توهم الأهمية يمنع فنانين أردنيين 'كبارا' من حضور مهرجان جرش

  • 7/8/2022
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

جرش (الأردن) - أعلن 6 من الفنانين الأردنيين "الكبار" عدم المشاركة ومقاطعة مهرجان جرش في دورته الـ 36، احتجاجا على ما اعتبروه "تهميشا"، في ما يضع أسس أزمة عميقة بينهم وبين ادارة التظاهر العريقة ومحاولة ضغط لاستعادة مساحات يرى هؤولاء أنفسهم أولى بها من الجميع. ورغم زعمهم دعوتهم الى المهرجان، رفض فنانون أردنيون الغناء على ركح جرش بحجة ان المساحات الزمنية التي عرضت عليهم هامشية ولا تتوافق مع حجمهم، فضلا عن ما اعتبروه تفضيلا لفنانين عرب على حسابهم. وقال موقع "خبرني" المحلي إن "عاصفة اعتذارات" بدأها "الفنان الأردني عمر العبداللات، لتلحقه بعد ذلك الفنانة الأردنية الحائزة لقب سوبر ستار العرب ديانا كرزون، ليلحق بهم الفنان الأردني حسين السلمان، وبعدها أعلن الفنان الأردني يحيى صويص انضمامه بركب المعتذرين، ليلحق بهؤلاء الأربعة السالف ذكرهم الفنانة الأردنية زين عوض والفنان الأردني طوني قطان". ولم يخفي المقاطعون الذي يعد العبداللات وكرزون أبرزهم شعورهم بانهم اصحاب الأولوية المطلقة في صعود جرش بصفتهم أهلا للدار واصحاب الأفضلية. ورغم تأكيد ادارة المهرجان أن حضور الفنان والمبدع الأردني يحوز على نحو 70 في المئة من المشاركات في مجموع فقرات المهرجان، لا يبدو هذا السقف مرضيا لتطلعات المقاطعين ويبدو ان مآخذتهم الأساسية على المنظمين عدم وضعهم تحت الأضواء وتحيدهم عن لعب دور النجومية المطلقة في المهرجان، وهو ما يستشف من التبريرات التي ساقها المقاطعون. واتهم عمر العبداللات إدارة المهرجان بـ"تهميشه، ومحاولة إقصائه" من المشاركة في دورة هذا العام "لأسباب غير مفهومة"، وأكد أنه بادر إلى التواصل معها منذ إبريل/نيسان الماضي. وأضاف "انقطع التواصل بين مدير أعمالي واللجنة الفنية المسؤولة عن التعاقدات مع الفنانين، لنكتشف أن فنانين عرباً حجزوا مكانهم ضمن الفعاليات، بينما مُنحنا أياماً قليلة في منتصف الأسبوع لنختار منها موعدا، من دون أدنى مراعاة لارتباطاتنا الفنية الأخرى داخل الأردن وخارجه". وأضاف "أخبرتهم أن يوم الثلاثاء الذي عرض عليا لا يناسبني وأن اليوم الذي يناسبني هو الخميس أو الجمعة؛ كون تجمع الناس يكون أكثر، وأخبروني أنهم سيحاولون لذلك". وأشار إلى أنه فوجئ بتحديد يوم 2 أغسطس/اب موعداً لحفله من دون إبلاغه بالأمر، علماً أنه متعاقد لإحياء حفل في الأراضي الفلسطينية في الموعد نفسه. وقال: "طلبت تغيير موعد الحفل لحرصي على المشاركة، فأُبلغت باستحالة ذلك، ومن هنا فهمت أن إدارة المهرجان لا ترغب في مشاركتي". وذكر أن إدارة المهرجان طلبت منه إحياء حفله الغنائي على مسارح أخرى أقل شهرة وأقل سعة جماهيرية داخل الموقع الأثري في جرش، أو مسارح مفتوحة في العاصمة عمّان وإربد، وتساءل: "هل من المنطقي أن يطلب مني إحياء حفل في مسرح صغير في المدينة الأثرية أو خارج موقع المهرجان، بحجة محاولة الإدارة خلق مكان لي، بعد أن تجاهلت مشاركتي؟". وكانت وزيرة الثقافة الأردنية التي ترأس اللجنة العليا للمهرجان، هيفاء النجار، قد نفت الاثنين، خلال المؤتمر الصحافي لإعلان برنامج فعاليات مهرجان جرش، ما تداولته وسائل الإعلام المحليّة عن إقصاء متعمّد لعمر