لا يمكن أن تخلو «فوالة» العيد من الفواكه التي تُقدَّم بطريقة محببة وغير تقليدية وأكثر فخامة، تجعلها تتصدر موائد الضيافة بألوانها الزاهية وتنسيقاتها، حتى أصبحت النقطة المركزية التي تتوزع حولها باقي الأطباق. عن أهمية الفوالة كتقليد تراثي للترحيب، تقول موزة راشد: لا يحلو الاحتفال بالعيد من غير «الفوالة» التي تشهد دخول «باقات» الفواكه الشهية، والتي نستقبل بها الضيوف ونتبادل على أثرها التهاني، في بيئة تتسم بالود والفرح. وتذكر أن كرم الضيافة، جزء لا يتجزأ من الموروث الشعبي، و«الفوالة» على أنواعها تقليد يمارَس في المناسبات، ولاسيما أيام العيد حيث تعمل الأسر على تجهيز موائدها بالمأكولات الشعبية والحلويات والفواكه. وتعتبر أن تشكيلة الفواكه تجعل «فوالة» العيد أكثر ثراءً وفخامة وتنوعاً عما كانت عليه في الماضي، حيث تتنافس الأسر في طريقة تقديمها وتنسيقها على موائد العيد. فن التنسيق يشير محمد محمود قنارة منسِّق زهور وفواكه، إلى أن عملية تنسيق الفواكه تبدأ أولاً من اختيار الأنواع الموسمية الطازجة، ثم اختيار تصميم وشكل الطبق ولونه ومدى ملائمته لنمط المائدة وطبيعة المناسبة. ويؤخذ في الاعتبار أيضاً كمية الفواكه المطلوبة، ومدى توافقها مع حجم الطاولة وتوزيع الأطباق الأخرى عليها. ويذكر أنه بعد معرفة هذه التفاصيل تبدأ مهارة المنسِّق في وضع الفكرة وتنسيق قطع الفواكه، بدءاً بالأحجام الكبيرة وصولاً إلى الصغيرة لتظهر بصورة مكتنزة ومنسجمة. كما أن عملية كسر الألوان مهمة جداً عند تنسيق الفواكه، مع إضافة الزهور التي تمنح الطبق رونقاً وتجديداً، ولاسيما إذا كانت ألوانها محدَّدة وتفتح الشهية، مثل الأحمر وتدرجاته. ويتحدث قنارة عن حرص الأسر قبل العيد على شراء الفواكه بطريقة منسَّقة، كأنها باقات مع تشكيلة من الزهور، حتى أصبحت بمظهرها المميز والشهي سيدة موائد العيد.
مشاركة :