في روايتها "نفرتاري الرقيم"، الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية، تستحضر الكاتبة صفاء صبحي الحطاب، الصورة الحضارية لمدينة البترا الأردنية، التي لم تكن معالمها بحسب قول الحطّاب مجرد منظومة من المباني الحجرية، بل كانت بمثابة منارة حضارية وجزء من الإرث الحضاري الإنساني، الذي تستحق الأجيال الجديدة التعرف عليه والفخر به والبناء ما حققته تلك الحضارة من منجزات. رواية "نفرتاري الرقيم" الموجهة للأطفال والناشئة، رواية خيالية، لكن كل ما بها من معلومات عن حضارة ومعالم وتراث مدينة البترا، التي كانت عاصمة لمملكة الأنباط قديما، هي معلومات علمية وتاريخية موثقة، وخاصة "مدينة الاستشفاء والبوصلة ومبنى الخزنة وقصر البنت". وتهدف الكاتبة من خلالها أن يتعرف القارىء على إرث مدينة البتراء الحضاري بتفاصيل علمية جديدة جرى التوصل لها حديثا، وتؤكد على الإرث الهائل الذي تركه الأنباط ولم يتم وضعه في سياقه التاريخي المنصف، وفقا لقول المؤلفة. وتدور أحداث الرواية حول "نفرتاري" الأميرة النبطية وابنة الملك عبادة ملك ملوك المدن النبطية التي تتعرض لمصيبة فقدان زوجها وابنها في حادث تحطم عربة كانت تقلهم فتدخل في أزمة نفسية وتحتاج عندها إلى القيام برحلة استشفاء إلى مدينة الرقيم (البترا) حاليا تحت رعاية الملك الحارث ابن عمها وحاكم المدينة ثم تنشأ بين نفرتاري والمكان والحاكم قصة حب وتعلق. وكانت وزارة الثقافة الأردنية، قد أصدرت خمس سلاسل للنشر، وُصِفت بالمتطورة والعصرية، وأطلقتها لتسد النقص في المكتبة المحلية والعربية، وجاءت سلسلة فكر ومعرفة التي صدرت في إطارها رواية "نفرتاري الرقيم" للكاتبة الأردنية، صفاء صبحي الحطّاب في إطار سعي الوزارة لخلق الوعي والإدراك وتنمية التفكير وفهم الحقائق وسياقات التاريخ والحياة، وتفسير النتائج والتجربة الإنسانية، وخلق التأمل الفلسفي ضمن آليات المنطق والتحليل العلمي، وسلسلة الفلسفة للشباب بهدف تشجيع الأجيال الجديدة للإفادة من مناهج الفلسفة في فهم العالم المعاصر، وتوعية الرأي العام بأهمية الفلسفة ، واستخدامها نقديا لمعالجة طروحات العولمة وعصر الحداثة، وسلسلة الكتاب الأول التي تعنى بنشر الكتاب الأول للمؤلفين، كباكورة لأعمالهم المستقبلية، مع مراعاة الإبداعية والشروط الكتابية الناضجة، وسلسلة سرد وشعر التي تعنى بالكتابات الشعرية والسردية المهمة، المغايرة والمختلفة في الطرح والشكل، ذات الجودة والمكانة في تحقيق إضافة نوعية للمكتبة المحلية والعربية وسلسلة شغف، تختص بالمخطوطات الموجهة للطفل، شعراً ونثرا، تراعي حاجات الطفل الفكرية والنفسية والوجدانية، وتحقق شروطها الفنية والجمالية والإبداعية.
مشاركة :