المشاعر المقدسة - بعثة «الرياض»، تصوير - عليان العليان، ومعن جمل الليل استقرت جموع ضيوف الرحمن ليلة البارحة على صعيد مزدلفة بعد أن نفرو اليها ابتداءً من بعد مغرب امس قادمين من مشعر عرفات حيث شهدوا وقفة عرفات ملبين مكبرين ذاكرين الله كثيراً امتثالاً لقول المولى عز وجل «فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين». وقد تهيأ مشعر منى لاستقبال ضيوف الرحمن الذين التأمت جموعهم يوم امس على صعيد عرفات الطاهر وتوافدت جموع ضيوف بيت الله الحرام مساء أمس الى مشعر مزدلفة وقضوا ليلتهم وهم يلهجون بالذكر والثناء على رب العالمين الذين يسر لهم أداء مناسك الحج تحفهم عناية خالقهم ثم تحيط بهم عناية ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وقد قدرت جموعهم بأكثر من ثلاثة ملايين حاج سارت جموعهم بكل يسر وسهولة وراحة وطمأنينة في مواكب ايمانية اتسمت بالسهولة واليسر. وسوف تقوم جموع حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم السبت بأعمال يوم النحر ورمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات ثم الاتجاه للمسجد الحرام لأداء الركن الثالث من اركان الحج وهو طواف الافاضة والسعي لمن لم يسع بين الصفا والمروة وسائر اعمال يوم النحر من حلق وتقصير وذبح للهدي والاضاحي والفدي، ثم يعودون مساء لمشعر منى لقضاء الليلة الاولى من ليالي أيام التشريق تمهيدا لرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس من يوم غد بإذن الله.. وقد قامت الجهات الحكومية ذات العلاقة بتقديم كل الخدمات والامكانات التي تيسر للحجاج اداء مناسك الحج وسهولة وصولهم الى المشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى. ومن جهته اوضح وزير الحج الدكتور بندر الحجار بان جميع الخطط التي وضعت لتيسير السبيل للحجاج لاداء مناسك حجهم سارت بكل يسر وسهولة وبين معاليه بان خطة نفرة الحجاج من مشعر عرفات الى مشعر مزدلفة يوم امس تمت بكل يسر وسهولة بفضل من الله تعالى ثم بفضل المشروعات الكبيرة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين- حفظهم الله- . وقال معاليه ان التعاون والتنسيق المشترك بين مؤسسات الطوافة والجهات الحكومية ذات العلاقة ساهم في انجاز هذه الخطط لالتزام مؤسسات الطوافة وبعثات الحج بمخطط التفويج التي تم اعدادها مسبقا كما ان نقل الحجاج عن طريق الرحلات الترددية ساهم في وصولهم الى مخيماتهم في اوقات قياسية مقارنة بالمواسم الماضية. وقال معالي امين العاصمة المقدسة الدكتور اسامة بن فضل البار: ان الامانه حريصة على سلامة وصحة حجاج بيت الله الحرام وتأمين كل اسباب السلامة لهم من خلال توفير اماكن مجهزة ومهيأة تتوفر بها كل عناصر الاصحاح البيئي لتمكينهم من اداء هذه الشعيرة بطرق آمنة ، واشار معاليه الى ان الامانة قد جهزت العديد من الاماكن المخصصة للحلاقة بمشعر منى والتي تم اختيارها بعناية لتغطي كافة مناطق تواجد الحجاج دون اضطرارهم الى التزاحم او الذهاب الى اماكن بعيدة وقد جهزت الامانة عدداً من المواقع للحلاقة تحتوي في مجملها على حوالي (1100 ) كرسي مجهزة وموزعة في مختلف نواحي مشعر منى ويتركز السواد الأعظم منها حول جسر الجمرات، كما أولت الامانة الجانب الصحي