نازحون متخوفون بعد الفيتو الروسي ضد تمديد آلية ايصال المساعدات عبر الحدود إلى ىسوريا

  • 7/9/2022
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

استخدمت روسيا حق النقض الجمعة خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار لتمديد آلية ايصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا بدون موافقة دمشق لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى تمديد لستة أشهر. وينتهي الأحد سريان هذه الآلية التي تسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية، الوحيد الذي يمكن عبره نقل مساعدات إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غرب) ومحيطها، من دون المرور في مناطق سيطرة الحكومة السورية. وافاد دبلوماسيون فرانس برس أن الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس والمؤيدين لتمديد لعام واحد سيطرحون تمديدا لتسعة أشهر في محاولة لإنهاء المواجهة بين موسكو والدول الغربية. والآلية الاممية سارية منذ عام 2014 وتسمح بنقل مساعدات لأكثر من 2,4 مليون نسمة في منطقة إدلب (شمال غرب) الخاضعة لسيطرة جماعات جهادية ومعارضة. واعتبر مساعد السفير الروسي دميتري بوليانسكي أن "المشروع يشكل تحديا لسيادة دمشق"، مشيراً الى أن موسكو لن توافق على اي نص آخر لا يتضمن تمديدا لستة أشهر. واشارت فطيم (45 عاماً)، وهي نازحة وأم لأربعة عشر ولداً "إذا أغلق معبر باب الهوى وانقطعت (مواد) الاغاثة سنموت"، مضيفة "دمروا منازلنا وشردونا". - "تجويع" - عبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حملت غالبيّتها مواد غذائية، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقال مراسل وكالة فرانس برس في المكان أن المعبر كان مغلقا السبت لمناسبة عيد الاضحى. أفسد الفيتو الروسي الاحتفال بعيد الاضحى بالنسبة للعديد من النازحين الذين هم بأمس الحاجة لهذه المساعدة. وقال عبد السلام يوسف "الجميع يعرف أن أغلب سكان المخيمات يعتمدون اعتمادا كاملا على هذه المساعدات". وأضاف هذا النازح الآتي من جنوب إدلب أن الفيتو الروسي شكل "فاجعة كبرى بالنسبة لي". تضم محافظة إدلب، آخر معقل لمقاتلي المعارضة غالبية من النازحين الوافدين من بقية المناطق السورية والذين يعيشون في فقر مدقع. واعتبر مازن علوش، مدير مكتب العلاقات العامة في معبر باب الهوى (شمال غرب) في تصريح لوكالة فرانس برس أن "استخدام الفيتو من قبل روسيا هو تطبيق حرفي لسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها روسيا في كافة المناطق السورية". "ازدراء بحياة الإنسان" واوضح أن "عدم اتخاذ أي قرار أو اجراء فعلي لادخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود هو مقدمة لمجاعة لا يمكن السيطرة عليها وتهديد مباشر للأمن الغذائي لأكثر من أربعة ملايين مواطن" يعيشون في شمال غرب سوريا. وتتضمن الآلية ارسال مساعدات طبية تعتبر حيوية للقطاع الصحي في المنطقة التي دمرتها الحرب المستمرة منذ 11 عامًا. وحذر مدير الصحة في إدلب سالم عبدان من أن عدم تمديد الآلية "سيؤدي إلى انهيار كامل للقطاع الصحي". واوضح ان ذلك سيؤدي الى "اغلاق 21 مستشفى و 12 مركزا طبيا ووقف عدة مشاريع منها حملات التطعيم" محذرا من "ارتفاع معدل الوفيات وانتشار الامراض". وعمدت موسكو في الأعوام الأخيرة الى استخدام حق النقض مرارا في ما يتعلق بالازمة السورية. وفيتو الجمعة هو السابع عشر الذي تلجأ اليه منذ اندلاع الحرب في سوريا في 2011. واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة أن "الفيتو الروسي المشين ضد المساعدة عبر الحدود في شمال غرب سوريا يظهر أن ازدراء المسؤولين الروس بالحياة الانسانية يمكن أن يبلغ مستوى قياسيا جديدا".

مشاركة :