كثيراً ما يتداول الناس، أن كرة القدم لعبة ممتعة جاذبة، مجنونة مشاغبة، لكنهم قليلاً ما يشيرون إلى أن لها وجهاً آخر يفيض إنسانية، وينثر خيراً على عموم أبناء البشرية، ليكتمل مشهد «الساحرة المستديرة»، ويصبح أكثر ألقاً وبهاء وإشراقاً بين الإمتاع والإنسانية. الوجه الآخر لكرة القدم، بكل تأكيد، لا يقل أهمية وتأثيراً واهتماماً جماهيرياً عن مثيله الفني، لكن الجانب الإنساني غالباً ما يعاني من محدودية الفاعلين في دائرته الراقية من لاعبين نجوم «أغدقت» عليهم «الساحرة المستديرة»، الملايين العابرة للأصفار الستة من العملات الصعبة، يورو ودولار! شعبية جماهيرية ورغم محدودية الفاعلين في دائرة الوجه الآخر لكرة القدم من النجوم الكبار، إلا أن ذلك لا يلغي ظهور لاعبين كبار أصحاب شعبية جماهيرية عابرة للقارات، يبدعون في المجال الإنساني، تماماً كما يشهد لهم المستطيل الأخضر بالبراعة سواء مع فرقهم أو منتخباتهم الوطنية. يد العون ولعل من بين أبرز نجوم كرة القدم الذين ذاع صيت إنسانيتهم في الآونة الأخيرة، المصري محمد صلاح، نجم فريق ليفربول الإنجليزي، والسنغالي ساديو ماني المنتقل للتو من ليفربول إلى بايرن ميونيخ الألماني، وهما معاً قد برعا في مد يد العون للمحتاجين سواء من أبناء بلديهما أو من بلدان أخرى عبر سلسلة مشاريع خيرية عدة. نجم معطاء وأبدع ماني في تجسيد الوجه الآخر المشرق لكرة القدم على أرض الواقع من خلال إقدامه على إنفاق نسبة من ثروته لمساعدة الفقراء خلال عام 2022، خصوصاً من أبناء قريته بإنشاء مشفي بكلفة 500 ألف يورو، وإقامة مكتب بريد، ومحطة وقود، وإنشاء مدرسة بقيمة 250 ألف يورو، وإهداء جهاز حاسوب لكل طالب متفوق، ومد القرية بشبكة «انترنت» فاعلة، وتخصيص رواتب شهرية بقيمة 70 يورو لكل أسرة، وبما جعل من ماني مثالاً للنجم المعطاء السخي البعيد عن الشح. مشاريع خيرية وليس ماني وحده في ساحة السخاء الإنساني في كرة القدم، بل هناك النجم المصري الشهير، محمد صلاح، والذي أنفق ما نسبته 6% من إجمالي ثروته في عام 2022، عبر سلسلة مشاريع خيرية في القطاع الصحي، استفاد منها أبناء قريته في مصر، مكرساً بذلك إنسانية «الساحرة المستديرة» في أن تكون مصدر خير للناس عندما يظهر نجم تفيض يداه عوناً ودعماً لأبناء وطنه على الأقل. قارات العالم الدكتور سعيد عبيد الطنيجي، الباحث في مجال علم النفس الرياضي، أشار إلى أن العمل الإنساني، يشكل جزءاً مشرقاً في عالم كرة القدم، وعملاً خيرياً يمثل نفحة إنسانية راقية في حياة اللاعب، خصوصاً النجم الذي تعبر شهرته النطاق المحلي إلى مختلف قارات العالم. ارتباط مباشر وأوضح قائلاً: العمل الخيري في كرة القدم خصوصاً، والرياضة عموماً، يمثل أهمية مجتمعية قصوى، ولا بد من تسليط الأضواء الإعلامية الكاشفة لكافة زواياه لارتباطه المباشر بحياة الناس، ومدى تفاعل فئة اللاعبين النجوم معنوياً وفعلياً مع معاناة الناس، في ظل المبالغ المرتفعة التي يتقاضاها كل نجم. منفعة الناس وأبدى فخره، بما يقدمه النجم العربي محمد صلاح من مبادرات إنسانية، وأعمال خيرية لمنفعة أبناء وطنه وغيرهم، مشيداً بإنفاقه ما لا يقل عن 6% من ثروته خلال عام 2022، مثنياً على مبادرات النجم المسلم ساديو ماني في مجال دعم المحتاجين والفقراء من أبناء قريته في العام الجاري، من خلال إنشاء المشافي والمدارس وتقديم المنح للطلبة المتفوقين، معتبراً عمل النجمين، دافعاً كبيراً لنجوم عرب وغيرهم للقيام بأعمال ومبادرات خيرية لمنفعة الناس. صندوق خيري ودعا إلى ضرورة أن يكون العمل الخيري لنجوم كرة القدم والرياضة، تحت إشراف جهة خيرية رسمية معلومة للجميع، مقترحاً إشهار جمعية اللاعبين المحترفين للأعمال الخيرية، أو إنشاء صندوق خيري توضع فيه الأموال المقدمة من قبل النجوم، ويتم إعلام الناس بأسمائهم، ليكونوا قدوة للبقية من اللاعبين والرياضيين، مطالباً بتكريم هؤلاء المبادرين إلى عمل الخير في حفل سنوي تقيمه الجهة المشرفة على الصندوق الخيري. مصدر سعادة ولفت إلى أن العمل الخيري دائماً ما يشكل راحة نفسية كبيرة للاعب نفسه، ومصدراً للسعادة والارتياح، ما ينعكس إيجاباً على أدائه داخل الملعب، وسلوكه خارج الملعب، وبالتالي زيادة مستوى نجوميته، وقربه من الجماهير، وارتفاع مؤشر المحبة له من قبل جماهير كرة القدم خصوصاً، والناس عموماً. طرح المبادرات ورفض الدكتور سعيد عبيد الطنيجي، إبقاء العمل الخيري المقدم من نجوم كرة القدم، وغيرهم، سراً بحجة أنه عمل بينه وبين ربه، بقوله: كلام «البعض» بأنه يقوم بأعمال خيرية، لكنه يبقي ذلك سراً، مردود على صاحبه، لأنه بهذا السلوك، يحرم الآخرين، لاعبين وأندية من أن يكون قدوة لهم، ومصدر تحفيز إنساني لفعل الخير وطرح المبادرات التي تنفع الناس والمجتمع. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :