أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي نائب رئيس الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، سلفان شالوم، عن اعتزاله السياسة، بعد أكثر من عقدين من العمل في هذا الحقل، وذلك على خلفية شكاوى تتهمه بالتحرش الجنسي. وكتب شالوم، الذي ولد في تونس عام 1958، وهاجر مع عائلته إلى إسرائيل عام 1959، أنه يقدم على هذه الخطوة بعدما تم الاعتداء على حرماته وحرمات عائلته، ولم يعد يقدر على تحمل العذاب الذي يمر بهما بسبب مكانته السياسية. وفي أعقاب هذا الإعلان، سيشهد الائتلاف الحكومي هزة حول ملء المقاعد الخالية فيه. فهناك خمس وزارات يتولاها رئيس الوزراء نفسه، نتنياهو، هي «الخارجية» و«الداخلية» و«الاقتصاد» و«الاتصالات» و«التعاون الإقليمي». ويصر نتنياهو على الاحتفاظ بـ«الخارجية» في انتظار انضمام حزب آخر إلى حكومته، والاحتفاظ بوزارة الاتصالات، لكي يسيطر مباشرة على أجهزة الإعلام. ويتنافس على الوزارات الثلاث الباقية ستة نواب ووزراء. ومن المتوقع أن تنفجر خلافات شديدة في حزب الليكود الحاكم، في الأيام القريبة، حيث يحاول نتنياهو تبكير موعد انتخابه مرشحًا لرئاسة الحكومة، على الرغم من أن الانتخابات جرت في شهر مارس (آذار) الماضي، وهناك أربع سنوات حتى يحل موعد الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2019. والهدف من ذلك هو أن يضمن نتنياهو سيطرته على الحزب وعلى كرسي رئاسة الحكومة لدورة أخرى، أي حتى سنة 2023. ويعارض ذلك منافسوه في الحزب. وقد رد رئيس المعارضة، يتسحاق هيرتسوغ، على هذا التوجه، بالإعلان عن تشكيل طاقم انتخابي، بدعوى أن الحكومة الحالية فشلت فشلاً ذريعًا، وسوف تضطر إلى الاستقالة مبكرًا. وقال هيرتسوغ إن «نتنياهو استنفد قواه وحان الوقت لتغييره». يذكر أن سلفان شالوم كان ينوي المنافسة على رئاسة الدولة قبل سنتين. وقد حرص «أحدهم» على كشف قصة شبهات بارتكاب مخالفات تحرش جنسي ضده، فتراجع. وقال مقربون من شالوم، إنه على يقين بأن نتنياهو هو الذي يقف وراء الاتهامات ضده. وقبل على مضض منصب وزير الداخلية، كي لا يثيروا ضده اتهامات أخرى. ولكن الاتهامات راحت تتراكم، وفي الشهر الأخير راحت تظهر امرأة جديدة كل يومين تتحدث عن شبهات ضد شالوم، وتروي أنها تعرضت لاعتداء منه. وروى أحد سائقيه القدامى، أنه كان يلتقي بعضهن في مراحيض المطاعم. وقرر أمس اعتزال السياسة تمامًا على أمل أن يستريح ويريح، لكن الشرطة أبلغت أنها ستباشر التحقيق في الشبهات. المعروف أن شالوم شهد مأساة فظيعة، في شبابه، إذ قتل والده خلال عملية سطو على فرع بنك كان يديره. ويحمل شالوم لقبًا في الاقتصاد والمحاسبة. وقبل تحوله إلى السياسة عمل صحافيًا في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وبعدها تقلد مناصب إدارية مرموقة من بينها مدير شركة الكهرباء الإسرائيلية. وشغل شالوم خلال مسيرته السياسية في حزب «الليكود» منصب وزير الخارجية ووزير الداخلية. وكذلك شغل منصب وزير التعاون الإقليمي، حيث أقام علاقات جيدة مع مسؤولين فلسطينيين وأردنيين. وفي عام 2006 نافس بنيامين نتنياهو على زعامة «الليكود» في الانتخابات الداخلية، إلا أن نتنياهو تقدم عليه. وبعدها بسنة طرح نفسه مجددًا مرشحًا لزعامة الحزب أمام نتنياهو، لكنه انسحب قبل إجراء الانتخابات. وشالوم متزوج بجودي موزيس، وهي ابنة لعائلة مالكي صحيفة «يديعوت أحرونوت». وجودي شخصية إعلامية معروفة ومثيرة للجدل، وهي كاتبة ومقدمة لبرامج في الراديو والتلفزيون، وتقلدها برامج ساخرة، تصورها عادة، كامرأة سطحية.
مشاركة :