العبداللات. وقالت: "أعتذر بصفتي الشخصية والوظيفية من الفنان عمر العبداللات، فهو قيمة وقامة فنية أردنية نعتزّ بها ونقدّرها، وما حدث ليس أكثر من سوء تنسيق وتواصل معه، وسيكون له حضور سيجري التحضير له وفق ما يليق بقيمة المهرجان والفنان معاً". من جهتها فاجأت المغنية ديانا كرزون  جمهورها الثلاثاء، بإعلانها عدم المشاركة في مهرجان جرش، "بعد دراسة مستفيضة ومراقبة حثيثة لتنظيم المهرجان وما شهده من تخبط كبير، وتعمد القائمين على المهرجان عدم تقدير واحترام الفنان الأردني بشكل كافٍ، كان آخره غياب أسماء الفنانين الأردنيين بشكل كامل عن برنامج المهرجان الذي وُزِّع في المؤتمر الصحافي الخاص بإعلان فعاليات جرش 2022". وأضافت كرزون أن تراكمات كثيرة خلال مفاوضاتها مع إدارة المهرجان دفعتها إلى حسم قرارها، أبرزها "عدم احترام مواعيد الفنانين الأردنيين والتزاماتهم، ومحاولة فرض أيام محددة عليهم للغناء فيها، ووضعهم على الهامش ضمن حفلات النجوم العرب، وعدم تقدير الفنان الأردني مادياً". ورأت أن ما حدث مع العبداللات "رسالة واضحة من إدارة المهرجان بأنها لا تلتفت لنجومية الأردنيين وتحاول تهميشهم على حساب الآخرين". وعلّلت زين عوض اعتذارها عن عدم المشاركة في المهرجان بـ"عدم وضوح الرؤية الفنية". وقالت: "لا توجد آلية واضحة في التواصل معي بطريقة احترافية كما حصل في السنوات الماضية، حين تصدر الفنان الأردني سدة المهرجان وحقق نجاحات باهرة بشهادة الإدارة ومختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية". وأضافت: "نرحب بكل محبة بزملائنا الفنانين العرب، فلهم كل الاحترام والتقدير، لكننا كفنانين أردنيين نطلب تقدير مسيرتنا المهنية كما ينبغي". وشارك طوني قطان رأي زميلته زين عوض، وأضاف أن الجهة المنوطة بالتعاقد مع الفنانين الأردنيين كانت تفرض عليهم أياماً ومسارح معينة للغناء خلال المهرجان، من دون اعتبار لتعاقداتهم المسبقة أو لمشوارهم الفني. وأضاف: "اعتذرت عن عدم المشاركة لما اعتبرته سوء تقدير للفنان الأردني". في الشأن ذاته حمل السلمان المسؤولية الكاملة لإدارة المهرجان، وذلك "لعدم مراعاتهم ظروف الفنان الأردني او مواعيده أو حتى الأجور التي يتقاضها". أما الفنان صويص فقد "عزا اعتذاره لعدم احترام الفنان الأردني وما تمثل بغياب أسماء الفنانين الأردنيين بشكل كامل عن برنامج المهرجان"، فيما تحدث عدد آخر من الفنانين مشيرين إلى أسباب مشابهة لما سلف. وكانت إدارة المهرجان قد وقّعت، في يونيو/حزيران، اتفاقية تعاون مشترك تتولى فيها النقابة التعاقد مع الفنان الأردني مقابل 250 ألف دينار أردني (أقل من 400 ألف دولار أميركي). وقال المدير الفني لمهرجان جرش، المخرج شحادة الدرابسة، إنه لا يوجد أي تواصل بين إدارة المهرجان وأي فنان أردني، وإن ملف مشاركة الفنانين، منذ تاريخ توقيع الاتفاقية مع نقابة الفنانين الأردنيين، منوط بها فقط، وإن كل التعاقدات تجري من خلالها. وأضاف: "خلال الفترة الماضية، كنا نطلب من أي فنان يتواصل معنا أن يتصل بالنقابة، احتراماً لدورها، وأنا على ثقة مطلقة بأن النقابة لديها القدرة على إعطاء كل فنان حقه". ومهرجان جرش، الذي انطلق منذ نحو 40 عاما، يعتبر من أبرز وأقوى المهرجانات الفنية على مستوى الأردن والشرق الأوسط، ويحيي حفلاته سنويا أبرز الفنانين العرب.

مشاركة :