية، وحاجته إلى التدريب والتعلم المستمر. 3 - تشجيع المعلم على تقدير القيم الإنسانية والاجتماعية، وتعميق وعيه واستيعابه لفلسفة المجتمع وأهدافه التربوية، وتدريبه على الربط بين النظرية والتطبيق، من خلال ربط المعلم ببيئته ومجتمعه المحلي والعالمي، لتعميق استيعابه للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي يتعرض لها المجتمع والأفراد بهدف ترجمة ذلك إلى أنماط سلوكية عملية وإيجابية لدى التلاميذ. 4 - بث روح التعاون بين المعلمين للعمل بروح الفريق، لأهمية ذلك في رفع الكفاية المهنية للمعلم، ودورها في رفع الإنتاجية للعملية التعليمية برمتها، علاوة على تحسين مخرجات عملية التعليم والتعلم، بما يلبي حاجات المجتمع ومتطلبات مهارات القرن الحادي والعشرين. 5 - الالتزام بأخلاقيات المهنة لتعديل السلوكيات والاتجاهات في إطار العمل التربوي، بما يسهم في غرس مهارات القرن الحادي والعشرين في نفوس التلاميذ ودفعهم نحو تطبيقها في حياتهم اليومية، مع التركيز على أهمية دور المعلم كقدوة لتلاميذه. النجاح في برامج «التنمية المهنية للمعلمين»، مرهون بتوفير مجموعة من الأساسيات والمبادئ الُممكنة للتنفيذ وهي: أ- الحصول على دعم مساندة وتمويل من الإدارة العليا المسؤولة عن تطوير التعليم وتحسين مخرجاته، وأن تكون الجهود والرعاية شاملة وليست مقتطعة لجزء من متطلبات العملية التعليمية، لأن النجاح في تحقيق الأهداف مرهون باحتواء كامل المنظومة. ب- أن يكون هناك حماس فعلي لدى المعلم بتطوير أدائه سواء من قبل إدارته الرسمية، أو بدافع ذاتي فيما يتعلق بالدورات وورش العمل والاهتمامات العلمية والتربوية وفنون الاتصال بالآخرين، وأن تكون هناك متابعة وتقييم وتقويم مستمر لمستوى الأداء. ج- الاهتمام بالتركيز على الجانب التطبيقي والعملي في البرامج المنفذة للمعلمين، ومراعاة الفروق الفردية في الاحتياجات التدريبية والبرامج الموجهة للجنسين، وذلك يتطلب تخفيف العبء التدريسي والمهام الأخرى أثناء تلقي الدورات التدريبية، إضافة إلى ربط مستوى الجودة بالترقيات والمكافآت لجميع المستهدفين في عملية التنمية المهنية. يرتبط نجاح مشروعاتنا التنموية وتحقيق برامجنا العامة المنشودة؛ بمستوى المشاركة وحجم التعاون وقدر المسؤولية التي يتحملها أفراد المجتمع كافة، سواء كأفراد أو جماعات أو مؤسسات حكومية أو ممثلي المجتمع المدني؛ فالنجاح مرهون بالعمل الجماعي واستشعار روح الفريق في العمل سويًا نحو بلورة الأهداف التنموية إلى حقائق ومخرجات ملموسة، من المؤكد أن هناك مؤسسات حكومية مسؤولة بصفة رئيسة عن تحقيق أهداف المنشآت التابعة لها كجزء من مسؤولياتها الأساسية مثل «وزارة التعليم»، ولكن استشعار المسؤولية الوطنية والمشاركة في إنجاح أهدافنا الوطنية هي مسؤولية مجتمع بكامله ولا يُعفى منها أحد.

مشاركة :