رام الله / غزة 8 يوليو 2022 (شينخوا) أبدى الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية عدم اهتمام بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأولى إلى الأراضي الفلسطينية منذ تسلمه السلطة في يناير من العام الماضي، مؤكدين أنهم لا يعولون على نتائجها ولا يتوقعون أن تضع حدا لمعاناتهم أو تجد حلا لقضيتهم. ويرى الكثير من الفلسطينيين أن زيارة بايدن إلى الأراضي الفلسطينية ضمن جولة تشمل إسرائيل والسعودية محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ بسبب عدم الوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه بشأن حل الدولتين وإعادة فتح السفارة الأمريكية في القدس والضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها أحادية الجانب. ويقول محمد عبد ربه، وهو في الأربعينيات من عمره ويعمل مدرسا للغة العربية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قدوم بايدن إلى المنطقة أو عدم قدومه "سيان كونه لن يحدث أي فارق في واقع الشعب الفلسطيني السياسي والحياتي". ويضيف عبد ربه، وهو من شمال القطاع، أن زيارة بايدن مهمتها الأولى "الدفاع عن المصالح الإسرائيلية إقليميا ودوليا في محاولة لكسب المجتمع الإسرائيلي وضمان تأييد اللوبي الصهيوني في الانتخابات المقبلة". وتعرب الشابة هادية الشاعر (25 عاما) من مدينة رفح جنوب القطاع عن تشاؤمها من الزيارة. وتقول هادية لـ ((شينخوا)) إن الزيارة لن تعود بالنفع على الشعب الفلسطيني خاصة وأن الأمريكيين دائما يدافعون عن المصالح الإسرائيلية ضاربين بعرض الحائط جميع القوانين الدولية والتشريعات الإنسانية. وتأمل هادية من القيادة الفلسطينية "رفض الزيارة كونها تضر أكثر مما تنفع" والتوجه نحو إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من أجل مجابهة المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية. وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن بايدن، سيصل إلى إسرائيل في 13 يوليو الجاري في زيارة تستغرق 40 ساعة، كما سيزور الأراضي الفلسطينية ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. وتأتي الزيارة في ظل توتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية حيث قتل 18 إسرائيليا منذ مارس الماضي في هجمات نفذها فلسطينيون، مقابل أكثر من 60 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال منذ بداية العام. كما تأتي مع استمرار توقف آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، بينما تزداد الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية من خلال البناء الاستيطاني وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتهجير السكان. ويعيش عثمان الجبارين (57 عاما) من "مسافر يطا" جنوب الخليل في الضفة الغربية في حالة قلق منذ شهرين خوفا من طرده من منزله الذي يؤويه وأفراد عائلته منذ عشرات الأعوام. وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية في مايو الماضي بالموافقة على توصية الجيش بنقل ثماني قرى في مسافر يطا قسرا، معللة ذلك بأن سكانها "فشلوا في إثبات" مطالبتهم بأنهم كانوا مقيمين دائمين هناك قبل إعلانها منطقة تدريب عسكرية لصالح الجيش. ويقول الجبارين لـ ((شينخوا)) إن قدوم بايدن إلى الضفة الغربية ولقاء القيادة الفلسطينية "ماذا يعود بالنفع على 8 تجمعات سكنية في مسافر يطا مهددين بالتهجير بينهم أطفال ونساء". وتساءل الجبارين "هل يستطيع بايدن وقف الإجراءات الإسرائيلية بحق سكان المسافر أصحاب الأرض الأصليين والذين ورثوها عن آبائهم وأجدادهم"، لافتا إلى أن الزيارة لن لا تلبي طموحات الفلسطينيين وتحقيق مطالبهم العادلة. وترى السيدة دلال ياسين من رام الله وسط الضفة الغربية أن زيارة الرئيس الأمريكي "لن تقدم ولن تؤخر"، معربة عن عدم تفاؤلها بإحداث اختراق جدي من شأنه أن يحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وسلام. وتقول دلال، وهي صحفية فلسطينية، لـ ((شينخوا))، إن بايدن قدم وعودا خلال حملته الانتخابية وتصريحاته المختلفة بشأن القضية الفلسطينية سواء دعم حل الدولتين أو إعادة فتح السفارة الأمريكية في القدس مر عليها وقت طويل دون تحقيق أي خطوات ملموسة على الأرض. وتضيف أن الزيارة شكلية ولن ينتج عنها وقف الإجراءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس من مصادرة أراض وهدم منازل وقتل الفلسطينيين والبناء الاستيطاني وبالتالي سقف الآمال والتعويل على الزيارة ضئيل. أما رائد دبعي من نابلس شمال الضفة الغربية فاعتبر أن زيارة بايدن "لا يعول عليها" كونها لا تحمل حلولا سياسية تلزم إسرائيل بالعودة للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ويقول دبعي، وهو ناشط شبابي، لـ ((شينخوا))، إن القضية الفلسطينية لا يبدو أنها على أجندة الإدارة الأمريكية واهتماماتها والزيارة إلى المنطقة لا تحمل جديدا وهو ما يحكم عليها بالفشل قبل أن تبدأ. ويضيف دبعي أن بايدن على مدار عام ونصف العام من وجوده كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية لم يقدم أي شي للشعب الفلسطيني وقضيته سواء بإعادة دعم السلطة الفلسطينية أو فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن أو قضايا أخرى. وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ حذر قبل يومين من فشل زيارة بايدن لأن الجميع سيذهب إلى "مربع غير مريح" دون كشف المزيد. وقال الشيخ للصحفيين في رام الله إن "فقدان الأمل لدى الفلسطينيين واستمرار السياسة الإسرائيلية الميدانية اليومية بالتصعيد والتنكيل والقتل والاستيطان والاجتياح لم تعتد تُحتمل". وطالب الشيخ المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته في هذا الموضع، معربا عن أمله أن تكون مخرجات زيارة بايدن "إيجابية وتعطينا الأمل وتمكّنا من الذهاب لمرحلة أكثر تقدما وإيجابية".
مشاركة :