امام وخطيب المسجد الحرام: الأضحية نسك وقربة إلى الله

  • 7/9/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ادى المصلون اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل. وأمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالله بن عواد الجهني الذي أوصى في خطبته المسلمين بتقوى الله، فهي رأس كل خير، ومفتاح كل خير وسبب كل خير في الدنيا والآخرة، وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى واضاعتها، أو إضاعة جزء منها، فالتقوى هي سبب السعادة والنجاة وتفريج الكروب والعز والنصر في الدنيا والاخرة، قال تعالى ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”. وقال فضيلته : أيها المسلمون في هذه الصبيحة الميمونة نستقبل يومًا أغرَّ من أيام الإسلام، فهو يوم عظيم وعيد كريم، حرمه الله سبحانه وتعالى وسماه يوم الحج الأكبر، يفرح فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، إنه يوم أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فحجاج بيت الله تعالى يفرحون بإتمام نسكهم وقضاء تفثهم وبنفحات الله عليهم، وغير الحجاج يفرحون بما سخر الله لهم من بهيمة الأنعام، والاقتداء بسيد الأنام صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا قال تعالى ” إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الابتر”. وأوضح أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذا اليوم هو الأضحية وهي إراقة الدماء من بهيمة الأنعام فالذبح لله من أجل العبادات ومن أفضل القربات، فهي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليمًا وسنة أبينا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وهي فداء الذبيح إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ولولا رحمة الله بهذا الفداء لكانت الأضحية بالأبناء، فله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن، وقد أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، ومنهم من جعلها واجبة، والجمهور على أنها سنة مؤكدة لا ينبغي تركها لمن يقدر عليها. وقال إمام و خطيب المسجد الحرام في حكم مشروعيَّةِ الأضْحِيَّة : شُكْرُ اللهِ تعالى على نِعمةِ الحياةِ وإحياءِ سُنَّةِ إبراهيمَ الخليلِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ حين أمَرَه الله عزَّ اسمُه بذَبحِ الفِداءِ عن ولَدِه إسماعيلَ عليه الصَّلاة والسَّلامُ في يومِ النَّحرِ، ويتذكَّرَ المؤمِنُ أنَّ صَبرَ إبراهيمَ وإسماعيلَ عليهما السَّلامُ وإيثارَهما طاعةَ اللهِ ومحَبَّتَه على محبَّةِ النَّفْسِ والولدِ كانا سبَبَ الفِداءِ ورَفْعِ البلاءِ، فإذا تذَكَّرَ المؤمِنُ ذلك اقتدى بهما في الصَّبرِ على طاعةِ الله، وتقديمِ محبَّتَه عزَّ وجلَّ على هوى النَّفْسِ وشَهْوَتِها، ويبدأ وقت الذبح من بعد انتهاء صلاة العيد وينتهي في آخر أيام التشريق : قال صلى الله عليه وسلم : إن اول ما نبدأ به يومنا هذا نصلي ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل ” أي قبل الصلاة ” فإنما لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء. اخرجه البخاري. ودعا فضيلته المسلمون بالمبادرة في الأضحية لإحياء سنن المصطفين الأخيار، مبيناً أن الأضحية نسك وقربة إلى الله، يتقرب المسلم بسفك دمها فيذكر اسم الله عليها ويكبره ويعظمه، من أجل الله وتقواه والتوحيد والإخلاص لله، فسفك دم بهيمة الأنعام في وقت الأضحية قربة إلى الله ” لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين”، ومن الأعمال الجليلة يوم العيد تصفية القلوب بين الاخوة في الله والجيران والأقرباء والأرحام والأصدقاء، فاهتمام المسلم بإخوانه وفرحه لفرحهم وحزنه لحزنهم وتألمه دليل صدق الأخوة وقوة الإيمان. واستشهد فضيلة الدكتور الجهني بخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع التي قال فيها : “أيها الناس اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم ” رواه أحمد في مسنده، وقال صلى الله عليه وسلم : “لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض” رواه البخاري ومسلم، موصياً المسلمين بالاقتداء بما ورد في هذه الخطبة فهي وصية عظيمة جامعة لموجبات دخول الجنة وأسباب الظفر بنعيمها.

مشاركة :