قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.ماهر المعيقلي: إن التوحيد أعظم مقاصد الحج وأجلها، فما بني البيت العتيق، ولا أقيمت الشعائر، إلا من أجل التوحيد، كما اشتمل دعاء الأنبياء في يوم عرفة، على لب التوحيد، ونفي الشريك والنديد، والثناء على الله تعالى بما يليق بجلاله، والاعتراف له سبحانه بخيره وفضله وعطائه، وأنه على كل شيء قدير، فلا يعجزه شيء في أرضه ولا في سمائه. وأضاف: اجتمع اليوم عيدان، عيد الجمعة وعيد عرفة، ففي يوم الجمعة، يجتمع الناس للخطبة وصلاة الجمعة، وهو يوم الذكر والدعاء، وفي عصر الجمعة ساعة استجابة، لا يوافقها داع إلا استجيب له، وأهل عرفة كذلك يجتمعون بعرفة، للذكر والدعاء، وقد مكث صلى الله عليه وسلم على صعيد عرفات، مستقبلا القبلة، رافعا يديه بالدعاء، إلى أن غربت الشمس، وفي عشية عرفة، يدنو الرب جل جلاله من عباده، ويجيب سؤلهم، ويمحو خطاياهم، ويعتق رقابهم، ويباهي بهم ملائكته. وأوضح أنه لا يختص فضل يوم عرفة بأهل الموقف، بل فضله لكل مؤمن ومؤمنة في أرجاء الدنيا، فالنبي صلى الله عليه وسلم، حث على صيامه لغير الحاج، وقال: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”، رواه مسلم. وأكمل أن النبي صلى الله عليه وسلم، خطب الناس وهو في عرفة، فكانت خطبة عظيمة، في يوم عظيم، من خاتم الأنبياء والمرسلين، بين فيها قواعد الإسلام وأصوله، وهدم فيها أساس الشرك وفروعه وأكد حرمة الدماء والأعراض والأموال، التي اتفقت على تحريمها الملل، وحرص صلى الله عليه وسلم في حجته، على تحقيق الأخوة والسماحة والسلام. وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم نبذ النزاعات والنعرات، فالناس كلهم لآدم، وآدم من تراب، لقد تضمنت خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، قواعد جليلة، وآدابا كريمة، فهي رسالة حضارية، إلى كل البشرية، على اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم، فجمع صلى الله عليه وسلم في خطبه، توجيهات عقدية، وإرشادات اجتماعية، فأوصى الرجال بالإحسان إلى النساء، وبين مالهن وما عليهن، وأوجب على النساء طاعة الأزواج، ثم أوصى صلى الله عليه وسلم، بالاعتصام بالكتاب والسنة. من ناحيته، أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي، المسلمين، بتقوى الله وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن يوم عرفة من الأيام الجليلة وساعاته أشرف الساعات فهو يوم تقترب فيه الأرض من السماء. وأكد أن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت في السنة العاشرة أيد الله عزم رسوله وقواه على الحج، فأخبر الناس أنه حاج فبلغت هذه البشرى المسلمين فاشتد شوقهم لصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم للاقتداء به فخرج من المدينة النبوية أفضل نبي وأكرم رسول على الله ومعه الصحابة رضي الله عنهم أفضل وفد يؤم بيت الله الحرام منذ خلق الله الدنيا، وخير أمة أخرجت للناس في تواضع وإخلاص وشوق يجدد نشاطهم في كل ساعة، ويقين بثواب الله وكرامته واستسلام لرب العالمين بالتوحيد الذي حل بمقدسات الإسلام ودياره.
مشاركة :