شرع ضيوف الرحمن بعد غروب يوم أمس، بالنفرة إلى مشعر مزدلفة، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات. وأدى حجاج بيت الله الحرام عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم التقطوا الجمار، وباتوا الليلة في مزدلفة، قبل توجههم إلى منى بعد صلاة فجر اليوم عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. ودعا معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في خطبة عرفة التي ألقاها أمس في مسجد نمرة بمشعر عرفات، إلى حمد الله والثناء عليه. وحث على تقوى الله وامتثال أوامره لنيل الفوز والنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. وأدى حجاج الدولة الركن الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر وأدوا صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداءً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، واستمعوا إلى الخطبة في أجواء إيمانية ممزوجة بالسكينة والتضرع بالدعاء إلى الله عز وجل. ويرمي الحجاج الجمرة الكبرى بسبع حصيات بهدوء في تنقلهم من مواقع إقامتهم في منى، وفق خطة التفويج المعدة لذلك، وسط استعدادات أمنية وصحية تنظم حركتهم في ساحات جسر الجمرات وعلى المداخل والمخارج. وبعد أن يفرغوا من رمي جمرة العقبة يبدؤون نحر الهدى ثم حلق الرأس والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة. ويواصل الحجاج إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى لرمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات. ومن أراد التعجل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر لشهر ذي الحجة، ومغادرة منى قبل غروب الشمس. وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج، يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق لطواف الوداع، آخر واجبات الحجاج قبيل سفره مباشرة. وأمضى الحجّاج يوم، أمس الجمعة، في الصلاة والدعاء على جبل عرفات، في ذروة مناسك الحجّ الذي جمع هذا العام العدد الأكبر من الحجاج منذ تفشّي فيروس كورونا، الذي تسبّب في منع مئات الآلاف من المشاركة في السنتين الماضيتين. ووصل الحجاج لأداء الركن الأعظم من الحجّ، سيراً على الأقدام أو في حافلات من خيامهم في المناطق المجاورة، وجلسوا منفردين أو في مجموعات. وفي طريقهم إلى الجبل الذي توجهوا إليه في الساعات الأولى من فجر الجمعة، ردد الحجاج «لبيك اللهم لبيك». ومكثوا طوال اليوم في الموقع نفسه، يصلّون ويتلون القرآن الكريم، باستثناء فترة الظهيرة عند حلول موعد الصلاة. وقال الحاج المصري، سعد فرحات خليل، البالغ 49 عاماً، لوكالة فرانس برس: «أنا سعيد جداً لوجودي هنا مثل أي شخص آخر. فهذا أكبر حج في ظل فيروس كورونا». وحددت قوات الأمن في المملكة العربية السعودية نقاط دخول وخروج لاستخدامها من الحجاج. وحلقت طائرات مروحية فوق جبل عرفات لمتابعة سلامة الحجاج. وشارك عدد من زعماء العالم في المناسك، بمن فيهم رئيس موريتانيا ونائب رئيس إندونيسيا، والزعيم الشيشاني رمضان قديروف. وعند الظهيرة، توجه آلاف الحجاج إلى مسجد نمرة وأدوا الصلاة. وأكدت وزارة الصحة السعودية أنه لم يتم رصد أي حالات إصابة بفيروس كوفيد-19 بين الحجاج.
مشاركة :