أهمية كبرى، وذلك حرصاً على سلامة الحجاج وأمنهم الصحي وعن الحالة الامنية والمرورية لجموع حجاج بيت الله الحرام أوضح مدير الامن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج بان الحالة الامنية لضيوف الرحمن آمنة ومطمئنة ولم يسجل أي حوادث تذكر ولله الحمد مشيرا الى ان الحركة المرورية في المرحلة الاولى والثانية تميزت بالانسيابية وسجلت نجاحاً ملحوظاً حيث يتم في كل عام تحسين هذه الخطة والاستفادة من التجارب والخبرات التراكبية التي يستفيد منها رجال الأمن. وقال: ان تنظيم الحشود اسهم في انجاح هذه الخطط اضافة الى ان حجز السيارات الصغيرة التي تقل سعتها عن 25 راكبا اسهم في انسيابية حركة المرور وتصعيد الحجاج الى مشعر عرفات ومن ثم نفرتهم الى مزدلفة في وقت قياسي كما ان خطط منع وقوف السيارات في المنطقة المركزية للحرم الشريف سيسهم في الحفاظ على سلامة وامن الحجاج وسهولة وصولهم اليوم الى الحرم الشريف والمشاعر المقدسة. وبين اللواء المحرج بأن تنفيذ الخطط يتم على اكمل وجه بالاستفادة من وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة التي تعتمد على الصور الحديثة عن طريق الاقمار الصناعية وكاميرات المراقبة التي تدار باحدث الاجهزة. ومن جانبه قال اللواء سليمان العمرو مدير عام الدفاع المدني: إن الدفاع المدني يسهم في خدمة ضيوف الرحمن من خلال فرقه ومراكزه المنتشرة في سائر مشعر منى والتي تركز على تقديم خدمات الدفاع المدني من انقاذ واطفاء واعمال المتابعة للمنشآت السكنية والتجارية ومدى التزامها بالسلامة حرصا على راحة وسلامة الحجاج وخاصة في منطقة منشأة الجمرات. ومن جانبه واصل طيران الامن جولاته المستمرة طيلة يوم امس الجمعة حيث تجاوزت طلعاته اكثر من 21 طلعة جوية بمعدل ساعات طيرن تقدر ب 37 ساعة لمراقبة حركة الحجيج والمساهمة في خدمة ضيوف الرحمن حيث استمر تحليط طائرات الامن على مدار الساعة وبشكل مستمر. اما قطار المشاعر فقد واصل رحلاته المستمرة والتي حففت كثيرًا على اختناقات المرور حيث ساهم في نقل 500 ألف حاج حسب طاقته الاسيتعابة حيث استمرت عملية تصعيد الحجاج مستخدمي القطار إلى مواقعهم بشمال مشعر عرفات من محطات منى 1 و2 ومزدلفة 3، إلى الرصيف الشمالي بمحطات عرفات الأولى والثانية والثالثة، كما تم تصعيد الحجاج الذين تقع مواقهم جنوب مشعر عرفات من محطات منى 1،2،3، إلى الرصيف الجنوبي بمحطات عرفات ابتداء من الساعة السادسة وحتى التاسعة من صباح يوم امس الجمعة. وأوضح المهندس عبدالرحمن بن محمد الشهوان أن عملية تصعيد الحجاج مستخدمي القطار إلى عرفات بدأت وفق الخطة المقررة لتشغيل القطار والجداول الزمنية المتفق عليها لتفويج الحجاج من مخيماتهم بمشعر منى إلى محطات القطار، على أن تمت عملية تحميل وتنزيل الحجاج في جميع المحطات ابتداء من الساعة 9:30 وحتى الخامسة والنصف من يوم امس، وأشار المهندس الشهوان إلى أنه تم نشر عدد كبير من مراقبي حملة التذاكر في محطات تصعيد الحجاج من منى إلى عرفات للتأكد من صلاحية التذكرة للاستخدام في كل محطة، واتخاذ كافة الإجراءات لمنع تكدس الحجاج داخل وخارج المحطات أو المناطق المحيطة بها وتوفير كافة الخدمات للحجاج المرضى وكبار السن داخل محطات القطار.
مشاركة :