إدارة الهلال والتحركات المبكرة

  • 7/8/2022
  • 00:00
  • 146
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو قرارات إدارة الهلال الأخيرة مفهومة ومنطقية إلى حد كبير، إذ جددت عقد المدرب الأرجنتيني الخبير رامون دياز بعد نجاحه اللافت والمثير في إعادة «الزعيم» من بعيد إلى المنافسة ومن ثم انتزاع لقب دوري الأمير محمد بن سلمان للمرة الثالثة على التوالي بطريقة سيخلدها التاريخ كأول فريق يحتفظ بلقب الدوري الأكبر والأشهر في المنطقة في خزائنه المتخمة بالذهب. وثاني هذه القرارات هو تمديد عقد المدافع الكوري جانغ هيون سو صاحب التجربة والخبرة والتأثير الكبير على دفاعات «زعيم القارة»، علاوة على الاتجاه على دخول الموسم الجديد بنفس الأسماء والقائمة بعد حضور تاريخي في سوق الانتقالات الشتوية. ثمة أصوات تتعالى وشكوك تحيط بقدرة البرازيلي بيريرا والكولومبي غوستافو على صنع الفارق، باعتبار أن الأول لم يقدم الإضافة المرجوة حتى وإن كان على صعيد الأرقام مؤثراً لكن الإضافة النوعية لم تكن حاضرة في معظم مشاركات النجم البرازيلي الذي حضر وسط احتفاء جماهيري كبير، أما المحور الكولومبي فثمة من يقول إن تفاوت أدائه من مناسبة لأخرى يدفع للمطالبة بخيار أفضل يعيد للهلاليين ذكريات لاعب محور بقيمة الروماني الشهير ميريل رادوي. وفي المقابل، فإنه من الواضح أن إدارة فهد بن نافل وضعت في الحسبان احتمالية تعرض الفريق للحرمان من التسجيل في الموسم المقبل، لذا اختارت الإبقاء على دياز خصوصاً وأن المنطق يستدعي الإبقاء عليه وعدم التغيير من أجل التغيير طالما أنه أصبح متمرساً في التعامل مع ظروف الاستحقاقات المحلية والآسيوية علاوة على أنه يعرف كل خبايا الفريق وقدرته على التعامل مع ظرف صعب كالحرمان من التسجيل إن حدث، وهو أمر متوقع في ظل الشد والجذب وحالة عدم الرضا الهلالي على تعامل مركز التحكيم الرياضي مع مطالبات النادي التي ذهب الكثيرون من القانونيين إلى أنها منطقية ومشروعة. مسألة أخرى تثبت أن التحرك الهلالي نحو الاحتفاظ بدياز وجانغ سو جاء مدروساً، إذ تم التمديد لهما لمدة موسم واحد ما يعني أن «الزعيم العالمي» سيضمن جزءاً مهماً من مكتسبات وعوامل استقرار ضمن منظومته في الموسم المقبل إن اضطر لعدم التسجيل، إذ ثمة حالة تناغم تجمع دياز وجانغ سو مع المجموعة الحالية من اللاعبين الذين يدركون أن الموسم المقبل سيكون مختلفاً والتحدي سيكون تاريخياً إن تم منع الهلال من ممارسة حقه بتسجيل اللاعب. تقدم إدارة الهلال من جديد درساً في فن التعامل والتصدي استباقياً لأي ظروف حرجة ربما ستعصف بأي فريق لو واجهها، وهي تراهن على الاستقرار في المقام الأول لموسم وتحدٍّ جديد بعد موسم ناجح.

مشاركة :