سلسلة لقاءات منفردة، وحراك دبلوماسي مكثف، وحزمة إجراءات حسن نية تعتزم إسرائيل تقديمها للفلسطينيين قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة منتصف يوليو الجاري، بهدف التوصل إلى «اتفاق إطار» سيصار إلى التفاوض على تفاصيله لاحقاً. وعلى الدوام، تُفضّل القيادة الفلسطينية اتفاقاً تفصيلياً يتناول مختلف قضايا الحل النهائي، دون أي التباس قد يعيق تطبيقه لاحقاً، كما جرى مع اتفاق أوسلو، بينما تفضل تل أبيب خياراً آخر، يتمثل في اتفاق «إعلان مبادئ» والسبب في ذلك، معرفة إسرائيل صعوبة تسويق اتفاق تفصيلي في هذه المرحلة، في ظل حكومة منحلّة. ولأن الإدارة الأمريكية تدرك تماماً أن الوضع السياسي في إسرائيل لا يسمح بعد حل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بإجراءات دراماتيكية، فقد طلبت واشنطن من الجانب الإسرائيلي القيام بخطوات حسن نية تجاه الفلسطينيين وتقديم شيء ما، قبل زيارة بايدن المرتقبة، الأمر الذي أيّده قادة كبار في الجيش الإسرائيلي، ومن هذه الإجراءات إعطاء السلطة الفلسطينية التكنولوجيا الخلوية المتقدمة (4 جي) والسماح بتواجد فلسطيني ولو كان بشكل رمزي على معبر الكرامة، وهذا من شأنه تعزيز مكانة السلطة وتقويتها. وفي الأيام الأخيرة، أجرت كبيرة مستشاري الرئيس الأمريكي بابرا كيف، سلسلة اتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتسمت بالتفاهم الكبير، وفق وصف مسؤول فلسطيني لـ«البيان» وقد يتمخض عنها خيار ثالث، باتفاقية إطار، تكون أكثر من إعلان مبادئ، وأقل من اتفاق تفصيلي. وحسب المسؤول، فربما يوافق عباس على هذا الخيار، ليس لأنه الأفضل، بل لأنه الوحيد الممكن في هذه المرحلة. ويترقب الفلسطينيون زيارة بايدن إلى المنطقة وما ستسفر عنه وسط تفاؤل فلسطيني في أن يلعب الرئيس الأمريكي دوراً فاعلاً في ملف السلام. ويرى المحلل السياسي عبدالمنعم سعيد أن زيارة بايدن إلى المنطقة هي تتويج لعملية مراجعة السياسة الأمريكية، التي جاء بها بايدن إلى البيت الأبيض، بأن بلاده لن تدخل الحروب الأبدية مرة أخرى، وهذا ما يكتسي أهمية لزيارته على مستوى الإقليم. وينشد بايدن التوصل إلى اتفاق إطار، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فهل ينجح في إيجاد حلول خلّاقة لعقبة القدس وغيرها، وهل سيكون مقنعاً بزيارته التي أشعلت الحراك الدبلوماسي في المنطقة؟ هذا مرهون بالبحث في التفاصيل وترك العناوين، وتحقيق قفزات نوعية على الأرض بعيداً عن الإطار النظري. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App