النوع الأصلي للقص في النسخة العالمية هو الحكاية الشعبية، وهي قصة شعبية وقعت في اللامكان واللازمان (أي أنها فوق مكانية وفوق زمانية)، فالحكاية الشعبية لا تتقيد بأي قيد جغرافي ولا زماني، كذلك تتخذ فواتحها وخواتمها طابعاً شعرياً في الغالب»، بهذه الخلاصة، يدرسُ الدكتور فرج الفخراني، «(محلنة) الطرز الفرعية في القص الشعبي؛ قراءة في مدرسة الملاءمة الثقافية»، مفتتحاً، عبر باب (آفاق)، العدد الجديد (58) من «مجلة الثقافة الشعبية»، الصادرة من مملكة البحرين، بالتعاون مع «المنظمة الدولية للفن الشعبي IOV»، ليسلط الضوء على اتجاه دراسة القصة الشعبية، ومسيرة ملاءمتها للبيئة الاجتماعية والثقافية الجديدة، مع ما تتعرض لهُ هذه القصص من متغيرات تتلاءم وظيفياً مع الظروف الجديدة. فيما يفتتحُ العدد عموماً، بمقالٍ لرئيس التحرير، علي عبد الله خليفة، بعنوان «منظمات التراث الثقافي العالمي وفن الممكن»، مستعرضاً نتائج الاجتماع الذي عقده «الاتحاد الإيطالي للفنون الشعبية»، بمعية أربع منظمات أخرى، خلال (مايو 2022)، وشاركت فيه البحرين، بوفدٍ مثل «المنظمة الدولية للفن الشعبي»، التي يرأسها خليفة، وخلص الاجتماع إلى «ضرورة تشجيع الحوار بين الثقافات والتقريب بين الشعوب من خلال تجشيع الفرق الوطنية والأهلية للمشاكة في المرجانات الدولية لتعزيز التعارف والتفاهم وخلق حوارات وصدقات شخصية وتعاون جماعي مشترك». فيما جاء تصدير العدد «الحكاية الشعبية ماكان وما ننتظر أن يكون»، بقلم الدكتور محمد النويري، متطرقاً لأهمية دراسة الحكاية الشعبية، وداعياً لفتح آفاق الدراسة، وعدم الوقوف على اختصاص بيعينة، «ذلك أن الخصائص التي تسمها (تسم الحكاية) جعلت منها كوناً آسراً يتجاوز لحظة الحكي»، وهو ما جعلها كما يقول الكاتب «مدار اهتمام مشاغل فكرية ومعرفية عدة، لسانية وعرفانية وسردية ودلالية وأدبية». ومن الحكاية الشعبية وانشغالاتها الدراسية، إلى الباب المتصل بها (أدب شعبي)، والذي تضمن أربع دراسات، بدءاً بدراسة للباحث أحمد قنشوبة، حول جماليات الشعر الشعبي الصوفي الحديث في منطقة الجلفة«، فيما تابع الدكتور أحمد الخصخوصي الحلقة الثانية من دراسته حول المنشد الصوفي التونسي الشيخ عبد المجيد بن سعد، تحت عنوان»المختلف والمؤتلف«. اما الباحث عبد الله العمري، ففصل أساليب وأغراض»الشعر الشعبي العربي«. وتضمن الباب ترجمة للمختصة بدراسة الظواهر الكابوسية والأحلام والحكايات الخرافية في التراث الشعبي (تشارلوت روز ميلر)، بعنوان»الجاثوم؛ المخاوف الكابوسية في الخيال الشعبي«، ترجمها الكاتب عبد القادر عقيل. ومن الأدب الشعبي، إلى العادات والتقاليد، إذ تناول الباحث حسني مليطات في دراسته»سردية الزواج في بلدة بيت فوريك«بفلسطين. وذهب الدكتور أحمد الوارث لدراسة»العنصرة في المغرب؛ عيد صيفي بانشغالات معيشية«، ومن المغرب إلى المشرق، إذ يستعرض الدكتور نشاد علي الوافي»احتفال بونغال في ولاية تامِل نادو الهندية«، ومنشأه، ومناسبة الاحتفال به. وعلى صعيد متصل بالاحتفال، يجيء باب (موسيقى وأداء حركي)، والذي تضمن دراسة للدكتور منجي الصويعي، حول»الخطاب الجسدي والتعبيرات الدلالية فدى مجموعة (الڤُوڤو) بالجنوب الشرقي التونسي«. وفي ذات السياق، يدرس الباحث سفيان اجديرة»دلالات الرقص الصوفي المغربي«، وتقاطعات الجسد بالحقل الصوفي. فيما جاءت دراسة»الأداء الحركي والعروض الفرجوية عند قناوة العيساوية«، للدكتور عادل النفاتي، لدراسة التأثير الأفريقي في الثقافة المغاربية. وجاء باب (ثقافة مادية) متضمناً دراستين، تناولت الأولى»العمارة القروية ببلاد زيان؛ نسق ثقافي متجدد«للباحث جواد التباعي، وأخرى للباحث محمد بوعطية حول البعد الدلالي لـ»الحلي التقليدية المغربية«. فيما تضمن باب (فضاء النشر) قراءة لكتاب»الطريق إلى العاصمة القديمة«لمؤلفه الكاتب صلاح الجودر، قدمها الكاتب سيد أحمد رضا. وفي نافذة المجلة على التراث الشعبي البحريني، كتب الباحث إبراهيم راشد الدوسري، عن»المرواس؛ آلة الإيقاع الأساسية في فن غناء (الصوت)«، إذ تعتبر هذه الآلة»من أشهر أدوات الإيقاع الخاصة بن (الصوت) في الخليج العربي«، وهي»آلة إيقاعية صغيرة الحجم تتكون من أسطوانة خشبية مجوفة، قطرها 15 سم، وطولها 15 سم، تشد عليها من الناحيتين قطعتان جلديتان يطلق عليهما (الرقمة)».
مشاركة :